بالنادي الثقافي الطاهر الحداد: فتحي المسكيني يقدم ترجمته لكتاب هيدغر « الكينونة والزمان »

احتضن النادي الثقافي الطاهر الحداد بالعاصمة، ظهر أول أمس، لقاء حواريا مع الفيلسوف التونسي، فتحي المسكيني، الذي تحدث بالمناسبة عن ترجمته لكتاب الفيلسوف الالماني هيدغر « الكينونة والزمان » من الألمانية الى العربية.
وأشار المسكيني

إلى أن عوامل التقارب بين الفلسفتين العربية والألمانية، « كثيرة وموجودة »، وأن العديد من الفلاسفة والباحثين العرب والتونسيين اشتغلوا على الفلسفة الألمانية، ومنها مؤلفات هيدغر، لما لها من خصوصية، ولكونها تعتمد على الفهم أكثر من اعتمادها على العقل، للوقوف على أسرار الأشياء وفهم سيروة الزمان.

وقال «إننا نخشى اليوم على العقل فى بلادنا، خاصة مع تنامي عديد الظواهر الغريبة والدخيلة التي تغيب هذا الجزء من الانسان، وهذا أمر خطير جدا يجب الانتباه إليه وتحصين الناشئة والشباب ضد تداعياتها المختلفة »، مبينا أن البحث عن ترجمة آثار فلسفية عالمية، وخاصة ألمانية، وللفيلسوف هيدغر تحديدا، يرمي بالأساس إلى تحسس سبل تخليص العقل العربي من هذه الشوائب، ومن أجل بناء مستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة.

وأضاف « هيدغر يعتبر أن كل ما نفكر فيه هو موجود بيننا، وأن ما لا نفكر فيه غير موجود، وبالتالي فإن للعقل ديناميكية داخلية طبيعية وخاصة به لفهم الأشياء، وهذه النتيجة لابد من مزيد تبسيطها حتى تصبح في متناول إدراك العقل العربي والتونسي ».
وحول كتاب « الكينونة والزمان »، قال المسكيني « إنه أب الكتب الفلسفية فى القرن العشرين، ترجم إلى عديد اللغات العالمية »، موضحا أن ترجمته للكتاب استغرقت أكثر من عشر سنوات، « كما أن عائلة هيدغر اعترضت فى البداية على ترجمة هذا المؤلف الانساني، لأنها ربما استخفت بهوية مترجمه (التونسي)، وتواصل التفاوض معها لأشهر عديدة » .

وفتحي المسكيني، هو فيلسوف ومترجم تونسي، له العديد من المؤلفات، منها « نقد العقل التأويلي، أو فلسفة الإله الأخير »، و »الهوية والزمان، تأويلات فينومينولوجية لمسألة النحن ».

كما قام المسكيني بترجمة مجموعة من الكتب منها « في جنيالوجيا الأخلاق، نيتشه » (المركز الوطني للترجمة بتونس، 2010)، و »الكينونة والزمان » لهيدغر، وصدر سنة 2012، و »لدين في حدود مجرد العقل » لكانط (2012) و »المثالية الألمانية »، وهو عمل جماعي، وصدر سنة 2012.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115