الملاك جبريل الرّقمي يفقد البوصلة و يسلّمني رسالة هي للسيد الموسيقار الموقّر وزير الشؤون الثقافية رسالة إلى وزير الشؤون الثقافية

تحية ثقافية وبعد:
اسمحوا لي في البدء أن أقدّم نفسي، جعفر العلوي، كاتب عصامي التكوين، أشتغل (عون ثقافي) بدار الثقافة حفوز من ولاية القيروان، أحيطكم علما سيدي الوزير أنّه نُشرت لي أربعة كتب في ظرف تسع سنوات، وهي على التوالي:

كتاب «وصل المفصول فيما يبقى وما يزول» وهو كتاب فكري بالاشتراك مع المفكر سليم دولة، سنة2007، وقد تُرجم إلى الانجليزية سنة 2009، يليه كتاب «رحلة الأوجاع والإبداع» وهو كتاب توثيقي، سنة 2012، ثم كتاب «من ذاكرة السلالة»، وهو سيرة روائية سنة 2016، وكتاب «حلب الغمام من مناقب سيدي محمّد الإمام» في الثلاثية الثالثة من سنة 2016، وهو دراسة وتحقيق مخطوطات في تاريخ زاوية سيدي عبد القادر الجيلاني بمنزل بوزلفة، (أول زاوية قادرية بشمال إفريقيا)، مع مآثر العالم الجليل الشيخ سيدي محمّد الإمام المنزلي (1754 - 1832م) ومجموعة من قصائده، في طبعة أنيقة مُرفقة بالألوان في 311 صفحة.

وفي كل مرّة أهُمّ فيها بنشر عمل لي أكابد صعوبات جمّة مادّية بالأساس خصوصا وأنّ كتبي الأربعة نشرتها على نفقتي الخاصة وأنا الموظف البسيط براتب شهري ضعيف قد التجأت إلى الاقتراض (أربعة قروض) من أجل نشر كتبي وتبليغ رسالتي التي سأكافح من أجلها كلّفني ذلك ما كلّفني.

كنتُ قد حاولتُ مرارا وتَكرارا الاتصال بك وبمن سبقك على رأس الوزارة لكن كل محاولاتي باءت بالفشل، ولا أدري السبب، فقد أصبحتُ وجها مألوفا داخل الوزارة لكثرة تداولي عليها وأنا أكتب الاستمارة تلو الأخرى عسى أن أظفر بلقاء السيد الوزير، ولكن هيهات لعبد ضعيف مثلي، فقصدت بابا آخر عَلّه يُجدي نفعا حيث أرسلتُ إليكم برسالة عبر البريد بتاريخ 26 أكتوبر 2016، وألحقتها برسالة ثانية بعد مدّة، ولكن هيهات أيضا لعبد ضعيف مثلي. قلتُ أقصد بابا آخر ولا أقطع باب الأمل، فبعثت برسالة على الصفحة الرئيسية لوزارة الشؤون الثقافية على موقع التواصل الاجتماعي، ونفس الرسالة بعثتها إلى صفحتكم على موقعكم الخاص فجاءني الرّد سريعا أنّ الذي يُدير الصفحة ليس السيد الوزير، فأُصبتُ بخيبة الأمل التي كنتُ قد تعوّدتُ عليها. قمتُ بحوار صحفي بجريدة الصحافة بتاريخ 08 سبتمبر 2016 بمناسبة صدور كتابي الجديد وهو الكتاب الرابع، وكالعادة عبّرت في حواري عن رغبتي في لقائكم، وكنت أعلم مسبقا أني لن أظفر بشيء، فقد تعوّدت على ذلك. مرّة أخرى قمت بعديد المكالمات الهاتفية لإحدى المكتبات القريبة من مكتبكم وهو باب آخر طرقته ولكن دون جدوى. وها أنا أخيرا أكتب إليكم عن طريق الجريدة بعد أن فشلت كل محاولات الاتصال بكم.

جناب الوزير، إنّي عاكف هذه الفترة على دراسة وتحقيق مخطوطات أخرى للعالم والشيخ السابق ذكره سيدي محمّد الإمام المنزلي، أوّل من نشر الطريقة القادرية بشمال إفريقيا، والذي يطول الحديث كثيرا حول مآثره ومناقبه، (أشعار متنوّعة، مدائح، أذكار، ملاحم....) حيث أني أفكر في إنجاز الأعمال الكاملة له علما وأني قد حصلت على مخطوطات نادرة له، وما مشروعي الذي يتمثل في إنجاز الأعمال الكاملة له إلا جزء من مشروع ضخم أرغب في القيام به، وسأسعى جاهدا لذلك ولو كلّفني الأمر أن أمضي بقية عمري أقترض من هنا وهناك من أجل أن أكمل مشروعي لِما يمثّله كلَبِنَة من لَبِنات المشروع الثقافي الجامع، القائم على التّعدّد والانفتاح والحوار، والرافض لكلّ أشكال الانغلاق والتّعصّب، علما وأني قد خطوت خطوة محترمة باعتبار أنّ ما قمت به هو مجهود فردي.
الغرض من رسالتي هذه هو أن أعبّـر لكم عن رغبتي في لقائكم حسب ما تسمح به التزاماتكم لأوضّح لكم أسس هذا المشروع والذي يهدف بالخصوص إلى محاربة الإرهاب والتعصّب الدّيني.
تقبّلوا في الأخير فائق عبارات الودّ والتقدير.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115