عبد الواحد المكني نائب رئيس هيئة «صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016» و الناطق الرسمي باسم الهيئة المستقيلة: من واجبي أن أكون متحفظا وإيجابيا حبّا في بلدي وفي الثقافة

كثر الجدل و «القيل و القال» في الأيام الأخيرة حول سير أشغال هيئة مهرجان صفاقس عاصمة الثقافة العربية. كما برزت استقالات من هنا وهناك، ومن بين المستقيلين أخيرا عبد الواحد المكني أستاذ التعليم العالي ونائب رئيس الهيئة والناطق الرسمي باسم الهيئة سابقا.
«المغرب»

اتصلت بالأستاذ المكني و سألته عن أشغال هيئة المهرجان وعن الأسباب التي دعته إلى الاستقالة فأجاب بما يلي: «لقد أعلنت عن استقالتي يوم الأربعاء صباحا وذكرت فيها ما يلي: «أتمنى النجاح الباهر لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية والتوفيق الكامل للهيئة وأكثر محظوظية لصفاقس مستقبلا».

وأضاف نائب رئيس الهيئة المستقيل عبد الواحد المكني: «بالمناسبة فإنه يمكن أن أثير ملاحظتين:أوّلا،أعتقد أنه من واجبي أن أكون متحفظا و إيجابيا في الاستقالة فالبعض يستقيل بحثا عن الشهرة أو الظهور في وسائل الإعلام أمّا أنا فقد استقلت حبا في بلدي و في الثقافة وأنا أحترم الهيئة و رئيسها السيد سمير السلامي وهو صديق لي ورجل محترم.

ثانيا، أعتقد أن كل من يتحمل مسؤولية عليه أن يترك دوما من يخلفه و من يقوم بها أحسن منه. كنت أترأس لجنة المائة كتاب مع ثلة من المثقفين و الجامعيين و قد سار عملنا بثبات و وصلنا لإعداد العدة لسبعين كتابا والبقية ستأتي.أنا مطمئن لأن الفريق الذي يعمل في اللجنة له خبرة و اقتدار و هو متكون من طاقات يكفي أن أذكر من بينها السيد العميد محمد علي الحلواني آو الأستاذ رضا بسباس أو زميلي الأستاذ فوزي محفوظ صاحب فكرة المشروع...المهم في اعتقادي أن من يتحمل مسؤولية عليه أن لا يحتكرها و عندما يغادرها لسبب من الأسباب يجب أن يترك العهدة لغيره لا أن يقفل الدرج و يذهب بالمفاتيح، طبعا أنا أشير إلى فئة من الذين يعتقدون أن بعدهم يأتي الطوفان».

عراقيل
وفي حديثه عن أهم العراقيل التي من شأنها أن تعيق نجاح التظاهرة، أفاد عبد الواحد المكني بالقول: «أولا على الإدارة العميقة في وزارة الثقافة وأقصد بها ثلة من أصحاب الخطط الحساسة و ليس كل الإدارة لأني أنا نفسي إداري و اعتبر أن الإدارة التونسية هي التي أنقذت البلاد منذ فرار بن علي إلى اليوم و ليست الأحزاب و ما وقع في بنقردان هو خير دليل ..على هذه الإدارة العميقة أن ترفع يدها على التظاهرة و على هؤلاء أن يتيقنوا بأن في صفاقس وفي باقي الجهات كفاءات وخبرات ومهارات قادرة علي التسيير وما عليهم إلا التيسير وليس التعسير.. ثم على البعض أن يبتعد عن عقلية الغنيمة.

إن التظاهرة خاضعة للرقابة المالية القبلية والبعدية وليست عكاظية أو مهرجان أو زردة كلّ يريد أن يفتك نصيبه منها.يجب على كل من تعود التخابر مع العرابنية ومتعهدي الحفلات أن يرفع يديه.
الأمر الآخر الخطير هو تأخر أشغال البنية التحتية و خاصة عدم انطلاق الأشغال و رفض مشروع تهيئة شط القراقنة و هنا كان للبعض في المجلس البلدي في صفاقس دور في التأخير و العرقلة.
الأمر الموالي هو غياب عقلية التضامن في صفاقس وهي التي كانت مشهورة بهذا في تاريخها فاليوم هناك من يشهر سيفه و يطالب بموقعه وهو ما أسهم في إرباك عمل الهيئة دون تعميم طبعا فهناك من وقف إلى جانبنا من السياسيين والإعلاميين و خاصة المثقفين النزهاء.

كما على الهيئة أن تكون أكثر انسجاما و على بعض عناصرها أن يعرف أن مصلحة الثقافة و صفاقس في العمل المجدي و النافع و ليس في نقل الأراجيف والحكايات الفارغة لبعض قراصنة صحافة الابتذال مع اعتذاري لأغلب الصحفيين النزهاء».
وفي ختام حديثه، أفاد المكني «أقول و أشدد أني منزعج على مستقبل الثقافة في تونس و خاصة في الجهات لأن العقلية السائدة تعتبر أن الثقافة تنتهي في باب عليوة وباب سعدون وهذا أمر أكثر من الخطير و يبدو أن الفصل الرابع عشر من الدستور الذي ينصّ على مبدآ اللامركزية لم تصل نسخة منه بعد إلى قلعة وزارة الثقافة و أذكّر السيدة الوزيرة المحترمة بأن الثقافة ليست حكرا على مدينة تونس و أن الثقافة ليست فقط ركحا و مصدحا و غناء».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115