وفي الداخل أصبح هناك فضاء للنشاط الثقافي، فضاء هو الاول من نوعه في المدرسة الابتدائية سيدي الظاهر ببوعرقوب من ولاية نابل.
ضمن برنامج «نحن هنا» الذي تشرف عليه وتنجزه جمعية «فني رغما عني» يكون الرحال في القاعة عدد ثمانية هذه المرة في ولاية نابل ايضا وتحديدا في منطقة سيدي الظاهر من معتمدية بوعرقوب، نحن هنا ستفتح قريبا قاعة الانشطة الثقافية بالمدرسة التي تخرجت منها اجيال ، برنامج القاعة انجزته جمعية (فني رغما عني) ونسق للمشروع الفنان حسام الساحلي الذي درس بالمدرسة واراد ومجموعة من اصدقائه رد الجميل لفضاء كان موطنهم الصغير ذات حلم.
نحن هنا، يجيك حقك في الفن
نحن هنا، لزرع بذور الامل والحلم، نحن هنا لنشر بوادر الحب واسعاد كل اطفال هذا الوطن، نحن هنا لتزيين الفضاءات المدرسية لتصبح المدرسة أجمل وازهي، نحن هنا المشروع الحلم، مشروع انطلق منذ عام في المدرسة الإعدادية دوار هيشر، ومنه كانت الرحلة لتزيين وتجهيز مجموعة من الفضاءات الثقافية في المؤسسات التربوية لتوفير الأفضل للتلاميذ المحرومين من الأنشطة الثقافية، هكذا يتحدث سيف الدين الجلاصي رئيس جمعية (فني رغما عني) عن مشروع (نحن هنا).
مشروع «نحن هنا» لجمعية «فني رغما عني» بالشراكة مع وزارة التربية، مشروع أساسه انجاز قاعات للفنون في المؤسسات التربوية لتوفير فضاء يكون حاضنة إبداع لأبناء الجهات، مشروع يهدف الى نشر ثقافة حب الحياة اينما و ليت وجهك ، فنحن هنا عنوان للمقاومة بالفنون على حد تعبير محدثنا.
(نحن هنا) كان منذ عام في دوار هيشر، بوعرقوب، سيدي حسين، المروج، سيدي بوزيد، ثم القصرين وتحديدا بولعابة ونابل منطقة زاوية المقايز، ليكون البرنامج هذه المرة في سيدي الظاهر بوعرقوب، في مدرسة ابتدائية تم انجازها قبل الاستقلال وتحديدا في عام 1947 ، مدرسة ريفية، يحلم أبناؤها بقاعة جميلة تكون لهم مكان للمراجعة أثناء القر والقيظ، تلاميذها أبناء الريف وطنهم تلك المدرسة العريقة، مدرسة شهدت تخرج العديد من الدفعات، تتلمذوا هناك وكانت وطنهم على حد تعبير منسق نحن هنا في سيدي الظاهر حسام الساحلي.».
بعد ثمانية قاعات، لازال المشروع ينجز ولازال أمل تزيين قاعات للانشطة الثقافية يزيد من حماسة المبدع بلال روايحي صاحب الريشة المختلفة والسحرية وسيف الدين الجلاصي عاشق الفنون، كلاهما قررا ان ينثر الوان الحب اينما حلوا، واينما كان أطفال الوطن يذهبون لهم حاملين دهانهم والوانهم لتصبح المدرسة أجمل وتصبح فضاء للحلم بامتياز.
هنا الريف، هنا الحلم، واللامركزية الحق
هناك في منطقة ريفية اسمها سيدي الظاهر، مدرسة صغيرة ، كبيرة باحلام ابنائها، في تلك المدرسة تتلمذت اجيال فمنذ عام 1947 والمدرسة فضاء للعلم والتعليم، هناك وبعد ايام قليلة سيكون لابناء المنطقة موعد مع افتتاح قاعة المراجعة والأنشطة الثقافية، في الخارج صور بأجمل الألوان، أما القاعة فطٌليت من الخارج بالاخضر الكستنائي لون يحاكي الطبيعة ويناجي اشجار الزيتون والقوارص المزروعة في المكان، مع نجمة كبيرة هي رمز تونس الساطعة ابدا، داخل القاعة تفنن بلال الروايحي في الزينة والألوان، حين تدخل القاعة ستشعر بالانبهار حتما، فلكل ركن حكاية، ولكل لون قصة عن الجمال مغايرة عما سبق، قاعة تنسيك الضوضاء والبلل والحر بمجرد أن تفكر في أن أطفال سيدي الظاهر سيجتمعون هنا في هذه القاعة المميزة حينها ستنسى التعب والارهاق «كلما شاهدت ضحكة الاطفال اثناء افتتاح القاعات، أو سماع حديث عن اعجابهم بالرسومات انسى التعب واشعر بشحنة معنوية تدفعني لمزيد العمل» كما يقول صديق الحيطان بلال الروايحي، ذاك الفنان الذي صادق كل الحيطان لتزيينها وجعلها اجمل.
في المدرسة الابتدائية بسيدي الظاهر لازالت التبرعات تجمع لافتتاح المكتبة ايضا فالمبادرة كانت من ابناء الجهة سيدي الظاهر بوعرقوب وتمثلت في إصلاح المدرسة الابتدائية وصيانة دورات المياه وتجهيزها وانشاء قاعة للنشاط الثقافي ومكتبة.
المبادرة وراءها شباب الجهة ومن بينهم رمزي بن عثمان و بسام المجدوب، وفني رغما عني تبنت الفكرة انجزوا قاعة المراجعة والانشطة كاجمل ما يكون، قاعة هي عنوان للجمال في سيدي الظاهر، على حد تعبير ابن المدرسة حسام الساحلي.
في المدرسة الابتدائية ابن سينا بسيدي الظاهر من معتمدية بوعرقوب ولاية نابل، ستكون كل الالوان الجميلة حاضرة في حفل افتتاح سيكون غير بعيد الاجل، حفل يردد فيه الجميع ان تحيا الثقافة في كل ربوع الوطن، افتتاح يؤكد لامركزية الفل الثقافي وضرورة نشر كل مقومات الابداع عند الطفل فكلما استمتع الصغير بالفنون الا وازداد تمسكه بمدرسته ومحيطه، في سيدي الظاهر تلك المدرسة الريفية البعيدة سيكون ابناء المدرسة على موعد مع الفنون، مع الجمال مع المسرح والموسيقى والسينما وكل وسائل الترفيه والتعليم والابداع.
نحن هنا في سيدي الظاهر لبنة اخرى تبنى في سياسة جمعية فني رغما عني المدافعة على الابداع، لبنة اخرى تؤكد تمسك ابناء الجمعية باهدافهم وسعيهم الدائم لتجسيد لامركزية الثقافة وايصال جل انواع الفنون والتربية على المواطنة الى ابناء تونس اينما وجدوا، (نحن هنا) هو نحت في الحجارة الصماء للتغني باسم الموسيقى والفن وترديد تراتيل الابداع الابدي وتنشد انشودة الحياة وتترنم بترانيم حب الاطفال للالوان ولكل مقومات الجمال، (نحن هنا) مشروع الوطن مشروع الطفولة، مشروع يحمل للصغار الحلم اينما كانوا، مشروع يؤكد حب الوطن والانتماء اليه وكاننا بالشابي يقول:
أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَة فِي لُجِّ
الهَوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ
شِرْعَتي حُبُّكِ العَمِيقُ وإنِّي
قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ
لستُ أنصاعُ للوَّاحي ولو مــتُّ
وقامتْ على شبابي المناحَة
لا أبالي... وإنْ أُريقتْ دِمائي
فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ
وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي
صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ
إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة غَيْرَ أنِّي
مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ
ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ
سَتَرُدُّ الحَيَاة يَوماً وِشَاحَهْ»
أيام قليلة تفصل ابناء سيدي الظاهر عن افتتاح قاعة الانشطة الثقافية التي أشرفت على تجهيزها وتزيينها جمعية فني رغما عني في اطار مشروع نحن هنا، مشروع يؤكد ان ثقافة الحياة «باقية وتتمدد»، مشروع بمبادرة أبناء المنطقة ويستحق التفاتة ممن يؤمنون باهمية الثقافة عند الطفل بالتبرع ببعض الكتب لتأثيث المكتبة؟