وقصد تخليد هذه الملحمة التاريخية وحماية الذاكرة الوطنية من الإتلاف والنسيان أقرت الحكومة مشروعا يقضي ببناء متحف وطني للثورة التونسية في مدينة سيدي بوزيد. وفي إطار المساعدة على إنجاح هذا القرار الحكومي الذي أوكلت مهمة انجازه للمعهد الوطني
للتراث والذي تم اختيار موقعه في قلب المدينة بالقرب من المكان الذي شهد انطلاق الأحداث التي أدت إلى تغيير النظام السياسي القائم .
يهدف هذا اليوم الدراسي الذي يتم على هامش الاحتفالات بذكرى ثورة 17 ديسمبر2010- - 14 جانفي 2011 الى الاسهام في التحسيس بأهمية المتحف في حفظ الذاكرة وذلك عبر مشاركة مجموعة من المختصين في المجال المتحفي وكذلك عبر اتاحة الفرصة لعدد من الطلبة المتابعين لمرحلة الماجيستير في اختصاصي التراث والمتحفية و كذلك لممثلي الجمعيات الثقافية والتراثية الذين يقطنون في مختلف معتمديات ولاية سيدي بوزيد والولايات القريبة منها مثل قفصة والقصرين لتقديم مقترحاتهم وتصوراتهم حول المحتويات المادية واللامادية التي يمكن أن تحتضنها أقسام المتحف. كما ستكون المناسبة فرصة لاقتراح الأنشطة الثقافية والفكرية التي يمكن أن ينظمها المتحف خلال كامل السنة بالاعتماد على المخزون التراثي الذي سيتوفر لديه أو انطلاقا من المعارض المؤقتة التي يمكن اقامتها بصفة دورية.
كما يطمح اليوم الدراسي المزمع تنظيمه الى صياغة تقرير يحتوي على مجموعة من التوصيات التي سيتم تقديمها للهيئة العلمية التي ستتولى متابعة انجاز المتحف في اطار المعهد الوطني للتراث قصد أخذها بعين الاعتبار عند إعداد البرنامج العلمي والتنظيمي للمتحف سعيا لإنجاح المشروع وتحقيق الأهداف المرجوة منه فيما يتعلق بحماية الذاكرة الوطنية وجعل التراث عنصرا محركا للتنمية في هذه الجهة.