المركز الثقافي الخاص «سيرتا» بالكاف: «أيها الزائر... زر «سيرتا» ... تمتع بالفنون و عانق الحلم هنا»

سيرتا، الكاف، سيكافينيريا جميعها اسماء لمدينة الفنون، مدينة الحب، مدينة وكانها بعثت من روح ديوزينوس لحظة انتشائه حد السعادة، سيكافينيريا مدينة الجمال احتفت بمولود ثقافي اول وخاص اختارت له من الاسماء «سيرتا» كي يبقى الاسم منقوشا في الذاكرة، سيرتا الفضاء الثقافي

الخاص فضاء يقابل القصبة وشموخها ويعاند من الجهة الاخرى جبال الدير و يطل على المدينة من عليائه.

«سيرتا» المركز الثقافي الخاص الأول منبثق عن فكرة الاصحاب ويديره وليد الهمامي فضاء عمره شهر ولد كبيرا، حاملا امال المشرفين عليه و طموح من يرغب في الاستثمار في الثقافة لتكون الكاف مدينة للفنون، فضاء يعمل المشرفون عليه بشعار «نعمل بالممكن ولا ننسى الطموح» .

هنا...سيرتا...هنا الحب..
الشارع الرئيسي في مدينة الكاف، في عمارة تتكون من ثلاثة طوابق،بعد 60درجة في سلم دائري، تجدك امام لافتة مزخرفة كتب عليها «فضاء سيرتا الثقافي» باب بلوري، تفتح الباب ستشعر بالانبهار من جمال يغشي العينين عرس من الالوان الجميلة كلها تدعوك لمقاسمتها الفرح والبهجة بولادة مركز ثقافي خاص بالكاف هو فضاء للاجتماع والتواصل « فالفكرة لم تلد من الفراغ، فملامح معينة مع محيط معين خلقوا الفكرة، انا تكويني في «الماركوتينغ» واشتغلت في وزارة الثقافة،اجتمعا معا فولدت فكرة مركز ثقافي خاص» هكذا تحدث وليد همامي صاحب المركز الثقافي الخاص.

واضاف محدثنا انه بعد الثورة اصبحنا بحاجة الى التواصل، الشعب التونسي اصبح بحاجة كبرى الى التواصل فالكل يريد ان يعبر واكتشفنا ان التونسي لا يعرف كيف يعبر، فهناك الكثير من الفوضى والكثير من التعدي على حريات الغير، حينها تساءلنا لماذا لا نخلق فضاء له صبغتان ، الصبغة الاولى انه فضاء له قوانين معينة للتعبير وتتمثل خاصة في احترام الاخر وتجنب الفوضى، و الصبغة الثانية هي أن يكون الفضاء بدوره فسحة للتعبير والإبداع.

تتواصل الجولة لتجد بهوا فسيحا خصصه صاحب الفضاء «مكان للاجتماع وتبادل الافكار والاراء، او فضاء التواصل المباشر كما يسميه وليد الهمامي، تجسد في المقهى الثقافي ففيه يناقشون افكارهم المختلفة مع وجود ورشات وعروض مختلفة».

الى يسارك صورة كبيرة لتشارلي شابلن، صورة بنصف ابتسامة وكان صاحب الفضاء يدعوك منذ البداية إلى أن تكون كشارلي مبتسما ابدا وان عبست في وجهك السنون، كل ركن من المقهى الثقافي له ميزته وزينته الخاصة، هنا في هذا الفضاء ستذهل امام اللوحات المتباينة المعلقة على الحائط، سيشد انتباهك ذاك التناسق المميز في الالوان والاشكال والزينة، ستركز حتما على طريقة تغليف الاعمدة بالجرائد والمجلات القديمة لتشعر انك تتصفح أخبارا ثقافية لالمع نجوم الثمانينات والتسعينات.
الى اليمين قليلا، يعترضك بيانو وضعت فوقه مجموعة من الصور لفنانين ومشاهير، البيانو صامت و لصمته صوت موسيقى ربانية قدسية وكانك في حضرة أفورديت الهة الجمال تتغنى بجمال سيكافينيريا.

خطوة، خطوتان... ثلاثة، ستجد معلقة كبيرة تبدو وكانها مجرد صورة في حين انها مدخل قاعة السينما، قاعة مازالت في طور التحضير ستوفر لرواد سيرتا 50 كرسيا ليشاهدوا الافلام ومعها مجموعة من العروض المسرحية.

دع تلك القاعة وسط البناءات وواصل جولتك ستجدك في قاعة جد فسيحة، زينت بالبني مع مسحة طفيفة من الوان زاهية، توزعت الطاولات هنا وهناك/ مجموعة من الحواسيب موضوعة داخل القاعة مع مجموعة من الرفوف وزعت حسب المواضيع، فهذا رف للخرافي وآخر للتاريخ وثالث للأدب ورابع للعلوم السياسية، فضاء الحلم والتميز هو فضاء المكتبة أول الفضاءات الذي انطلق في العمل، هو فضاء «التواصل الافتراضي» كما يناديه صاحب المركز الثقافي، وحين سالناه عن كيفية تاثيث المكتبة اكد انها مكتبته الخاصة أولا، وثانيا هناك مجموعة من المؤلفات هدية من مواطنين آمنوا بالمشروع وأعجبتهم الفكرة فتبرعوا ببعض المؤلفات واشار ان الوزارة وعدتهم بمجموعة من الكتب.

وفي حديثه عن الفضاء السحري قال وليد الهمامي «الجميل اننا في مدة وجيزة أي في شهر وصلنا لـ80 مشتركا في المكتبة والمختلف ايضا انه رغم ان المركز لم يخلق بعد كل نواديه الا ان هناك اقبالا محترما كما اننا اخترنا توجه ممكن قد ينفر الناس، فالدولة تعمل باشتراك قيمته ديناران ونحن نعمل باشتراك يقدر بـ 5 دنانير شهريا لاستعمال المكتبة والانترنات ورغم ذلك هناك 80 مشتركا في أقل من شهر ولي ثقة أن الرواد والمشتركين سيتضاعف عددهم».
هنا تشعر وكانك امام مقولة «احلامنا تمنحنا جرعة كبيرة من الاحاسيس , واحاسيسنا تقودنا مجددا إلى الأحلام.

حين تتوفر الرغبة في الاستثمار في الثقافة يولد الحلم كبيرا
المركز الثقافي الخاص «سيرتا»، عمره شهر وبضعة أيام، فضاء ولد كبيرا، اذ منذ البداية وفر لرواده تظاهرات وأنشطة تشهد ان الفضاء سيكبر قريبا و الفضاء لا يقتصر على المقهى بل سيوفر كل انواع الفنون و يمنح فرصة الابداع.
عن «سيرتا» تحدث صاحبه وقال انه اول مركز ثقافي خاص في الشمال الغربي، قانونا، لان المركز الثقافي الخاص هو شركة وسيرتا منبثق من شركة اصحاب لتطوير الثقافة التي تعود الى العام 2013، و يجمع اكثر من 4 أنواع من الفنون ويكون مصادقا عليه من وزارة الثقافة وجميعها متوفرة في سيرتا حسب كراس الشروط للمراكز الثقافية الخاصة التي بعثت في مارس 2016 .

وفي حديثه عن الفضاء والاستثمار قال وليد الهمامي «جميل فتح الأبواب لمن يريد الاستثمار في الثقافة ولمن يرغب في جني اموال من القطاع الثقافي ، ارجو ان يرسخوا عادة ان الثقافة مربحة ايضا ونخلق شركات في الثقافة ، الجمعيات مكانتها محفوظة ولكن الشركات وجب وجودها للاستثمار في الثقافة ولا استحي ان اقول انني استثمر في القطاع الثقافي فهناك اقتصاد يسمى ثقافة ، لي مركز في الثقافة للربح المادي من جهة و لكن لي هدف ثقافي أريد تحقيقه».

هناك في سيرتا، في فضاء يوجد بالطابق الثالث لاحدى العمارات، قدم يوم 10ديسمبر واحتفالا باليوم العالمي لحقوق الانسان معرض للصور الفوتوغرافية للمصور علي بوزويدة بخصوص اللاجئين السوريين.

كما سيقدم الفضاء «الويكاند التقني» بالكاف وهو مشروع يعمل عليه المركز مع عبد الحليم المسعودي وخميس الخياطي و مجموعة من المثقفين الذين وفي يوم من الايام «وقفوا في محطة اللواجات ومشاو للعاصمة، اليوم سيرتا يرجعهم ويرجعوا شوية للكاف» على حد تعبير صاحب الفضاء جميعهم وافقوا على تقديم محاضرات، وتنشيط نوادي مع تنشيط مما سيفتح بابا لمثقفي الجهة وابنائها ليشاركوا في هذه الفعاليات.

واكد صاحب الفضاء ان سيرتا فضاء لكل الكافية ولكل محبي الابداع وفي الايام القليلة القادمة سيشهد ولادة عدة نواد اولها «نادي الموشحات» فهناك مجموعة نسائية تعودت الاجتماع في أحد المنازل يغنون المالوف والموشحات و«طلبن مني أن يكون سيرتا فضاء اجتماعهن الرسمي وسيبعث النادي في القريب».

كما سيكون للأطفال حقهم من خلال نادي السينما اذ اتفق صاحب الفضاء مع الجامعة التونسية لنوادي السينما لبعث نادي سينما في سيرتا يشرف عليه «بيار» فرنسي «اعجبته الكاف فقرر الاقامة فيها»، ومن النوادي الاخرى نادي للادب ، فسيرتا فضاء لكل محبي الابداع والحياة.

ومن مميزات الفضاء ايضا اننا نفتح قاعة المكتبة مساء الاربعاء مجانا للجمعيات للاجتماع والتباحث في مشاغلها، ومساء الخميس نفتحها لمن لا يجدون فضاء يجمعهم خاصة الشباب الباحث عن مشاريع نوفر لهم المكتبة والانترنات وكل ما في القاعة ليجتمعوا، لاننا نريد ان يكون «سيرتا» نقطة ضياء ورمزا للاجتماع ولمّ الشتات على حد تصريح صاحب الفضاء.

وليد الهمامي
الحاجة الى التواصل وراء خلق المركز الثقافي الخاص
قدموا احتفالا بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان مع معرض للمصور علي بوزيدة حول اللاجئين السوريين.
الكاف مقارنة بالمدن الأخرى مدينة تشهد حركية ثقافية جد محترمة ويعود الفضل للمؤمنين باهمية الفعل الثقافي و«سيرتا» سيضيف فقط حجرة في البناء الثقافي بالكاف.

«سيرتا» الصغيرة... هلاّ كبرت لتكرمي «سيرتا» الكبيرة
«العين ان تربت على الفنون حتما ستكون ذواقة، من تربى على مشاهدة السينما والمسرح سيكون مواطنا صالحا ووطنيا غيورا على مدينته، لذلك فكرنا في طرق التواصل الفنية منها السينما والمسرح وحاولنا ان نخلق قاعة يتفاعل فيها المثقفون، الانسان في الكاف الذي سيتربى على عين تحب السينما حتما سيعرف كيف يتواصل مع الآخر.. كيف يتواصل بالضوء والمشاعر.
بهذه الكلمات تحدث وليد الهمامي عن قاعة السينما.

قاعة مربعة الشكل لاتزال الاشغال داخلها لم تنته بعد، لقيت وعودا من مؤسسة ڤوبنطيني بالتبرع وتوفير الخمسين كرسيا سعة القاعة، قاعة بمجرد ان تفتح لاستقبال عشاق السينما والمسرح حتما سيكون للفضاء رواد اخرين عاشقين للفنون.
داخل القاعة التي لم تنته بعد تحدث وليد الهمامي عن الكاف، عن الثقافة، واكد ان «سيرتا» مركزه الثقافي الخاص المنبثق عن شركة الاصحاب سيكون حجرا آخر في بنيان الثقافة في الكاف لانها مدينة الثقافة بالاساس.

وأكد أن القاعة بمجرد أن تبدئ في العمل ستكون فضاء لانتاج عمل مسرحي مع عبد الرحمان الشيخاوي، وستوفر الفرصة لاربعة او خمسة مشاريع تخرج في الفنون ستنجز التمارين والعروض في القاعة دون نسيان العروض الدورية والورشات.
يصمت، يرفع عينيه ودموع تملؤها، يطلب ايقاف التسجيل ليمسح تلك العبرات التي خنقته والسبب السؤال «لماذا اسم سيرتا؟»، دقائق من الصمت يستجمع وليد الهمامي شتات نفسه ويقول:

«انا كنت اعمل في مندوبية الثقافة بالكاف وكانت هناك قاعة سينما اسمها «سيرتا» كنت اسمع الكثير من الحكايات عن سيرتا، ممن ادى واجبه العسكري في ثكنة الكاف أو ممّن مرض وجاء الى الكاف للتداوي ومن درس في مدرسة ترشيح المعلمين لكل منهم ذكرى عن سيرتا ، سيرتا صفحة ثقافية ورمز جمال عند ضيوف الكاف وفجأة ودون سابق انذار لم يعد هناك سيرتا كراسيها «العزيزة الغالية تنحات» وسيرتا تحولت الى كافيتيريا ومبيت للفتيات وماتت سيرتا باستثناء اللافتة، لذلك وتكريما لسيرتا الكبيرة اردنا خلق سيرتا الصغيرة لنٌندد بما حدث في «سيرتا» ونعود بالذاكرة ونسال عمّن دمر سيرتا؟ ومن قتل قاعة السينما وحولها الى مبيت، «سيرتا» ذكرى موجعة وقاتلة تخيل ان آلات البث وكراسي سيرتا وارشيفها مرمي في الزبالة؟ « هكذا وبكل وجيعة تحدث وليد الهمامي على سبب اختياره تسمية «سيرتا» لمركزه الثقافي الخاص.

سيرتا الصغيرة، المركز الثقافي الخاص ان تجولت حوله ستجد الكثير من الرسومات بانامل اطفال مدينة الكاف، سيرتا فضاء ولد كبيرا شامخا شموخ جبال الكاف، فضاء يشرف عليه شخص يؤمن بالثقافة واهمية الفنون في حياة المواطن، سيرتا فضاء الحلم فضاء التشبث بالارض والتمسك بالهوية و الخصوصية الكافية، سيرتا فضاء الابداع يستحق لفتة من مسؤولي الثقافة في الكاف.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115