قبل افتتاح «الحوش الثقافي» بمدنين: «نحن قوم لا نستسلم، نقاوم ونفتكّ... وإن كلّفنا ذلك أجسادنا»

تخيل ان تعود بك السنوات الى 300 عام، تصور انك تتجول قبل 300 عام في حوش تقليدي بغرفه السبعة، هذه للمؤونة وتلك لخزن التمور وثالثة للقمح ورابعة للشعير واخرى للبضاعة وغيرها، تجول جيدا داخل تلك الغرف ركز على تفاصيلها واحفظ تقاسيمها لأنها ستكون المرة الاخيرة

التي سترى فيها الحوش فضاء للمؤونة و لادخار الحبوب.

 

لك ان تفتح عينيك بعد 300 عام ستجدك امام حوش7och D’art « بعد ان تغيرت تعاليمه وتفاصيله ربما حافظ على شكله الخارجي والداخلي ولكن تغيرت وظيفته اذ أصبح أداة للمقاومة والحياة والابداع ستصبح الغرف فضاءات للنقاش لتلاقح محبي الابداع، لتجارب مسرحية وسينمائية يقودها مجموعة من أبناء مدنين شباب يؤمن بقدرة الثقافة على التغيير هاجسهم تحقيق حلم أن تكون مدينة مدنين قبلة ثقافية.

لنا الفن لنحلم ونواصل ونحمي أطفالنا من الارهاب
7och D’art هو فضاء ثقافي لجمعية عشاق الركح يعنى بمجالات فنيّة مختلفة بما في ذلك المسرح والموسيقى والرسم والشعر والسينما. نسعى من خلاله لبسط نظرة شاملة للنهوض بالثقافة على الساحة المحليّة بمدنين.
عمر الحوش 300عام، حوش بربري تقليدي يوجد في حي الحارة في مدينة مدنين وهو حي شعبي، الحوش احتضن عام 1930 عرضا لمسرحية «عطيل» لمخرج فرنسي مر بتلك الديار، ثم اغلق وهاهو الآن يلبس أجمل حلة فمن الفن خلق واليه يعود، في حي شعبي في مدينة متصحرة ثقافيا مدينة في الجنوب الشرقي ستعيش حدثا ثقافيا بافتتاح اول فضاء ثقافي خاص من قبل مبدعين امنوا ان الفن هو البديل والديمقراطية والحرية قوامها الفن والابداع فان غاب الفن غابت الحياة، ومنذ ثلاثة اعوام وهم يعملون ليكون الحوش «قبلة الابداع» ووجهة للمسرحيين والسينمائيين والأطفال المغرمين بالفنون لانقاذهم من خطر الدمغجة والارهاب.

والحوش لن يكون مجرد فضاء للعروض بل سنوفر مجموعة من الورشات لتاطير اطفال حي الحارة، اذ نعتبر أنّ مسألة تكوين وتأطير شباب الجهة الهواة أمرا أساسيّا إضافة إلى الإنتاج والتنشيط. فهو فضاء نرمي من خلاله إلى انشاء مناخ ملائم يسمح بإلتقاء المفكّرين والمسرحيّين والفنّانين التشكيليّين والسينمائيّين لتخابر تجاربهم الفنيّة وتطويرها في إطار ورشات مخبريه . كذلك يسعى هذا الفضاء لمنح الهوّاة الفرصة للتمتّع بتكوين سليم من خلال مساهمتهم في النوادي الثقافيّة أو بمشاركاتهم في التربّصات، على حد تصريح المكلف بالاعلام للحوش الثقافي.

ومن أهداف الحوش الثقافي التأسيس للممارسة اليومية للفعل الثقافي.، واستقطاب الشباب للفعل الإبداعي وتاطيرهم، والتجذر في الأحياء الشعبية والشارع ليكون موطنا للفنون، مع إدماج المرأة في الحياة الثقافية وتشريكها في قرار الإبداع وخلق شراكة فعلية مع مشروع «مدن الفنون» خاصة بمشروع «اللّمّة» في ساحة الحرية.

في الحوش، لمة فنية تجمع كل الفنون
ايام قليلة تفصل مبدعي مدنين على الاحتفال بعرسهم الثقافي او ثورتهم الإبداعية إن صح التعبير، ايام قلائل قبل الإعلان عن فتح الحوش أبوابه لعشاق الحياة، الافتتاح سيكون يوم 18 ديسمبر ، افتتاح رسمي يشرف عليه زياد الخليفي مستشار وزير الشؤون الثقافية، عرس أبناء مدنين لن يكون حكرا عليهم بل سيشاركهم الاحتفال مجموعة من الفنانين المؤمنين بأهمية الفنون وقدرتها على التغيير ومن بينهم منير بوقديدة ومحفوظ غزال معز القديري وسيف الدين الفرشيشي وعزيزة بولبيار وكريم الغربي ونبراس شمام وحسين محنوش وسفيان الداهش وغيرهم، الجميع سيتنقلون إلى مدنين للمشاركة في افتتاح الحوش وتقاسم فرحة انتصار الحلم مع القائمين على المشروع الثقافي.

الافتتاح سيكون يوم 18ديسمبر بمجموعة من المعارض الفنية والتشكيلية للتعريف بالمخزون التراثي والثقافي لمدنين، ثم قهوة الحوش وجلسة علمية حول «فن المقاومة» يقدمها محفوظ غزال ومنير بوقديدة، ثم يكون الموعد مع عرض تنشيطي بعنوان «هيا زوزو» لضو العوني فعرض مسرحي لهاجر المنصف بعنوان «ها فضيلة» ليقدم خالد اللملومي عرض الحكواتي «بنت الحوش»، وللموسيقى حضورها ويكون افتتاح الحوش بعرض موسيقي ضخم تقدمه مجموعة «ايه» وهي مجموعة شابة تجمع شباب مدنين العاشقين للنوتة والنغم.

لنا الصدق في القول والاخلاص في العمل ولكم وعودكم وسين التسويف
مدنين مدينة الفنون، ساحة الحرية ستصبح فضاء للقاء الفني والإبداعي وستكون المدينة قبلة المسرحيين والمبدعين وغيرها من الجمل التي انطلقت بسين التسويف ولازالت مجرد وعود ربما أضاعت الطريق إلى مدنين، وزارة الثقافة وعدت بدعم الفضاءات الخاصة، وعدت بدعم المشاريع المختلفة ووعدت بتجسيد اللامركزية ليجد مبدعو مدنين انفسهم يعملون لتحقيق حلمهم بهالة من الوعود والكلمات التي لا تشتري الدهان ولا توفر ثمن مواد الزينة أو الديكور، فهل سياسة الوزارة سياسة وعود فقط؟ أم انها ستتحرك لدعم الحوش؟ ودعم مناضلي الجهات ومن آمن بقدرة الفنون على التغيير؟.

الحوش ليس فضاء خاصا وفرديا بل هو فضاء جماعي تشرف عليه لجنة فنية تتركب من مختصين واكادميين ومهنيين في المجال الفني والاجتماعي، وهم الفنان انور الشعافي والدكتورة زهير بن تردايت والدكتور امال القمودي والاستاذة أمل الهازل والاستاذ محمد الباشا والفنانين خالد اللملومي ولطفي الناجح و ضو العوني جميعهم تشاركوا في حلم أن تكون مدنين قبلة للفنون. وفي هذا الإطار يتنزل مشروع « 7och-d’artحوش دارت» رهانا وطنيا وحصيلة حلم عدد من شباب الجهة تجمعهم فكرة بعث مشروع شبابي والرغبة في تكريس حرية التعبير الفني والثقافي والتنوع الثقافي إضافة إلى تثمين التعبيرات الثقافية والفنية المحلية للتشجيع على التعدد ويدعم المبادرات الإبداعية المتجددة بداخله،
وهو مشروع يقترب من المواطن والممارس للنشاط الثقافي حتى يكسر الفجوة الفاصلة بين الفعل والممارسة الثقافية ومكونات الحياة الاجتماعية.

هم انطلقوا في العمل وتشكيل معالم الحلم وتحويل الحوش من خربة الى بدعة فنية مشوقة ستعجب الزوار فهناك لا الارض ارض ولا السماء سماء داخل الحوش كل التفاصيل تجعلك تتساءل وتنبهر بما حولك فالفضاء بما عليه ينسيك الخارج، انطلقوا في العمل رهانهم النجاح دون الالتفات الى اكوام الوعود.

فهم يعرفون أنّ المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد هي دافع أساسي للتفكير في بناء مشروع ثقافي لمكافحة العنف و التطرّف في المدن و القرى والأرياف والأحياء الفقيرة منها فكل خطر ظلامي هو مشروع يهدد كيان الدولة والمجتمع في آن واحد.
ايام قلائل وتعيش مدنين على وقع افتتاح اول فضاء ثقافي خاص، فضاء هو وعاء للمقاومة الثقافية والنحت في صخور التجاهل والتصحر لتوفير فضاء يحتوي ابداعات ابناء الاحياء الشعبية، فضاء هو فكرة للمقاومة وشعلة حرية لا تخفت ابدا فضاء يشرف عليه مبدعون شعارهم «نحن قوم لا نتسوٌل، نقاوم، نفتكّ، وحتى وان كلفنا ذلك اجسادنا، ولنفترض موت الاجساد، عليكم مقاومة الفكرة، والفكرة أشد من القتل»

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115