رقص الظلال عرض قدم ضمن فعاليات تظاهرة أيام مينرفا لمسرح خيال الظل في دورتها الرابعة وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية والتي امتدت من 26 نوفمبر إلى 3 ديسمبر 2016 حيث كان الموعد مع عروض للاطفال والكهول، واللقاء مع جل الفنون لتحقيق متعة اللقاء في فضاء اثري يشهد بعراقة المكان.
منيرفا تياتر...حلم الطفولة
استهل فضاء «مينرفا تياتر» اليوم الافتتاحي بعرض مسرحي من إنتاج شركة مينرفا للفنون الركحية بعنوان «منقذة تحب الأرض» حيث شهدت أجواء العرض التحاما فعالا وإيجابيا بين الممثلين وجمهور الأطفال الذين أبدوا تعطشهم الكبير لعالم المتعة والخيال فاندمجوا في مملكة الدمية « منقذة « التي أحبت الأطفال وأعلمتهم بضرورة الدفاع عن كوكبهم الأخضر الذي دمره الكبار من خلال كارثة الانحباس الحراري.
فضحكوا كثيرا وبكل عفوية مع بائع « البيض المسحور « و تعاطفوا بكل حب مع النجار الفقير صاحب الورشة العجيبة .... مسرحية راوحت بين الفن والعلم تحت شعار علم الأطفال وهم يلعبون تدفع الأطفال للبحث عن حلول جذرية تؤمن لهم الحياة بسلام على كوكبهم الجميل الذي أصبح يحتضر جراء التلوث البيئي والإستهلاك المفرط لموارد الطاقة ..
وفي اليوم الموالي استفاق الأطفال بكل حماس وشغف كعادتهم لينهلوا المزيد من المتعة والفرجة وليتزاحموا لحجز المقاعد الأمامية حتى تتسنى لهم مشاهدة عرض مسرحية « عاقبة الفضول « انتاج شركة رموز للإنتاج والتوزيع الفني والتي اعتمدت على تقنية خيال الظل أين تحركت الدمى بكل حرفية وإمتاع لتلج قلعة الطفل ..لينكشف الضوء عن شاشة بيضاء تطل من خلالها شخصية «جحا «وهو يتذمر» من جاره الفضولي الذي حول حياته وحياة زوجته إلى جحيم مما دفع بهذا البطل المضحك والطريف للبحث عن حيل يعلم من خلالها جاره الفضولي كيفية التعامل مع الآخر وعدم إقصاء حريته في ظل مجتمع مثالي... وفي صبيحة اليوم الموالي تم عرض مسرحية «تغريدة الطيور» انتاج شركة يوغرطة للإنتاج والتوزيع الفني حيث كان جمهور الأطفال على موعد مع مهرجان من الألوان الزاهية وفلسفة رائعة من الأضواء تنعكس بظلالها على غابة وارفة الظلال تملؤها الأراجيح وتزينها الورود يفسد سعادتها» غراب شديد السواد « يسن قوانين الموت يقوم بقتل الطيور المغردة صحبة « بوم غريب الأطوار « فيصاب الجميع بالرعب رافضين هذه السياسة الظلامية التي تعمل على
كبح حريتهم ومنعهم من الطيران تحت غطاء ديمقراطية مغلوطة ...ولكن الطيور ترفض هذه السياسة وتتحد جميعها لترحيل هؤلاء الدخلاء لتستأنف عزفها الشجي وطيرانها الحر ..
جميعها رسائل ضمنية نتعلم من خلالها نحن الكبار كيف نبني مجتمعنا الإنساني النبيل مستوحى من عالم الطفل المسالم والمحب للحياة بعيدا عن قانون الغاب ...
و شهدت هذه التظاهرة برمجة خاصة لمسرحية « اين أنت يا أبي « انتاج شركة الرهان والتوزيع ومسرحية « حلم الصياد الصغير « انتاج المسرح الحديث للعرائس . حيث دعمت هذه البرمجة من العروض المسرحية ورشات اختصت بتقنية خيال الظل يشرف على تسييرها مكوّنون أكفاء يتعلم من خلالها الطفل تقنية خيال الظل وكيفية توظيفها في المشهد المسرحي حيث يقوم بصنع الدمى وتحريكها ببراعة ويختلق بذلك أساليب الحوار بين مختلف الشخصيات وبالتالي لا يكتفي هذا المبدع الصغير بالمشاهدة بل يرتقي لمرحلة البحث والإبداع ...
الفن لكل الاعمار ..والخروج من الجدران المغلقة هدف أسمى
وفي «رقصة الظلال» قد عمل الفنان مقداد الصالحي صاحب فضاء «منيرفا تياتر» الموجود بحي الملاجي سبيطلة على دمج مختلف الشرائح العمرية في هذه التظاهرة بما في ذلك جمهور الشباب والكهول من خلال مسرحية من انتاج الفضاء بعنوان « مرا في صف الرجال « إخراج مقداد الصالحي نص وتمثيل زينة مساهلي وبرمجة مسرحية «المستلبس» انتاج مركز الفنون الدرامية و الركحية بالكاف.
وفي الاختتام تم عرض «رقص الظلال» بالمعابد الأثرية بسبيطلة تجاوزا للفضاءات المغلقة الى فضاءات مفتوحة من شأنها التعريف بحضارة المنطقة وتاريخها العتيق... حيث كان شبان سبيطلة أوفياء كعادتهم لمواعيد هم مع الفن والرقص المعاصر فراقصوا المعابد الثلاثة جوبتار ومينرفا وجينو.. وعانقوا أفق الحرية والحياة صحبة أمطار خصبة أصرت على الحضور لتتغنج بجمالها الساحرو لتلتحم بدورها مع أضواء كثيفة لتزيد الأجواء روعة حتى تضفي جمالية على المكان والزمان... حيث عانقت الأعمدة الشامخة المطلة على قمم جبال الشعانبي والسلوم وسمامة ومغيلة لتروي وبكل شجاعة قصة عشق أزلي لأرض شهد التاريخ بجمالها وسحرها الأبدي ولترسل وبكل جرأة رسائل شجاعة لأعداء الفن والحياة المتربصين في خبايا الجبال تسن من خلالها ثقافة حياة شعب آمن بالحرية والفن فلا مجال لثقافة الموت والتعصب في بلد الثورات... تظاهرة أيام مينرفا لمسرح خيال الظل تظاهرة فنية مميزة أسهم الجميع في إنجاحها «قد نادى أصحابها باللامركزية الثقافية رافضين سياسات التهميش والإقصاء تحت شعار « الفن حق للجميع».