أن تدعم هذه التظاهرة المسرحية ماديا ومعنويا، غير أن ذلك لم يحدث مما جعل الايام يتغير تاريخ تنظيمها إلى الموعد الجديد...»
هذا ما أكده بعض اعضاء جمعية الأمل المسرحي، الذين التقتهم –المغرب- بمدينة الرديف، وفي السياق ذاته تمت الاشارة إلى الموقف السلبي لشركة فسفاط قفصة التي تمت مراسلتها، عن طريق والي الجهة، والاتصال ببعض مسؤوليها، قصد دعم الايام المسرحية، غير انها لم تحرك ساكنا إلى حد كتابة هذه الاسطر، وهذا ما يطرح مجددا عديد التساؤلات، عن المقاييس التي تعتمدها الشركة في دعم المهرجانات، أم تراها لا تدعم سوى التظاهرات التي تنتطم بمركز الولاية فقط ؟ أم أن الشأن الثقافي لا يساوي شيئا، أمام الانشطة الرياضية، لا سيما كرة القدم.؟...
وتعد هذه التظاهرة المسرحية، التي تعنى بمسرح الهواية من التظاهرات الهامة، الثقافية والمسرحية والسينمائية، التي من شانها ان تساهم في تنشيط الحياة اليومية بالرديف «القرية العجوز» التي تشهد ركودا ثقافيا، وفكريا وادبيا، رغم اهمية المنطقة وتجذر عديد الفنون بها على غرار السينما والمسرح والادب، والتي ساهمت في بروز عديد المبدعين في هذه المجالات، الى جانب المشاريع والتجارب الهامة، التي لا تزال حاضرة بقوة الى الان. وما تبذله جمعية الأمل المسرحي اليوم، لدليل على شرعية هذه الايام المسرحية، واهميتها بالنسبة للمهتمين بالشان الثقافي بالجهة، حيث ستكون ايضا مناسبة لحضور عديد الجمعيات والمسرحيين من بعض جهات الجمهورية، للمشاركة في مختلف الفعاليات، والتي كان بامكان الجامعة التونسية للمسرح ان توفر لها مختلف الامكانيات المتاحة، وتدعم الجمعيات والمسرحيين
بالرديف، فالعمل الفعلي والجاد يكون على أرض الواقع من خلال التحاور والتشاور على عين المكان، وليس بواسطة الهاتف وبمكالمات مقتضبة وهجينة، ثم هل أن هذا جزاء من ساهموا في انتخاب المكتب الجامعي الحالي، ومنحوا ثقتهم في اشخاص يتطاولون عليهم اليوم، وهل أن بمثل هذه التصرفات يمكن تطوير قطاع مسرح الهواية، والارتقاء به نحو الافضل..؟ فإن كانت الجامعة التي تضم اليوم أكثر من 250 جمعية مسرحية، تحصد معاليم انخراطهم، ولا تساهم ولو بدينار واحد لدعم مثل هذه التظاهرات، فلا لوم إذن عن بقية الاطراف... أم ان المسرح بمدينة الرديف، لا يعني الكثير بالنسبة للبعض الذين يتشدقون برفع شعارات «اللامركزية الثقافية بين الجهات، والاولوية للمناطق الداخلية، والتمييز الايجابي،» وما إلى ذلك من الكلام المنمق، الذي لم يعد ينطلي على أي طرف، وخير دليل على ذلك أن هذه الايام المسرحية لم تحظ سوى بمنحة المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بقفصة وقدرها ألفا دينار، إلى جانب العروض المسرحية المدعومة من طرف وزارة الشؤون الثقافية... قف إنتهى.. أهذه هي الثقافة التي بامكانها، مقاومة الارهاب، والتصدي إلى مختلف أشكال التطرف الديني والفكري، وغيرها من المظاهر المخلة بامن البلاد والعباد.
وسيتضمن برنامج أيام الجامعة للمسرح بالرديف، والى جانب العروض المسرحية عديد التظاهرات الاخرى التنشيطية والفرجوية، على غرار مشهدية «داموس» لجمعية القطار للمسرح، والمعارض، والورشات وتكريم المبدعين، والتي ستحتضنها دار الثقافة يوسف بن محمد، والتي سنعود للحديث عنها لاحقا...