عن الشيخ والمعلم

سي الهاشمي ...شيخنا الجليل
اسمح لنا في هذا اليوم ان نطل عليك من شرفة وجودنا .....ان نمد ايدينا اليك ......فهلا فتحتَ لنا نوافذك لنمضي الى عالمك ...الى تلك الشجرة المضيئة التي حطت فوقها روحك الطاهرة و روح شاعر الخضراء اولا احمد ..ورفاقك

الآخرين في الابداع والفكر والكلمة ...اولئك الذين يحرسون البلاد ..ويحبونها في صمت ...كما لم يحبها احد..
وانأ اكتب هذه الكلمات يستحضرني وجهك الذي يحمل معه تعرجات تونس وملامحها...يحمل ثورتها وهدوءها ...في ذاك الوجه ..سر خفي مازلنا الى الآن نحاول فك طلاسمه تماما كما قلمك الذي ظل عصيا علينا وعلى الكثيرين من رواد وعاشقي الصحافة ...ربما هو ذهب الصحراء في الجريد...او هي اطلالة النخيل الشامخ في صمت تلك الربوع ..او هي الرهبة التي تعترينا كلما ذكرنا اسمك او قرأنا احدى مقالاتك وتحاليلك ... لنفهم التاريخ والحاضر ونستشرف المستقبل معك...

تونس كانت هاجسك الاول والأخير ...منذ انطلقتَ في اولى معاركك النضالية لتحرير الكلمة والقلم مع حركة (برسبكتيف) ...مع مناضلي ذاك الرعيل الاول الذي ضحى بعمره ووقته من اجل تراب تونس وعزتها ...ولم ينتظر مكافأة او تعويضا لان للنضال السياسي معاني أخرى مع جيلكم لا تحتمل البيع والشراء....تماما كما للحياة والموت وجه واحد ..لحلم واحد ...هو تحرر تونس ودمقرطتها...

في عام 2011 ...استفقتَ على حلم رادوكَ طويلا وكاد يتحقق ..راقبتَ «حراك» البلاد وتابعتَ تفاصيله بكل زلاتها وهناته ...مع الانطلاقة الثانية لجريدة «المغرب» ذات صيف ...طيلة تلك الاعوام كنتَ تتابع يوميا ...تتفحص الاحداث ..تقرأ ما وراء الزلزال ..تحذر ..تتوقع وكنت دون ان تدري تفرش لنا الطريق لنعرف وجهة المركب كي لا يفاجئنا الفيضان ...فكنتَ قبطان سفينتنا ... لم نخشَ معك السقوط في وهم الحقيقة او سراب الخبر ...
في الذكرى السنوية الاولى لرحيلك (2016/11/30) لا يسعنا إلا ان ننتظر اشراقة شمسك من خلف الغمام ..لتعيد كلماتنا وأوراقنا الى السكة ...

مع الظلام ..قد ترتعش اقلامنا وتهتز خواطرنا قليلا ...فقد كثرتْ علينا هموم السياسة في تونس والعالم العربي يا سي الهاشمي ...

الفتنة دمرت اوطاننا ...نحاول ان ننجو من هذا الدمار الذي يلاحقنا يوميا في كل المشاهد والصور ...نخشى ان نستفيق من هذا الكابوس لنجده حقيقة نعيشها وتعيشنا ..
انت اليوم في عالم الحقيقة ...فاعطنا بعض الضوء ...عدْ الى مكتبك ..ستجد هناك ورقة مكتوبة تنتظر لمسات قلمك لتحيي النص ...لتعيد المعنى ...

معك نحمل المشعل بقوة ..معك نمسك الحقائق بشجاعة...معك نرى التفاصيل بنظرة مختلفة ... نقترب من جوهر السياسات والمخططات ..لنفهم ماذا ينتظرنا ....

خلال غيابك الطويل ...نقرّ بأننا قد فقدنا الكثير والكثير من الاشعاع ...وعندما نستذكر حجم الارث والأمانة الذي تركته لنا في اروقة جريدة المغرب ..نعرف ان الطريق ما زال طويلا ،لنصل الى كنه التفاصيل وجوهر الحقائق التي ادركتها انت في العالم الذي ذهبت اليه ...

ينتظرنا الكثير من العمل ..بحجم روح المثابرة والاجتهاد التي رافقتك حتى آخر الطريق...
سي الهاشمي ...لترقد روحك بسلام ...فنحن نجدد العهد لك ... أنت معلمنا الدائم في الغياب والحضور ...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115