معرض «صحوة أمة الفن في فجر تونس الحديثة» بقصر السعيد باردو: سؤال عن الهوية... وحفر في الذاكرة

كيف كانت تونس بين 1837 الى حدود ابرام عهد الامان في 1881، ما مميزات تلك الفترة سياسيا واجتماعيا، البايات واسماؤهم وفترة حكمهم وطريقة تعاملهم مع الايالة العثمانية وبقية الدول؟ سؤال الهوية؟ الانتماء؟ بناء الدولة التونسية؟ من فارمانات السلطان العثماني الى بايات تونس؟

كيف كان حال الايالة التونسية اثناء فترة حكم احمد باي الاول الى محمد الصادق باي ؟ جميعها اسئلة يجد الزائر لها إجابة في المعرض الفني «صحوة أمة: الفن في فجر تونس الحديثة».

 

يحتضن قصر السعيد باردو من ولاية منوبة انطلاقا من اليوم الاحد 27نوفمبر والى غاية 27فيفري المقبل معرض فني بعنوان «صحوة ا مة، الفن في فجر تونس الحديثة «1837، 1881» الذي تشرف عليه مؤسسة Rambourg بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث و وزارة الشؤون الثقافية ويكون المعرض بمناسبة ستينية الاستقلال و الذكرى الخامسة للثورة التونسية.

صحوة أمة : دعوة لاكتشاف المصادر التونسية
في زمن الالتباس وإعادة طرح الأسئلة حول مفاهيم من قبيل الهوية مثلا يكون الاتجاه نحو الحفر في الذاكرة وإنعاشها واحدا من السبل الفعالة في إثراء النقاشات المعاصرة مرورا بالأبحاث والمراجع المتاحة و التي تؤرخ لهذه الحقبة المفصلية في تاريخ تونس.
سيضم معرض «صحوة أمة , الفن في فجر تونس الحديثة ( 1837- 1881 )»

زهاء ثلاثمائة قطعة معروضة هي عبارة عن مجموعة كبيرة ومتنوعة من لوحات تاريخية و مخطوطات و رسومات وميداليات، وأزياء تعبر عن أزمنة وعصور مختلفة.

هذه الأعمال ستكون بمثابة الوثائق التاريخية المؤرخة للثقافة التونسية التي نهلتمن التقاليد الشرقية تماما كما أخذت تعبيرات ثقافيةعدة من الحداثة الأوروبية الوافدة ، الأمر الذي تجسم في زخم كبير من الثقافة المادية غير المنشورة والتي تشهد على التحولات التي عبرتها البلاد.
عبر اعتماد تسلسل زمني واضح في ترتيب مكوناته و فقراته سيكون معرض « صحوة أمة , الفن في فجر تونس الحديثة ( 1837 - 1881 )» جامعا أمينا للذاكرة الوطنية جمعا و تقديما بما في ذلك سيقع تقديم النصوص المؤسسة للدولة التونسية،التي تمثل شاهدا على هذه التغيرات التاريخية ومن بين هذه المعروضات التي يمتاز معظمها بصفات الأصلية و الندرة معا نجد لوحات Franz-Xaver Winterhalter, de Charles Gleyre, de Charles-Philippe Larivière، بالإضافة إلى عروش وميداليات ومخطوطات وفرمانات (أحكام )، أزياء عثمانية، أنسجة استثنائية من مصنع Gobelins، كما سيقع تقديم أمهات الأعمال المصورة والتي تعود لفنانين تونسيين.

من الناحية الفنية تشهد الأعمال المختارة على تطور كبير في الذوق في مجالات الهندسة المعمارية والأثاث، الملابس، والفنون الجميلة حيث يبدو حضور التأثير الأجنبي حاضرا بل و طاغيا في أغلب الأحيان.

المعروضات تم تجميعها بطريقة التمكين والوضع على الذمة إلى حين انتهاء مدة العرض وذلك من عدة جهات و أطراف منها المعهد الوطني للتراث، متحف باردو، الأرشيف الوطني في تونس، المكتبة الوطنية ، متحف للة حضرية، المتحف الوطني العسكري، قصر الوردة ، مدينة مرسيليا ، إدارة المكتبات صناديق التراث، وزارة الشؤون الثقافية بالإضافة الى عدد من المجموعات الخاصة.

عهد الإصلاحات الكبرى : سياقات و مراحل بناء الدولة
يعرف عن عهد الإصلاحات الكبرى انطلاقه و ارتباطه الرمزي بفترة حكم أحمد باي ( 1837 -1855 ) و رغم كون هذه الفترة فارقة في التاريخ التونسي فإن جوانب عدة فيها ما تزال معتمة و غير واضحة المعالم رغم كونها شاهدة على ميلاد تونس الحديثة .
بشكل غير مسبوق عرفت تونس طروحات سوسيو-ثقافية تقديمة من خلال ظهور النصوص الأولى للقوانين الدستورية التي تنص صراحة على حق المساواة بين جميع الأفراد و المواطنين في الحقوق والحرية الدينية من خلال دستور 1861 وهو الدستور الأول من نوعه في العالمين العربي و الإسلامي .

رغم تفكك النظام السياسي التونسي بدخول عهد الحماية 1881 فإن عهد الإصلاحات الكبرى بقي مرجعيا و فارقا على المستويات السياسية و الفكرية والاجتماعية في الايالة التونسية الخاضعة لسلطة الإمبراطورية العثمانية و الذي تزامن مع إعادة رسم خارطة هذه الإمبراطورية في الحوض البحر الأبيض المتوسط.

في قصر السعيد المكان الشاهد على حكم اخر بايات تونس واحد قاعاته كانت شاهدة على توقيع معادة باردو 1881، يكون الموعد مع الفن لوحات، ووثا ئق تاريخية تتحدث عن التاريخ التونسي وتقدم الكثير من الجوانب الخفية في م عرض سيتواصل الى 27فيفري 2017، لاكتشاف خبايا الايالة التونسية من 1837 الى 1881.

قصر السعيد وعهد الأمان
يقع قصر « قصر السعيد » بالعاصمة تونس على بعد بضع مئات الأمتار عن متحف باردو الأثري ويعد هذا القصر مهما لكونه شاهدا على عهد الإصلاحات الكبرى التي ميزت القرن التاسع عشر في تونس و شاهدا على حياة آخر البايات العثمانيين بتونس إلى حدود عهد الحماية الفرنسية بالإضافة إلى أن إحدى قاعات هذا القصر كانت مسرحا لتوقيع معاهدة باردو سنة 1881.

مكللا بالتاريخ وبالزخارف الإيطالية والعربية الأندلسية يفتح «قصر السعيد» أبوابه للعموم للمرة الأولى وذلك بمناسبة احتضانه للمعرض الفني “صحوة أمة، الفن في فجر تونس الحديثة (1837 - 1881)».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115