«زردة السينما»، تظاهرة وليدة تكشف عن ايمان ذاتي بأهمية الثقافة والفنون وتعكس رغبة في التحدي وتحقيق لامركزية الثقافة كفعل ملموس.
«زردة سينما» تظاهرة وليدة ستكون في الكاف طيلة اربعة ايام، تنطلق يوم 1 ديسمبر القادم الى غاية 4 من الشهر عينه، تظاهرة تتحد فيها كل الفنون الموسيقى والسينما والعروض التنشيطية، تظاهرة تحطم فكرة العرض الاوحد والفضاء الواحد وتتنقل في اكثر من مكان ولاطفال المدارس الابتدائية نصيبهم من السينما في زردة السينما.
لنا الفن ليحطم كل الحدود
«زردة السينما» ربما يبدو الاسم غريبا؟ او مثيرا للسؤال؟ ولكن ليس غريبا على اشرف بلعربي و لسعد الصالح، وبمجرد الاطلاع على برنامج المهرجان سيعرف المتفرج حتما ما المقصود بالزردة هو فعل تجمع وتجمهر عدد من الاشخاص من اجل الاحتفال بشيء ما وفي السياق المذكور يكون هذا الشيء هو «السينما» أما مظاهر الاحتفال فهي مختلفة ومنها العروض الموسيقية وتنشيط الشارع بالإضافة الى الندوات الفكرية والعروض السينمائية للأطفال ومسابقة الافلام القصيرة.
«زردة السينما» تظاهرة ولدت من رغبة شابين حالمين بوجود السينما في كل ربوع الوطن، هما تونسيان عشقا الكاميرا، يدرسان بالكاف، اشرف بلعربي من الكاف العالي و لسعد ا لصالح من المدينة الجبلية غمراسن، جمعهما حبهما للجبال و عشقهما للعلو الدائم فحلما ان تكون السينما منتشرة في كل المناطق، حلمهما انطلق في جبال بني خداش في تظاهرة “48ساعة سينما” ثم زادت معالم الحلم اتضاحا وترسخا في تطاوين وتحديدا في ملتقى سينما الجنوب، كبر الحلم ليصبح فكرة مميزة لانجاز تظاهرة سينمائية في سيكافينيريا اين يدرس كلاهما.
هما تونسيان، مبدعان، جمعتهما جغرافيا المكان وفرقتهما جغرافيا المناخ، اشرف بالعربي من جبال الكاف، و لسعد الصالح من جبال غمراسن تطاوين، الأول من بيئة رطبة ماطرة يعشق اهلها الغناء، والثاني من بيئة صحراوية جافة ميزتها الشعر الشعبي، قد تختلف الفنون ولكنها تصب جميعها في خانة الابداع، وقد تختلف جبال الكاف عن جبال غمراسن ولكن جمع الاثنين حب الكاميرا وحب الاخر عبر الصورة..
«زردة سينما» تجمع من اجل الحياة، تجمع لنشر قيم الحب والفن وتقاسم تباشير الامل، اجتماع لتونس التي يريدها أبناؤها موطن الفن وتقديم صورة عن سيكافينيريا مدينة الفنون، «زردة سينما» لقاء الحياة ومحبي الحياة لقاء اجتمعت فيه جبال غمراسن و جبال الكاف لتحلق بأبناء سيكافينيريا في سماء الفن السابع وتشاركهم متعة مشاهدة الافلام وتصويرها.
لنا الفرصة لنحلم ونستمتع
«لأننا نحب الحياة نذهب الى السينما» هو شعار الدور ة الاولى من زردة السينما، زردة يجتمع فيها عشاق الكاميرا والصورة، زردة يحتفى بالفن بالحياة، زردة يجتمع فيها كل مناصري الامل والهة الجمال لامتاع ابناء سيكافينيريا .
تفتتح الدورة الاولى من زردة سينما يوم 1 ديسمبر مع عرض موسيقي يجمع التراث والمعاصرة ويقدم الاغاني الكافية والتراثية بطريقة مميزة ومختلفة، «غنّايا» لعبد الرحمان الشيخاوي عرض موسيقي راقص تجتمع فيه كل مقومات الجمال من حيث الصورة و الأداء عرض حقق نسبة اقبال جماهيري كبيرة كلما تم عرضه، غنّايا هو لقاء الثقافات و الحضارات، عرض يغوص في تراث الكاف و ربوعها ويقدم برقصات عصرية وأداء وتمثيل يلفت الانتباه، عرض يقدم الصورة الاجمل عن التراث و يحطم نمطية الفلكلور.
لتشرق شمس اليوم الثاني (2 ديسمبر) مع مجموعة من الورشات حيث ﻳﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺗﻜﻮﻳﻨﻴﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺃﻓﻼﻡ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﺗﺼﻮﺭ ﻣﺤﺎﻭﺭ ﻭﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻓﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺃﻓﻼﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻘﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﻭﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﺎ ﻭﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﺧﻼﻝ ﺣﻔﻞ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ.
وبعد الورشات يكون الموعد مع فيلم من الذاكرة السينمائية التونسية ويقدم المهرجان لزواره فيلم “عزيزة” لعبد اللطيف بن عمار، ويختتم اليوم الثاني بأمسية موسيقية في المقهى الثقافي بوخلوف، قبالة ساحة الفنون.
اما اليوم الثالث فتكون فيه الكلمة للفكر مع ندوة فكرية بخصوص “ دور السينما في ا لتعريف بالمخزون التراثي”، ثم تتجه الانظار الى الشارع الذي سيكون فضاء للعديد من العروض التنشيطية، عروض يلبس فيها الشارع ابهى حلّة ويحتفي بالفنون فأينما ستولي بصرك ستجد الفن قبالتك و تجد من يناديك للمتعة و الاستماع الى تعاليم الحياة وبشائر الفن.
ينضاف إلى ذلك اختيار زردة السينما لعرض موسيقي مع عرض جد متميز ومجموعة شبابية لها جمهورها في الكاف “لوليا” مجموعة تقدم الاغاني التراثية وتمزجها مع موسيقى الروك و الريغي و الجاز ، تقدم الاغاني البدوية متماهية مع نغمات الدرامز والقيثارة، مزج مميز وله رونقه الخاص.
للأطفال نصيبهم من الحلم
نحن الشباب لنا الغد، ومجدنا المخلد، شعارنا على الزمن عاش الوطن» هكذا يردد الشباب العاشق للفن في ربوع الوطن، وتجربة زردة السينما هي فرصة لعيش الوطن من خلال نشر قيم الجمال، وفي تصريح اشار اشرف بلعربي انه «يعشق السينما عشقه لذاته، والمهرجان لن يكون بين الجدران المغلقة بل سيذهب الى الأطفال أينما وجدوا لأنهم نبراس الجمال» و تأكيدا لكلامه سيكون للأطفال موعدان مع السينما في الدورة الأولى اللقاء الاول يوم 2 ديسمبر في دار الشباب محمد القمودي.
أما اللقاء الثاني فيكون في حضن الفضاء الاجمل عند الطفل، المدرسة باعتبارها فضاءه الاوحد للمتعة في المناطق الداخلية، ويكون لصغار المدرسة الابتدائية «المحجوبة «بقلعة سنان لقاء مع شريط «تشارلي» موعد يفعل للامركزية الفعل الثقافي ويؤكد حق الطفل في المتعة و الفرجة اينما كان، فأطفال المدارس هم الاحق بالفنون على حد تعبير احد المشرفين على زردة سينما.
المهرجان في دورته الاولى سيقدم مجموعة من الفقرات لتلبية اذواق مختلفة، ويتوزع على ا كثر من فضاء لإحياء المدينة وتنشيط عدد من أحيائها تحقيقا لرغبة شابين تسلحا بالإرادة وحب الفن وقررا نشر حب الثقافة عند الاطفال في كل ربوع الوطن، تسلحا بالإرادة وتحديا كل المعيقات والروتين الاداري والهيكلي ومشاكل الدعم ليحققا فقط جزءا من حلمهما ويقدما أنموذجا للتونسي الحالم والمؤمن بقدرة الفن على التغيير، زردة سينما في دورته الاولى سيكون الوليد كبيرا بحب الحياة.