وقد جاءت فكرة البحث في الكتابة المسرحية وحوار الفنون، لهدفين اثنين التعرف على التداخلات الحوارية الثرية والخلاقة بين المسرح ومختلف الفنون على كثرتها وتنوعها، وأوجه استفادته منها عموما و التركيز على هذه الحوارية أو التحاورية في الكتابة المسرحية بشطريها الإبداعي والنقدي، في محاولة لرصد هذا الانفتاح بشكل أكثر دقة وتنوعا وتخصيصا.. وتحقيقا لهذه الأهداف، صيغ محوران اثنان للملتقى ؛ لسعة الموضوع وتشعبه وبعد مضاربه وتنوع فنونه: المحور الأول: الكتابة المسرحية الإبداعية وحوار الفنون(فنون الفرجة، التراث، الموسيقى، الغناء، التلفزيون، الشعر، الفنون التشكيلية، التصوير والفوتوغرافيا، السينما،..) والمحور الثاني: النقد المسرحي وحوار الفنون.. اما عن مداخلة الباحثة نجاة ذويب في هذا الملتقى فعنوانها “تفاعل التاريخي مع المسرحي في مسرحية “ديوان الزنج” لعز الدين المدني”.
وتتنزّل هذه الورقة البحثيّة في إطار بيان قدرة النص المسرحي على احتواء نص آخر تمّ استدعاؤه في إطار التفاعل النصّي هو النصّ التاريخي .وستقوم الباحثة، من خلالها، بقراءة مسرحية ” ديوان الزنج” كنموذج مسرحي تجلّت في خطابه ظاهرة تفاعل النص المسرحي مع خطاب آخر هو الخطاب التاريخي. وتدور محاور هذا البحث حول التفاعل النصّي (دراسة في المفهوم)، ومظاهر التفاعل بين الخطاب المسرحي وسائر الفنون الأخرى وأوجه الاستفادة منها، خاصّة فنون الفرجة والتراث والشعر والغناء والرسم وغيرها من الفنون، وقد تمّ الاهتمام في هذه المداخلة بالتحاور بين المسرحي والتاريخي من خلال مؤلّف “ديوان الزنج” بما هو نموذج امتاز باستعانة صاحبه بأحداث ثورة الزنج التاريخيّة في بناء نسيجه النصّي فقام بعمليات حفريّة أركيولوجيّة لتوظيف النص التاريخي وإيراده في النص المسرحي توظيفا له لخدمة مآرب ومشاغل العصر الحاضر..