خمسينية أيام قرطاج السينمائية: أحكيلي على الأيام ...

في إطار الاحتفال بخمسينية أيام قرطاج السينمائية، تم بالاشتراك مع المركز الوطني للسينما والصورة إنتاج عدد من الأفلام القصيرة تحمل توقيع مخرجين تونسيين من أجيال ومشارب سينمائية مختلفة تحت عنوان «أحيكلي على الأيام» موضوعها هذه التظاهرة من زوايا متعددة.

عرضت هذه الأفلام مساء الجمعة 29 أكتوبر الجاري في قاعة الكوليزي، وكانت البداية بفيلم «35 مم» للمخرج «مهدي البرصاوي» الذي يشارك هذا العام في مهرجان دبي السينمائي في المسابقة الرسمية للفيلم القصير ب»خلينا هكة خير» الذي يشارك فيه المخرج «النوري بوزيد» كممثل.

يصور «مهدي البرصاوي» حالة الشغف التي تستبد بالتونسي لحضور افتتاح أيام قرطاج السينمائية من خلال قصة زوجين (سندس بالحسن ونعمان حمدو) في سيارتهما يستعدان للذهاب لحضور افتتاح الأيام، فتستوقفهما جارتهما (منى نور الدين) وتطلب منهما إيصالها إلى الطبيب لكنها تفاجئهما في الطريق بمسدس، وتحت التهديد تسرق الدعوة وتذهب لحضور افتتاح الأيام بدلا عنهما.

أما المخرجة «شيراز البوزيدي» فتستحضر العملية الإرهابية التي جدت في نوفمبر الماضي أثناء انعقاد الدورة السادسة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية من خلال قصة «لطفي» (لطفي العبدلي) النجم الذي كرم في أيام قرطاج السينمائية ويمنع من مغادرة النزل بسبب حظر التجول بفعل العملية الإرهابية، يحاول الاتصال بزوجته لكنه يعجز عن ذلك فتستبد به الهواجس والمخاوف من حدوث طارئ لزوجته وابنه، وبدوره يستحضر «فارس نعناع» العملية الإرهابية التي جدت أثناء عرض فيلمه «شبابك جنة» العام الماضي وتواصل العرض على الرغم مما حدث، لحظة يوثقها «فارس نعناع» من خلال ما قاله «ابراهيم اللطيف» من إصرار على مواصلة المهرجان دفاعا عن الحياة.

أما «الناصر خمير» فيجسد دوره، مستعرضا مقاطع من فيلمه «طوق الحمامة المفقود» ناقدا الصحافيين الذين لا يهتمون بما ينجز، ويتوقف المخرج «مختار العجيمي» ب»هارمونيكا» عند تغير المزاج السينمائي عند التونسيين في المقابل ينتقد «وسام التليلي» في «معكوس» بطريقة ساخرة الظواهر التي نسجلها في قاعات السينما، ففي عرض فيلم «باماكو» للمخرج «عبد الرحمان سيساكو» ينتبه «بسام» وهو من عشاق السينما أن الفيلم عرض بطريقة معكوسة لكن لا أحد من الحاضرين انتبه إلى ذلك، فأحدهم مدعي ثقافة، وآخر جاء لينفرد بحبيبته وناقد عربي قضى فترة مشاهدة الفيلم نائما... وأمام الكاميرا مذيعة لا تفهم في السينما ومشاهدون يمدحون فيلما أو ينتقدونه دون مشاهدته.

ولا يغيب «المهمشون» في فيلم «عبد الله يحيى» «آقورا» كما يتوقف «كمال عريضي» عند معاناة مخرج في فيلمه الأول بسبب التراك وضغط ممثلة متعجرفة وأمه المتملكة التي نسجل بها العودة الممثلة الكبيرة «آمال الهذيلي» إلى السينما بعد غياب طويل، وعلى الرغم من ارتدائها الحجاب إلا أنها مازالت الممثلة المتوهجة بموهبتها كما عرفناها دوما.

«أحكيلي على الأيام»، هي حكايات سينمائية تخرج من رحم مهرجان كبير مازال الحلم فيه ممكنا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115