يوم علمي ببيت الحكمة: حول العالـم الرّقمي الذي أملته الثورة المعلوماتية

يمكن للعلوم البيولوجية والبحوث الطبية أن تكون رقمية بفضل ما توفّره المعلوماتية من قاعدة البيانات التي كانت مفقودة في المخابر والعيادات التقليدية، ويستقيم الحديث عن الاقتصاد الرقمي نظرا لأهمية التجارة الالكترونية، بل يمكن للسياسة أن تكون رقمية نتيجة لما تقدّمه الوسائل الاتصالية

الحديثة للفاعلين السياسيين والمجموعات الضّاغطة من تشريح سيكولوجي وحفريات معرفية لضبط استراتيجيات التحكّم، كما أضحى التعلّم افتراضيا، ومن الطبيعي أن تكون المعلومة حينية لأنّنا بمقتضى هذا المنجز التكنولوجي قد أصبحنا نقيم في قرية عالمية . إنّه العالم الرقمي الذي أملته الثورة المعلوماتية مثلما ورد في اليوم العلمي الذي نظّمه مؤخّرا قسم العلوم الطبيعية والرياضيات بمجمع بيت الحكمة حول البيانات الضخمة وعلم البيانات، وافتتحه رئيس المجمع الدكتور عبد المجيد الشرفي موضّحا في نصّه الافتتاحي المسارات التعاقبية والأبعاد الكونية لهذه التكنولوجيات المعلوماتية الجديدة، التي «غيّرت آليات إدراكنا للعالم « وفقا لعبارته. فلم تؤثّر التقنيات المعلوماتية الجديدة في المجالات العلمية فحسب، إذ «شملت كل الأنشطة الإنسانية المهنية والعلمية والاقتصادية» حسب رئيس لجنة التنظيم الأستاذ والباحث كمال بركاوي، لأنّ هذه التكنولوجيات قد غيّرت برأيه وجهة القطاعات الصناعية والتجارية والفلاحية وأساليب العمل الإداري والنّظم التربوية، إلى جانب طرق البحث العلمي وامتلاك المعلومة . فهي بوجيز العبارة ثورة ميلاد مفاهيم «العالم الرقمي» و»الإنسان الرقمي» و»العلاقات الرقمية» طالما أنّ كافّة فعاليات اليومي قد أضحت ناطقة بمفردات المعجم المعلوماتي الجديد.

ففي مجال البيولوجيا والطب أبرزت الدكتورة حبيبة الشعبوني «أهمية تخزين المعلومات الضّخمة في قاعدة البيانات» خاصّة في مستوى «تشخيص الأمراض الجينية»، لنستخلص ممّا تقدّم ارتهان البحوث الطبية المعاصرة بالتكنولوجيا المعلوماتية.
وقد تناولت الدكتورة فاطمة حمدي المسألة من الزاوية الاقتصادية باعتبارها مختصّة في البيانات والإحصاء، ومسؤولة في شركة «سارنزا» الأوروبية، مقدّمة بلغة الأرقام مردودية التجارة الالكترونية التي تراهن عليها المؤسّسة، لنسلّم بمنطق الاقتصاد الرقمي الذي يطرح برأي الخبير سعيد العقربي «تحديات مجتمعية واقتصادية وقانونية وأخلاقية « لاسيما تلك التي تتعلّق «بمراقبة وتوظيف المعطيات الشخصية» .

صفوة القول أن علم البيانات يمثل إعادة نظر في بنية النّظام المعرفي والقطاعات المهنية، لأنّه قد حتّم علينا الانخراط في عالم رقمي كما قالت الدكتورة سعاد كمّون الشوك رئيسة قسم العلوم الطبيعية والرياضيات بالمجمع أثناء إشرافها على المنبر الحواري المسائي، وفي ظل هذه الحقائق والأرقام والإحصائيات تتعمّق المسافات بين القوى المنتجة للعلم وأمم الخطاب الإنشائي لأنّ حركة التاريخ لا تنتظر الكيانات العرجاء.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115