انثى و الثورة انثى فكيف يكون صوت لأنثى عورة؟ سؤال طرحته سارة نجافي على نفسها حين اخبرها استاذها بضرورة ترك دروس الغناء والاكتفاء بدروس العزف فالمرأة في بلدها ممنوعة من الغناء، سؤال كان فاتحة لحلم مميز حلم ان تقدم الفنانات الايرانيات حفلا غنائيا
يغنين فيه اهازيجهن ويقدمن اغاني تتجاوز كل الحدود اغاني تخاطب الله وتخبره « يا الله انتشر اللاعدل وطغى على العدل ، يا الله سقطت الورود وسط الدماء فهل ترضى بذلك».
«طبعا لا يمكن ذلك سيدتي، فصوت المرأة يثير شهوات الرجل وغرائزه وتريدينها ان تغني، هذا حرام وممنوع» بهذه الجملة اجاب الشيخ الامام على طلب سارة نجافي المتمثل في اقامة حفل موسيقي في اريان تغني فيه الفنانات الايرانيات، هو حلم سارة نجافي ايات نجافي، هو يريد ان ينجز فيلما وثائقيا عن المرأة و الموسيقى وهي تحلم بانجاز عرض تغني فيه المرأة الايرانية مع مجموعة من فنانات فرنسيات وعازفين عالميين.
خلقت انثى في بلد يرى المرأة فتنة حرّم عليها الحلم ولكني سأحلم واغني
«اتتذكرين، هنا غنت قمر عام 1924 امام جمهور مختلط، ارايت هذا الشارع، شارع الازهر كان فيما قبل فضاء للحياة للحب، هنا كانت الراقصات يخرجن منتصف الليل، الى هنا يأتي الجميع لاحتساء كاس ومشاهدة السينما والاستمتاع بالموسيقى وبصوت قمر» هكذا يتحدث النادل الى سارة نجافي وهي تتجول في احد الشوارع التي كان بها اكبر قاعات السينما قبل الثورة الايرانية التي حاولت اخماد صوت النسوة وألجمت أفواههن لأن أصواتهن عورة.
فيلم «اغنية تتجاوز البلد» هو عنوان للتحدي والرهان والحلم، فيلم قاده حلم فنانة وناضلت طيلة سنوات لتحقيقه، حلمها يبدو بسيطا ولكنه في ايران جد مستحيل فهناك الكثير من العوائق والجدران وجب كسرها قبل ان تحقق حلمها او جزء منه، من العام 2009 الى 2013 وسارة نجافي تحاول وتقنع هذا وتحاول استشارة ذاك فقط لانجاز حفل» مشروعي هو انجاز حفل تغني فيه الفنانات الايرانيات، مع فنانتين فرنسيتان وفنانة تونسية، وعازفين من ايران والعالم، نريد ربط جسر التواصل والتبادل الثقافي بين ايران وفرنسا» بهذه الجملة تجيب سارة نجافي السلطات الايرانية كلما سالت عن الغاية من الحفل.
اما في حديثها مع اصدقائها الفنانين فتقول «هو حلم وتحدي، المرأة الايرانية صوتها مميز اريدها ان تصدح به اريدها ان تصرخ بأعلى صوتها لتغني للحرية وللحياة، لم يريدون تقييدج اصواتنا ويسمحون لنا فقط بالعزف خلف الرجال، درست الغناء وسأغني لهن ومعهنّ».
من 2009 تبدأ سارة نجافي رحلة بحثها ومحاولة اقناع بعض الاباء لترك بناتهن يغنين في حفل مختلط وفي قاعة كبرى، من 2009 تزور فرنسا لاكثر من مرة لإقناع Elise Caron, Jeanne Cherhal فرنسيتا الجنسية حتى يغنين في ايران، وحدها امال المثلوثي لم يستغرق وقت اقناعها طويلا ووافقت منذ البداية على الفكرة.
بين فرنسا وايران تتجول الكاميرا، وكلما كانت الصورة بانورامية في طهران تنقل الجانب المعماري المميز لبلاد فارس صاحبت الصورة مجموعة من الاهازيج التقليدية المغناة بصوت النسوة وكانه عنوان للتحدي ومحاولة للتذكير فقط ان المرأة الايرانية وخاصة الفنانة منذ سنوات كان لصوتها تاثيره عند المتفرج، وتذكير ب»قمر» و «دالشكي» اللتان برقتا كمنجتين في سماء الغناء الايراني.
طيلة الفيلم تتجول سارة نجافي صحبة parvin namazi صاحبة الصوت الهادئ كتراتيل قدسية مميزة و......