جمعية الدراسات الأدبية والحضارية بمدنين في سلطنة عمان ممثلة في رئيسها د. بلقاسم مارس من خلال بحث بعنوان» تجارب فهرست المخطوطات :مكتبة الباروني بجربة نموذجا» وكاتبها العام د. مسعود لشيهب بمداخلة عنونها بـ « شعرية الخطبة العمانية خلال القرن الثاني للهجرة، قراءة في خطبة أبي حمزة الشاري».. ورقتان علميتان حول المخطوط العماني، كما بين د. مارس نروم من خلالهما إبراز القيمة التاريخية للمخطوط العماني بالجنوب التونسي وهو بحث أردناه أن يكون قائما على المعاينة عن قرب من خلال تلك الزيارات الميدانية المتكررة التي قمت بها سواء للمكتبة البارونية بجربة أو بالنسبة لبقية المناطق المجاورة لها والتي تحفل بمكونات التراث الأباضي و مواقع التعمير الديني للأباضية إحياءً لهذا الموروث وتذكيراً بمنزلته في هذه المنطقة.وبناء عليه فإنّ هذه الدّراسة تتأتّى في إطار عرض بعض الجُهود التي تقوم بها جمعية الدراسات الأدبية والحضارية بمدنين في محاولة منها للتعريف بالمخطوطات وحفظها ونسخها وإبرازها لما لها من وظائف هي في صميمها مدعاة إلى التّنقيب والبحث والنّظر في قيمة المخطوط وسُبل النّهوض به والمُحافظة عليه إيمانًا بقيمته ودوره في تكريس شيوع ثقافة الأمم والتّعريف بها..
تمثّل المخطوطات أوْ الوثائق ذات الصّبغة التّاريخيّة ذاكرة الأمّة وهويّتها الحضاريّة، وهي تُعدّ في نفس الوقت الأدوات الأوليّة التي بواسطتها يُمكن أن نقرأ تاريخ الأمم وأنْ نتعرّف على حضارتها و خصائصها لا سيّما الثقافيّة منها ، وما يمكن أنْ تجود به هذه المخطوطات والوثائق على تنوّعها واِختلافها من معلومات غايةً في العلميّة والدّقة، إذ هي عماد هذه الأمم وسبيل التّعرف إلى هويتها الدّينية والسّياسية والاقتصاديّة والثقافيّة، ناهيك عن الفكريّ والأدبيّ الكامن في هذه الوثائق والمخطوطات ، ولا ريْب في أنّ هذه الوثائق يمكن أنْ تتوزّع على مجالات شتى لتشمل الرّسائل والبرقيّات والصّور والمخطوطات والزخارف والنقوش والفقه والخطب المنبريّة والرّسائل الشّخصيّة كتابة ومشافهة ، إضافة إلى المسائل اللّغويّة. هذا التّنوّع والثراء مثّل في كثير من الأحيان سبيل الباحث إلى المعرفة ويسّر له في الوقت ذاته تبيّن مواطن الطّرافة والجدّة والتّميز لتراث كلّ أمّة من الأمم .
ولمّا كانت المسألة المتعلقة بالمخطوطات والوثائق على قدر كبير من الأهمية كما بيّنا سلفًا ، كان لا بدّ من إبراز الجهود المبذولة في مجال صون وتحقيق المخطوط ولا سيّما المخطوط العُمانيّ ناهيك عن التّعريف بأهميّته وإبراز دوره الحضاريّ في كشف مقوّمات الثّقافة العُمانيّة باِعتبارها جزءا لا يتجزّأ من الثّقافة العربيّة وما لذلك من دور هامّ وفعّال في إبراز التّراث الحضاريّ والتّاريخيّ العُماني وهو مبحث تناوله الباحثون المغاربة وحاولوا مقاربته في ورقات علمية متعددة ..
يتضمن البرنامج العام لهذا الملتقى ست جلسات علمية تهتم بالمحاور التالية:
تجارب تحقيق المخطوطات العمانية، المعالجة الفنية والتصوير الرقمي للمخطوطات العمانية/تجارب فهرسة المخطوطات العمانية/التراث العلمي في المخطوطات العمانية/دراسة حضارية في نصوص المخطوطات العمانية/دراسات أدبية ولغوية في نصوص المخطوطات العمانية.
كما تفرعت عن هذه المحاور الى أكثر من عشرين مداخلة سيؤمنها نخبة من الاساتذة والباحثين العرب ، هذا وتجدر الاشارة الى ان الحضور الثقافي العماني شهد خلال السنوات الاخيرة حضورا اكبر في المشهد الثقافي التونسي حيث انتظمت فعاليات الأسبوع الثقافي العماني وملتقى صفاقس بعيون عمانية وكان الوفد العماني قد قدم عددا من الفعاليات الثقافية والفنية والأمسيات الشعرية والقصصية خلال الفترة الممتدة من 26 جويلية إلى 1 أوت 2016 كذلك المشاركة في مهرجان قابس الدولي و في الدورة الثالثة لملتقى السرديات بولاية مدنين الذي نظمته الرابطة القلمية بمدنين «المحلّي في الرّواية العربيّة» ...