افتتاح الدورة الأولى لمهرجان مسرح الشارع: مع الطفولة يصنع الفرح.. و بميزانية 150 دينارا انطلق الحلم

جميلة هي ضحكة الأطفال وهم يشاهدون العروض التنشيطية، والأجمل عبارات الإعجاب التي يرددونها كلما سألوا عن عرض ما، صغار مدينة ماجل بلعباس من ولاية القصرين استمتعوا طيلة يومي 20 و21 اكتوبر بالدورة الاولى من مهرجان مسرح الشارع، تظاهرة عنوانها

«ابتسامة لكل مواطن» وكان لصغار المدينة موعد مع الضحك والمتعة.

القصرين، تلابت فريانة، فماجل بلعباس، مدينة صغيرة تبعد قرابة 30 كيلومترا عن مدينة القصرين، ماجل بلعباس عاشت على وقع الدورة الاولى لمهرجان مسرح الشارع، عروض تنشيطية على كامل الشارع، صبيحة الخميس 20 اكتوبر يوم سيحفر في ذاكرة صغار تلك المدينة فيومها أينما وليت وجهك وجدت الفنون.

هو الفن كذبتنا الصادقة
تزينت المدينة بابهى حلة تجملت كأميرة تريد نزال الظلمة و الجفاف والتصحر الثقافي ، في الشارع الرئيسي كان لأطفال مدينة الماجل لقاء مع الفرجة والمتعة.
أطفال من أعمار مختلفة لبسوا أجمل الملابس ونزلوا إلى الشارع للمتعة، ضحكة صادقة مرسومة على وجوههم ضحكة خلفها سؤال عن حرمانهم من حقهم في الثقافة، لأطفال الماجل كان موعد مع مجموعة «هابي كيدس» التي قدمت مجموعة من عروض متنوعة الفقرات عنوانها إمتاع الطفل وتشجيعه ليكون جزءا من مشهد ثقافي واجتماعي، مجموعة من الأولياء اصطحبوا صغارهم وهم يقولون «جميل أن يكون لأطفالنا مهرجان وتظاهرات تشعرهم أنهم موجودون، والأجمل أن يكون الشارع فضاء للفن».
منذ الثامنة من صبيحة الخميس 20 اكتوبر تجمع عدد كبير من ابناء ماجل بلعباس والقصرين لتقديم أجمل الفقرات إلى أطفال تلك المنطقة، أكثر من ستة اركاح وضعت ليكون لأبناء المدينة لقاء مع اكثر من عرض، لأطفال ماجل بلعباس تجمع المبدعون والحالمون بمشهد ثقافي مغاير و اتخذوا إسعاد الطفل هدفهم.

شعارهم ان الأمل هي تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، فأنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة. الأفضل دائماً أن نتطلع للأمام بدلاً من النظر إلى الخلف وفي ماجل بلعباس كان لقاء الطفولة مع الأمل، أطفال انتشوا بعروسة حيدر القاسمي، وشاكسوا الدمى العملاقة، أطفال لبسوا الزي التقليدي للمدينة و تجملت الفتيات كأميرات وخرجن في جولة في الشارع الرئيسي، في الماجل اتحد جل فناني الجهة ومبدعوها لتقديم يوم يرسخ في ذاكرة صغار المدينة.

غاب المسؤولون وحضر المبدعون
في افتتاح مهرجان «ابتسامة لكل مواطن» كان الحضور الابرز لمبدعي الولاية الذين انخرطوا في حركة ثقافية مقاومة دون انتظار كلمة شكر، هاجسهم الأول إسعاد صغار المدينة المحرومة من الفعل الثقافي، وليد الخضراوي مدير مركز الفنون المعاصرة كان ابرز المساهمين في المهرجان وقال أن هدفه وأبناء المدينة نشر حب المسرح عند الاطفال وتشريكهم في حركة ثقافية تضمن لهم الضحكة المتواصلة.

حيدر القاسمي امتع الأطفال بالعروسة التي شدت انتباه الجمهور هو الاخر صرح ان «يعشق تلك الضحكة الصادقة التي شاهدها في عيون صغار الماجل»، ولطفي منصوري الذي اضطر للحصول على ترخيص ثقافي لإنجاح الفعل الثقافي في الجهة و خيري استاذ الموسيقى جميعهم اختاروا الطفولة ونزلوا الى الشوارع منذ الصبح لتاثيث برمجة المهرجان ولم يقتصروا على الشارع الرئيسي بل توجهوا الى الاحياء المجاورة.

في افتتاح مهرجان مسرح الشارع بماجل بلعباس الذي كان شعاره «ابتسامة لكل مواطن» غاب مسؤولو الثقافة في جهة القصرين و ممثلو الدولة، غياب تساءل البعض عن سببه خاصة وقد سبق أن وعدوا بالحضور، غيابهم وكانه تاكيد لسياسة التسويف والوعود التي يعتمدها عدد كبير من المسؤولين.

في ماجل بلعباس كل العروض تقريبا كانت في الشارع لتصل الثقافة إلى الجميع والى كل المواطنين بادرة هدفها الخروج من دائرة الحيطان المغلقة، والوصول الى المواطن اينما كان، مهرجان تحدى التصحر الثقافي ولامبالاة البعض ومحاولة اخرين تقييد كل نفس تتوق للابداع، حلم انطلق بـ 150 دينارا وكانهم يؤكدون ان الفعل الثقافي الصادق يتطلب إرادة حب الحياة قبل توفير الدعم

في افتتاح مهرجان «ابتسامة لكل مواطن» تطبيق لمقولة في يوم ما، إذا خُلق فنان في بلادنا وعرف معنى القهر والغيظ معاً، ولحظة التحدي، فسوف يجسد لحظات لا يمكن أن تتاح لأي فنان آخر في العالم ومبدعو القصرين اثبتوا أنهم من طينة جد مميّزة يعشقون الحرية والحياة وفي مسارها يسيرون

هوامش:
• مجموعة من مثقفي الجهة ونخبتها جاؤوا الى مكان العرض وسألوا المشرفين «هل الوالي قادم» وحين عرفوا ان الإجابة بلا، انسحبوا وعادوا إلى المقهى، وكأن الفعل الثقافي عندهم يرتبط فقط بصورة تنزل في الصفحة الرسمية للولاية، وهم يتشدقون بحق الجهات في الإبداع في كل المنابر الإعلامية والثقافية.
• تكريم الفنان عثمان الشعباني ابن مدينة ماجل بلعباس هو فنان تشكيلي وعصامي له العديد من الأعمال المميزة كشف عن اعتراف ضمني يحمله أبناء المدينة لشخص خصص سنواته فقط للرسم ولتزيين المداخل الرئيسية لمدن ولاية القصرين فنان تناسته الدولة واعترف أبناء الجهة بجميله.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115