• اشارة ثانية من حِكَم الصّين:
«إن الفكر يقطع مَسافات أطْول مما يقْطع القلْب لكـنّه لا يذْهب أبعْد مما يذْهب اليهِ القلْب».
(1)
لاَ أحَد في الرّكن سِواي
لا أحد في الرّكن سِواها
هي تقلّبُ دفتر أيامها أيّامـها في مَنامها
أو هكذا يبْدو لي
وأنا أتقلّب مع أوراق كتابي
قالت لي : مساء الخير ... لا أعرف أين أعرفك ..؟
قلتُ لها : مساء الجميلات , قد نكون التقينا في سباق الخيل حين هُزم الجواد العربي الأصيل أمام الحِصان الانجليزي.
قالت لي : أنا حزينةٌ ولا يعنيني أن أكون جميلة ولا أحبّ من مؤلفات الجاحظ غيْر «كتاب البِغال».
قلتُ لها : وأنا يعْنيني أن تَكوني جميلة لا غـيْر وأحّب من مُؤلفات الجاحِظ كل ما اُجْترحَتْ أنامِله ويُضْحِكـُني كتاب «الجواري والغِلمان» ويُدْهِشُني حُزْنا «كتاب العُميانِ والحُولانِ والبُرصان».
قالتْ لي: هلْ صَادفَك «كتاب زَهْر العَريشِ في تحْريم الحشيش».
قلتُ لها: هو كذلك وأيضا... والآن يُصادِفني كتاب «شَقائق الأتْرُجِّ في عَجائِب الغُنج».
قالتْ لي: ولا يَعْنيك أن أكون حزينة ..؟
قلت لها: لست أنانيا: الجمالُ منكِ لي... والحُزن منْك لكِ .
قالتْ لي : تُصْبح على خير انتهتْ قهوتي الرابعة وانتهتْ قهوتك الخامسة.
قلتُ لها: تَصْبحين على خيْل.
قالت لي : الأكيد أنّكَ وُلِدْتَ مع الجِياد في اُلْصّحْراء
قلتُ لهَا: وُلِدْتُ في «مَراحٍ غنَم» لهذا وغيْره..لا أحِبّ من البَشَر سُلوك القُطعان...
قالت لي: ما اسمك.؟
قات لها: سليم.
قالت لي لُسِعْتَ يا عيْني : هل قرأتَ «كتاب العيْن»؟
قلتُ لها: قرأت كتاب «الشّفَتين» المُرفق «بكتاب العُنُق» الـمُرْفق «بكتاب المعاصم « الـمُرفَق» بكتاب الخَصْرين».
قالتْ لي : لا تَنْزل الى تَحْتَ لئلا يأخْذُنّكَ منْك
«كتاب الصّلْصلة في وصْف الزّلْزَلة » والكُتب التي ذَكـرْتَ لا أعْرف منْها ولا عُنوان وأعْرف انّك سَوْف تَذْهبُ بي كما كلّ الرجال «لكتاب نواضر الأيِك» المرفق بكتاب الوِشاح ...»
قلتُ لها : ما أحْذق نواياك ..
الآن عَرفتُ أنّك لا تَعرفينَ نفْسك ..
ولماذا أنْت حزينة ..
وأنّك لم تَقْرئي «كتاب الزّينة» ولا «كِتاب الجِنانِ»
ما اسمك ؟
لم تقلْ لي شيئا ..
ولم أقُل لها شيئا
اختفتْ الجميلة التّونسية الحزينَة في الأفق ...
كما يمامةٍ تَسْتَشْعِرُ سِرْبـَها
لم انتبِه أنّها أحْرقَتْ بسيجارتها كتابي
« أبـْجديات التّنْوير « للزّعيم الرّوحِي
الهنْدي « أوشو» .
(2)
امْرأة اُلْـمِرْآة
الشفاه التي باسَتْك كانت قد باسْت سواك
عَضّت ... وزَمْجرت ووصْوَصَت ْ وأعْلنت الحرْب على كلّ السّموات.
(...)
كنْ هادئا كما قطّ واثق في نومِه بقدوم
فريسته ..اليه
تحت شَجرة في مَعْبد بوذي
الكلماتُ التى قالتها لك امرأة المرآة
حول حبها لك
كما حبّ « روميو لجوليات » كانت قالتها
لسواك . وسوف تحكّ أنفها على انفك
وتقول لك ضمن ما تقول
ما أحلاك يا ملاك
انا رسولة الهلاكِ ... الجميل اليك»
(...)
لا تقل شيئا ..
اتركِ الفِعْل يذْهب بك الى مَداه
وامتدح حوار الزئبق و أنثى الورد
بينك و بين ما طار من ثيابك
وثيابها
سوف تحكّ جِناسًا منْـها
على طِباقٍ منْك ...
سوف تريك ألون قوس قزح
بحكّةٍ واحدة
وإذا انتفض بَغْبَغَانها
وهزّ عُرفه ديكُها الرّومي
وداعَبَتْ هي بأصابعها
على وجلٍ أطْراف أطرافه
...غُضَّ الطّرف فهي في كلّ الحالات
مُخْلصه هي لعادات أشْغالها اليدويّة
(...)
كنْ هادئا كما سكيّر شمولٍ ّ أعمى
في أرْذل حَانات ..
تونس العاصمة ..أو سواها
لا يكلّم أحدا ...
هو السكّير التونسي الشّمول
لا يبتسم لأحدْ ..
يُشاغِى فقط صورته في المرآه منذ2011 بالمعجم
نفسه .. كما كانتْ تُشاكسك أنتَ امرأة المرآة
بنفس المعْجم... والكِنايات الخْضراء نفْسها
تذكّر «حكيمة الـمُتْعة والبَاهِ» في كتاب «زهْر الرّبيع»
لا تـُحَدّث أحَدا بأسْرار النّساء معَك
كما اوْصتك أمّك... كنْ رجلا .