ميهوبي في اِفتتاح الأسبوع الثقافي الجزائري في صفاقس: لا خلاص للشعوب العربية إلا بالفنّ والإبداع الفكري

اِنطلقت مساء الإثنين، فعاليات الأسبوع الثقافي الجزائري بصفاقس عاصمة الثقافة العربية، وسط أجواء اِحتفالية بحضور جمع كبير من أهل الثقافة والفنّ والإبداع من البلدين، وبإشراف محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية التونسي وعز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري.

ولم يخلُ حفل الإفتتاح من طرافة، حيث أثّث الوزيران التونسي والجزائري فقرة موسيقية شعرية وجدت تفاعلا كبيرا من الجمهور الذي ملأ أرجاء المركب الثقافي محمد الجموسي، قرأ الشاعر الوزير قصيدته التي كان أهداها للطفلة سارة الموفّق شهيدة أحداث بنقردان في الجنوب التونسي وعزف الموسيقيّ التونسي على العود وتعالى التصفيق وصيحات الإعجاب نظرا لجمال الفقرة وتلقائيتها وعفويّتها.

وأكد وزير الشؤون الثقافية في تصريح إعلامي، دعمه لإحداث مركز ثقافي جزائري في صفاقس ومركز ثقافي تونسي في الجزائر، مشيرا أنّ «الوزارة بصدد التفكير في بعث تمثيليات ثقافية لتونس في الخارج وستكون الجزائر أول بلد يحتضن مثل هذه التمثيليات الثقافية».
وثمّن الوزير التونسي العلاقات التاريخية الوطيدة بين تونس والجزائر والمبنية على المحبة والتعاون في جميع المجالات ولا سيّما المجال الثقافي.

من جهته، اِعتبر وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي أن «الثقافة لم تكن في يوم من الأيام إلا دليل الشعوب والأفراد والمجتمعات للوصول إلى الإنسان داخلها، وكان المثقف في كل حالاته راسم هذا الدليل ومحددَ معالمه».
وقال إنّ «مشاركة الجزائر بأسبوع ثقافي متنوع في تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية تحمل تعبيرا صادقا عن الإحترام الكبير لتونس، هذا البلد الذي نشبهه ويشبهنا».

وأشار ميهوبي «حيث وُجدت الحرية وُجدت الثقافة» مضيفا في ذات السياق أنّه على يقين بأنّ هامش الحرية الكبير الذي تتمتع به تونس إنّما يكشف عن مدى تمسّك هذا الشعب بخيار الثقافة الذي شكّل سورا منيعا ضد التطرف والعنف في المدة الأخيرة.
وقال إنّ «المشاركة الجزائرية تحمل إشارة واضحة وتأكيدا صادقا بوضع كل الخبرات والتجارب الثقافية في خدمة المثقف والمبدع في البلدين في هذا الوضع الصعب الذي تمرّ به الشعوب والمجتمعات العربية».

وأضاف الوزير الجزائري أنّ «الرهان من خلال هذا الحدث الثقافي هو تقديم تجربة ثقافية مشتركة بين تونس والجزائر تمثل أرقى ما يمكن أن يصل إليه التعاون الثقافي بين البلدين ولفت إلى أنّ تأخّر وتراجع دور المثقف العربي أدّى إلى تقدم مجموعات متطرفة ساهمت في تلويث الجوّ العام في المجتمعات العربية بأوبئة أيديولوجية في غاية الخطورة لينتشر التعصب والتكفير وإلغاء الآخر».

ونبّه ميهوبي إلى أنّه كلّما تأخّر النقاش والحوار الحضاري في المسارح والمكتبات والمقاهي والمنتديات تقدّم الدمار والموت والعنف وتراجعت الشمس وغيرت مدارها وتقدمت سحب الموت الأسود وغابت قيم الوسطية والإعتدال»، مؤكدا أنّه «لا خلاص للفرد والمجتمع العربي إلاّ باِستعادة صوت العقل ولغة الفن والإبداع الفكري».

من ناحيتها، أكدت المنسقة العامة للجنة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية، هدى الكشو، أن الأسبوع الثقافي الجزائري يجسد عمق الأخوة التونسية الجزائرية، والوشائج الفكرية والثقافية العميقة التي تربط بين البلدين.
وكان الوزيران افتتحا ببهو المركب الثقافي محمد الجموسي معرضا تشكيليا جزائريا، بحضور والي صفاقس، وعدد من المثقفين التونسيين والجزائريين.

حفل الإحفتتاح شهد مداخلة للشاعر اتونسي الهادي القمري وعرضا موسيقيّا للمجموعة الوطنية للموسيقى الأندلسية الجزائرية التي تأسست سنة 2008 وقدّم العازفون والمطربون ألوانا من الموسيقات التقليدية الجزائرية من العاصمة وقسنطينة وتلمسان.
هذا وتتواصل فعاليات الأسبوع الثقافي الجزائري في صفاقس إلى غاية يوم 21 أكتوبر ويتضمّن البرنامج عروضا موسيقية وسينمائية ومسرحية ومعارض تشكيلية وأمسيات شعرية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115