وفي إطار السهرة الثانية عاد الفنان عز الدين الباجي صحبة المطربين شكري عمر الحناشي ورؤوف عبد المجيد بالجمهور إلى الزمن الجميل من خلال عرض موسيقي طربي يحمل عنوان «حوار العمالقة».
عرض طربي جديد من نوع الكوميديا الموسيقيّة يجمع بين الكبيرين علي الرّياحي والهادي الجويني، ويُبرز المنافسة التي كانت بينهما، كما يُعطي فكرة عن السّجال الذي كان بين الرّجلين في شكل فنّي وباِختيار دقيق للأغاني التي قدّمها شكري عمر ورؤوف عبد المجيد مع الفرقة الموسيقيّة بقيادة الفنان عز الدين الباجي.
العرض كان ممتعا وتابعه الجمهور بشغف ومحبّة ربما لأنه يحيل على فترة زمنية تتّسم بالجمال على جميع المستويات سواء الكلمة أو الجمل الموسيقية أو حتى الأداء، وأدّى المطربان وهما من خيرة الأصوات التونسية عددا هامّا من أغاني الراحلين الجويني والرياحي في تناغم كبير ووسط انتشاء كامل من ضيوف المسرح البلدي بسوسة.
وحول إصراراه على تقديم عرض كلاسيكي في موجة الأعمال البسيطة والسطحية التي تملأ المشهد الموسيقي التونسي، قال عز الدين الباجي «أنا حريص على الإرتقاء بالأداء الموسيقي ولن نترك السّاحة لهم يرتعون فيها كما يحلو لهم».
وأضاف «لقد أصبح مكشوفا حتّى للمواطن العادي الحرص على تكريس الرداءة، وعلى فكرة تصلني رسائل عديدة فيها تذمّر من أصحابها على هذا الوضع، يعني أن هناك شبه وعي بالحالة التي وصلنا إليها، كذلك إنّ التّاريخ يعيد نفسه فحالة الإفلاس الذّوقي هذه كانت سائدة في عدّة فترات من تاريخ الموسيقى التّونسيّة، لكن كانت هناك كذلك مقاومة لموجات الرّداءة تلك وبالتّالي لا يصحّ إلاّ الصحيح والشيء إذا فات حدّه انقلب إلى ضدّه..».
«حوار العمالقة» عرض جميل ويضمن المتعة كمّا وكيفا يعود بالمتلقّي إلى فترة جميلة من تاريخ الأغنية التونسية التي كانت، ويؤكد أن التونسي مازال وفيّا للنغم الجميل والكلمة الحلوة الصادقة النابعة من القلب.