بعد أخذ ورد أنجزت الدورة 60 لمهرجان «عرس الطبل» بغمراس: مدينة غمراسن احتفت بآلة الطبل والسياحة الثقافية

في اطار مشروع تونس بلد الفن وبتمويل من مؤسسة «المورد الثقافي» بعد خمسة اشهر من التاجيل والانتظار ينجز مهرجان عرس الطبل بغمراسن في دورته الحالية، تظاهرة كان من المزمع انجازها منذ ماي الفارط وقبل 24 ساعة من انطلاق المهرجان اجلت انذاك بعد العملية الغادرة

التي تعرض لها أربعة أعوان من الحرس الوطني، وبعد اشهر من الانتظار انطلقت فعاليات المهرجان السبت يوم 15 أكتوبر بروح جديدة وبرنامج متنوع الفقرات يهدف الى احياء الذاكرة والتعريف بالجبل والكشف عما تخبئه مدينة الجبل غمراسن من تراث مادي وشفوي.

انطلقت يوم السبت 15 اكتوبر 2016 ، الدورة السادسة لمهرجان «عرس الطبل» تحت اشراف جمعية صيانة التراث وبالاشتراك مع مركز الموسيقى العربية والمتوسطية «النجمة الزهراء» بسيدي بوسعيد ودار الثقافة بغمراسن واختتمت الاثنين17اكتوبر.، مهرجان انجز لدعم الجانب السياحي مع غياب تام لوزارة السياحة..

غمراسن تحتفي بشهيدها بلقاسم بن ساسي بالشعر
في غمراسن مدينة الجبل، مدينة القصور الصحراوية المنتشرة انجز المهرجان الهادف الى إحياء التراث الموسيقي والغنائي بالجنوب الشرقي وارتكز على 3 محاور وهي الفرجة، حيث تم في الجانب الفرجوي تنظيم عرض ملحمي يجسد العرس الغمراسني التقليدي، عرس تجملت فيه الفتيات بأجمل لباس وبدون كاميرات ذاك المكان يتغنجن ويبرزن الجمال الجنوبي الهوى.

المحفل هو الغوص في الذاكرة وتقديم جزء من الموروث دون استنساخ تقديم تراث الاجداد وابرازه لاحفادهم علهم يتعظون من بعض الدروس خاصة تلك المتعلقة بافتداء الوطن.

ومن فقرات المهرجان إقامة حلقات للشعر الشعبي شارك فيها شعراء من تونس وليبيا والجزائر ومن بينهم عمر صقر و رضا عبد اللطيف و محمد الغمد و منير اللطيفي و فتحي الجوادي وبلقاسم عبد اللطيف، شعراء تغنوا بقيم الرجولة والشهامة و تحدثوا باسلوبهم المميز عن بطولات من مروا من هناك من سكنوا القصور تلك وكتبوا بدمائهم ملحمة الحرية و الوطن. ملحمة جسدتها شهادة بلقاسم بن ساسي، مناضل ربما لم يذكره التاريخ الرسمي ولكن الشعر الشعبي والأغاني المنقولة شفاهيا تحدثت عن بطولات تونسي عشق تراب الارض فسقاها بدمه، ملحمة طرحت سؤالا «لماذا لا يكون الشعر الشعبي في الاحداث الوطنية مصدرا من مصادر تاريخنا المجهول؟».

في غمراس احتفى المهرجان بالرمال لانها ر مز الانتماء الى الارض هناك و كان الموعد مع العرض المميز «رمال متحركة» انتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بمدنين، عرض قوامه وأساسه الرمال بها يكتب الرسام اجمل الحكايات عن الارض والانتماء.

الثقافة والسياحة كلتاهما يوفر المتعة في غمراسن
السياحة والثقافة وجهان لعملة واحدة ، وجهان لخدمة تونس وتقديم صورة اجمل عن هذا الوطن، والسياحة الجبلية من مميزات عروس الجبل غمراسن، فهل تحلو زيارة المكان دون صعود الجبال المحيطة بها؟ وهل يمكن القول انك زرت غمراسن دون الصعود الى مرقد العلامة ابن عرفة المنتصب فوق الجبل يحرس المدينة و يخبر زوارها انها مدينة علم وشموخ و اهلها كما الجبل لا ينحنون.

غمر اسن تبعد عن مدينة تطاوين 28 كلم، في الطريق الى غمراسن يعترضك قصر الحدادة احد اشهر القصور في الجهة، غمراسن الجبل والشموخ كيف لا وأصل التسمية «سيد القوم» و يرجع اصل تسمية غمراسن الى اسم بربري وفيه تعني «غمر» القوم، و «سن» السيد لتكون سيد القوم.

وتوفر مدينة سيد القوم الراسية بين الجبال بضيوفها و يقدم لهم المشرفون على مهرجان عرس الطبل جولة في المسلك السياحي « الجيولوجي بني غدير و قصر الحدادة وواد زعفران وبير ميتر ، فجولة ثانية في مواقع غمراسن ومعالمها ليعانق المتفرج عبق التاريخ ورائحة الاجداد في «انسفري» أو «مغارة القنفد» التي تعود الى 5 آلاف عام قبل الميلاد، وقصر الرصافة وقرماسة الهادئة دون نسيان زيارة ابن عرفة ذاك العلامة الذي ولد في مدينة وصل إليها العرب في القرن 11ميلادي واتحدوا مع البربر وأسسوا كنفدرالية ورغمّة.

ووفر المهرجان لضيوفه زيارات ميدانية للمسلك الجيولوجي «ذاكرة الأرض» والمسلك السياحي «قرماسة قصر المرابطين»، في حين يشمل جانب البحث الأكاديمي عقد ندوة فكرية حول التقاليد الموسيقية بجهة الجنوب الشرقي وورشات توثيقية بمشاركة فريق متكون من باحثين وتقنيين من مركز النجمة الزهراء.

مدينة سيد القوم غمراسن احتفت بمهرجانها بعد اشهر من الانتظار مدينة تجمّلت بالوان الحياة ، وقدمت لزوارها مجموعة من المعارض التي تقدم صورة شاملة عن مدينة جبلية عشق اهلها الجبل «فاستوطنوه» وحولوا حجارته الى مدينة تشد الزائر من بعيد وكانها تدعوه لزيارتها و التمتع بسحرها، مدينة الشعر والموسيقى والغناء البدوي ومدينة فطاحلة الشعر الشعبي قدمت عرسها واحتفت بالة الطبل و قدمتها في ابهى حلة، احتفلت بالطبل احتفالها بأمير يزفونه الى عروسه، مدينة قدمت لضيوفها أجمل استقبال وعرفتهم على جزئياتها مدينة الجبل مازالت تنتظر التفاتة مسؤولي السياحة بالجهة فهل سيجيبون؟.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115