التي انجزتها الجمعية وفاقت 14 عملا مسرحيا، والتي حصدت اغلبها عديد الجوائز في المهرجانات الوطنية، وايضا الدولية على غرار المهرجان المتوسطي باريانة، والعالمية ومنها المهرجان العالمي للمسرح الهزلي بنانسي (فرنسا) من خلال مسرحية «عشقة» في جوان 2000، والى جانب اشرافه على الجمعية ومهرجان الوفاء لمسرح الهواية، يشغل يوسف سليمان ايضا خطة مندوب جهوي للجامعة التونسية للمسرح.
التقته «المغرب» بمدينة قفصة، في الحوار التالي حيث كان الحديث عن مسيرته الابداعية وابداء رايه حول جملة من المسائل المتعلقة بالقطاع المسرحي بالجهة وبالثقافة عموما...
• هذه الرحلة المسرحية والابداعية الطويلة، كيف كانت بداياتها وماذا أضافت للفان المسرحي يوسف سليمان؟
هذه المرحلة تجاوزت الربع قرن، وقد عشت خلالها مراحل شاقة وصعبة، حيث ان العمل المسرحي كان يتطلب الصبر والمثابرة والتضحية، في ظل وضع يطغى عليه الغياب شبه التام للدعم المادي لا سيما من طرف المؤسسات الخاصة، وكانت وزارة الثقافة هي الممول الوحيد، وقد خيرت حينها السفر الى فرنسا لضمان مستقبلي المهني، ولما عدت الى قفصة اسست بمعية نخبة من المسرحيين جمعية مسرح الوفاء، ثم خضت تجربة الاعمال المسرحية الاذاعية باذاعة قفصة في بداياتها، ثم بعض الاعمال الدرامية بالتلفزة الوطنية ، الى جانب التربصات، وكان اولها مع المرحوم حبيب شبيل، الى جانب الانتاجات المسرحية ومنها على سبيل الذكر لا الحصر: (العجلة تدور، وغريبة الغرايب، ودموع الصبايا، عشنا وشفنا، واشبينا هكا) وتواصلت التجربة التلفزية مع نسيبتي العزيزة والكامرا الخفية مع يوسف ميلاد سنة 2012، وفي السينما من خلال عديد المشاركات منها فيلم التلفزة جاية للمنصف ذويب، والاستاذ محمود بن محمود...
• من خلال هذه التجربة المتنوعة كيف يمكن تقييم مسرح الهواية بقفصة ومدى اسهامه في تطور هذا القطاع عموما؟
مسرح الهواية بقفصة كان من القطاعات الهامة بالجهة، التي كانت تحتل المرتبة الثانية وطنيا بعد تونس العاصمة، من حيث عدد الفرق والاعمال المسرحية المنجزة خاصة خلال الثمانينات وبداية التسعينات، ولا احد ينكر دور مسرح الهواية بقفصة في دعمه للقطاع ببلادنا، حيث ساهم في بروز عديد الاسماء التي دخلت عالم الاحتراف، وايضا التجارب والمشاريع التي لا تزال حاضرة بقوة الى اليوم، غير ان هذا المسرح تراجع خلال السنوات الاخيرة لعدة اعتبارات منها الشخصية والمتعلقة بالحياة المهنية لعناصر بعض الجمعيات والفرق المسرحية، او الهجرة والوفاة، ايضا لاسباب مادية بسبب النقص في الدعم ثم صدور الامر المتعلق بالتمويل العمومي للجمعيات، والذي كان بمثابة القطرة التي افاضت الكأس...
• حسب قراءتك الشخصية لواقع مسرح الهواية بعد اربع تجارب، هل تمكن القطاع من تجاوز بعض هذه الاشكاليات؟
اطلاقا، فالوضع يسير الى الاسوإ للاسباب السابق ذكرها ولعوامل اخرى منها: المنح المخصصة للجمعيات، وخلاص العروض المدعومة في الابان، ومعاليم النقل، والمسافة الكيلومترية التي لم تتطور منذ الستينات رغم ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة، مما تسبب في التخلي عن العشرات من الشبان، من طرف الجمعيات التي تلاشت والتي كانت تقوم بتاطيرهم والاحاطة بهم، بعد ان فقدوا اليوم هذا الاطار الذي كان يحول بينهم وبين ما نشهده اليوم من ظواهر مخلة بالامن العام، مما ادى الى تراجع مردودية مسرح الهواية، ثم نتحدث اليوم عن مقاومة الارهاب بالثقافة والفنون، فكيف يستقيم الظل والعود أعوج؟ كما انني وفي نفس السياق ضد اكتفاء بعض الجمعيات بالتعويل على دعم وزارة الثقافة فقط...
• من خلال اشرافك على تنظيم مهرجان الوفاء لمسرح الهواية، وقربك من الهيئات المديرة لبعض المهرجانات والتظاهرات الاخرى، هل تعتقد ان اللامركزية الثقافية بين الجهات، والتفاضل الايجابي لاتزال مجرد شعارات؟
هذه شعارات نسمعها منذ 14 جانفي، ولم نر ما يؤكدها على ارض الواقع، وحسب اعتقادي فعلى المسؤولين الثقافيين ترجمتها بالانجازات والمشاريع، اي بالفعل لا بالقول، حيث ان وزارة الشؤون الثقافية كان من المفروض ان تكون من بين وزارات السيادة، بما من شانه ان يساهم في ترجمة مختلف المخططات والتوجيهات، فرقي الشعوب يكون بالثقافة والتعليم والصحة، غير ان ما نلاحظه اليوم ان القطاع الثقافي من اكثر القطاعات تهميشا، مما يتطلب ارادة سياسية صادقة لاعادة الاعتبار لمختلف مكوناته ومؤسساته، كما ان على مختلف الهياكل المشرفة عليه التحلي بالصدق وعدم الانسياق وراء الشعارات الجوفاء، والمشاريع الواهية والمسقطة التي يتم فرضها على الجهات...
• الجامعة التونسية التي تشغل خطة مندوب جهوي تابع لها، هل بامكانها اليوم ان تكون مساندا رسميا، ورفدا اساسيا للمهرجانات المسرحية الهاوية؟
هذا ممكن، اذا حظيت الجامعة بالمكانة التي تستحقها، على غرار الجامعات الرياضية، نظرا لاهميتها، اذ انها اليوم تضم حوالي 250 جمعية مسرحية اي ما يعادل 3000 مسرحي ومبدع، وبالتالي فمن الضروري ان تكون الجامعة الهيكل المسؤول عن هذه الجمعيات ماديا وتنظيميا، من خلال تمكينها من التمويل الخاص لمسرح الهواية، مع فرض النزاهة والشفافية والقدرة على التسيير، والمراقبة الادارية المستمرة، ولتتمكن ايضا من ايجاد الحلول للاشكاليات المتعلقة بفضاءات العروض، والتي لم تقف الى اليوم عائقا امام انشطتنا...
• ماهي انتظاراتك من وزير الثقافة الجديد الدكتور محمد زين العابدين، وهل تعتقد ان بامكانه حلحلة عديد المسائل العالقة، والمتعلقة بالخصوص بواقع مسرح الهواية؟
ما ننتظره اليوم من وزير الشؤون الثقافية الجديد، ان يكون اولا مختلفا ايجابيا عن سابقيه، من حيث الوفاء بالوعود، واهتمامه بمشاغل اهل القطاع لاسيما بالمناطق الداخلية، والتصدي لمختلف مظاهر البيروقراطية البغيضة وإعطاء صلوحيات أكثر للمسؤولين الجهويين عن القطاع الثقافي واعادة النظر في بعض التشريعات والقوانيين لاسيما المتعلقة منها بالتمويل العمومي للجمعيات، وايلاء الاهمية اللازمة لقطاع مسرح الهواية الذي يمر بعديد الصعوبات، اما عن امكانية حلحلته لعديد الملفات الحارقة فنحن لا نشك في ذلك كما ان هذا الامر يمكن ان يتحقق بتمكين الحكومة وزير الشؤون الثقافية من مدة كافية للاضطلاع بهذه المهام...
لنتحدث الان عن استعددات الجمعية لتنظيم الدورة الجديدة لمهرجان الوفاء لمسرح الهواية؟
الدورة الثالثة لمهرجان الوفاء لمسرح الهواية سيكون موعدها من 11 إلى 17 نوفمبر بمركز الفنون الدرامية والركحية الذي يعد الفضاء الوحيد بالجهة لمثل هذه التظاهرات في ظل تاخر اتمام اشغال المركب الثقافي ابن منظور والنقص في المؤسسات الثقافية بالجهة على غرار سيدي أحمد زروق رغم اهمية المؤسسات الجامعية وايضا حي النور والقصر ولالة، وسيتضمن برنامج الدورة والى جانب العروض المسرحية لعديد الفرق المسرحية من جهات الجمهورية ضمن المسابقة الرسمية، التربص التكويني والندوة الفكرية وتكريم المبدعين وايضا العرض الفرجوي التنشيطي، ونامل ان تساهم شركة فسفاط قفصة في دعم المهرجان الذي ماكان له ان يتواصل لولا دعم المندوبية الجهوية للثقافة والمجلس الجهوي للولاية ومساهمة كل من اتصالات تونس والشركة الجهوية للنقل القوافل، كما نامل ايضا ان لا يتواصل غياب وتجاهل القنوات التلفزية العمومية والخاصة لهذا المهرجان شأنه شأن بقية المهرجانات والتظاهرات الثقافية الاخرى...