ومن خلال خبرته كمدرس وعبقريته كفنان متكامل، قام بدمج الفلسفة والفن، وتجاوزت أعماله حدود الفهم التقليدي لتقديم تجربة بصرية وفكرية فريدة من نوعها.
تجد لوحة الحركة العبثية جذورها لدى بن عمران في أعماق الفكر الفلسفي، مستلهمًا مفاهيم الوجودية والعدمية وعبثية الوجود، حيث سعى إلى ترجمة هذه الأفكار المعقدة إلى شكل ملموس وسهل الوصول إليه من خلال الرسم من خلال المفاهيم والأفكار الفلسفية. ويستكشف شكري بن عمران مجموعة متنوعة من الأفكار المعقدة في عمله، من عبثية الحالة الإنسانية إلى البحث عن المعنى في عالم فوضوي، فكل عمل مملوء بتأملات عميقة إستفزازية، ويعمل فنه كمرآة للروح الإنسانية، حيث يواجه المشاهدين بأسئلتهم الوجودية الخاصة.
ما يميز لوحة العبث هي خصائصها التقنية والبصرية الفريدة، حيث غالبًا ما تتميز أعمال شكري بن عمران بتركيبات تصويرية ذات ألوان داكنة مع بعض الأشكال المجردة، وكل ضربة فرشاة مليئة بالعاطفة والرمزية.
ويسلط بن عمران الضوء على الروح التشكيلية المنفتحة ونهج فني متنوع كما يبدو أنه يجرب ويدمج تقنيات الرسم الكلاسيكية والحديثة والمعاصرة في أعماله، ليخلق أسلوباً انتقائياً وفريداً من نوعه.
و يُظهر هذا النهج المتنوع والشامل للتقنيات الفنية ثراء وتنوع تعبيره الفني حيث تتميز لوحاته بمزيج من الشخصيات الإنسانية الواقعية والجوانب المجردة، المزخرفة أحيانا بالخربشات، ويمكن لهذا المزيج من العناصر الواقعية والمجردة أن يخلق تباينًا بصريًا مذهلاً ويدعو المشاهدين إلى تفسير الأعمال بطريقة شخصية وذاتية.
توحي الألوان الداكنة ذات المعنى المستخدمة في أعماله بعمق عاطفي ورمزي، مما يضيف بعدًا إضافيًا لفنه. يبدو أن كل عنصر من عناصر لوحات شكري بن عمران مدروس بعناية ومتقن، مما يعكس تقنية ناضجة وتأملات عميقة ليبدو كأن منهجه الفني يتطلب دقة كبيرة لكل عنصر بصري، مما قد يؤدي إلى أعمال معقدة وغنية بالمعنى.
ولعله من الممكن القول أن لوحات شكري بن عمران وكأنها نتيجة لاستكشاف فني متعمق وتأمل مكثف، مما يدعو المشاهدين إلى الانخراط في أعماله بطريقة تأملية وتحليلية تجبرهم على الانغماس في عالم من التفسيرات المتعددة. ومن الأكيد أن تأثير بن عمران وعمله في تحدٍ للأعراف الفنية الراسخة، فتح آفاقًا جديدة للتعبير الإبداعي والبحث الفلسفي ليمكننا القول أن شكري بن عمران هو أكثر من مجرد رسام، إنه مفكر ذو رؤية تتجاوز أعماله حدود الفن التقليدي، فمن خلال لوحته للحركة العبثية، يدعونا إلى إعادة التفكير في علاقتنا بالوجود واستكشاف أعماق العبثية الإنسانية ليبقى إرثه بمثابة شهادة على جرأة وبراعة الروح الإنسانية.