افتتاح «ركن الفنون» بالمعهد الثانوي المقايز بالهوارية: «نحن هنا» و هناك وفي كل مكان لنشر ثقافة المواطنة والنضال بالفنون

نحتاج الفنون ليكون صغارنا أفضل، كل الانشطة الثقافية هي عنوان امل عند التلميذ ورمز لنجاحه، نريد ان يكون المعهد قبلة للحياة وللحلم لا للدراسة فقط، نريد لابناء ارياف تونس ان يشعروا انهم جزء من هذا الوطن وليسوا مقيدين بنظام تعليمي فقط» هكذا قال السيد

محمد علي كمون مدير المعهد الثانوي زاوية المقايز أثناء افتتاح «ركن الفنون» بالمعهد.

ركن الفنون قاعة جد انيقة وجميلة تندرج ضمن مشروع «نحن هنا» الذي تشرف على انجازه جمعية «فني رغما عني» بالشراكة مع وزارة التربية، مشروع اساسه انجاز قاعات للفنون في المؤسسات التربوية لتوفير فضاء يكون حاضنة ابداع لأبناء الجهات، مشروع يهدف الى نشر ثقافة حب الحياة اينما و ليت و جهك ، فنحتن هنا عنوان للمقاومة بالفنون على حد تعبير سيف الدين الجلاصي «رئيس جمعية فني رغما عني».

ركن الفنون... انامل بلال روايحي منسق المشروع اذهلت الحضور
من حمام الانف إلى سليمان، ثم المرجى فبير مر وة فالنشع ثم زاوية المقايز من معتمدية الهوارية ولاية نابل، على الطريق الوطنية يوجد المعهد الثانوي بزاوية المقايز، هناك دشنت قاعة الفنون احتفالا باليوم العالمي للمربي وفي اطار مشروع «نحن هنا».

اللون الازرق يزين القاعة من الخارج، قاعة قبيل اشهر كانت «دبو» واليوم هي أجمل قاعات المعهد، في الخارج زينت بالازرق السماوي ورسم على جدرانها رمزا لنوتات الموسيقية ا زرق تماهي مع زرقة السماء و البحر غير البعيد وكان بالرسام يريد للتلاميذ أن يحلموا منذ التفكير في دخول القاعة.

في الداخل طليت الحيطان بالأخضر الكستنائي، لون يصبح اجمل مع انعكاس اشعة الشمس، ووضع على الحيطان «مكتبات» صنعت من النوافذ المهملة، مع رسم كبير للبيانو، باللونين البرتقالي والأخضر ممازجة بين اللونين بدت جد صعبة ولكنها ممتعة، الى يمين الزائر صورة لعازف بوق، حين تتأمل في الصورة تشعر انه يعزف حقا تشعر و كأنه سينهض ويطلب منك ا ن تشاركه العزف والرقص ربما، ثم صورة لرجلين وكأنهما انتفضا من الرماد و نهضا ليشجعا التلاميذ على الإبداع ركن الفنون جسدان منفصلان وراس واحد ومجموعة من النوتات الموسيقية المتطايرة هي دعوة للإبداع للعزف للغناء وللذوبان في حب الحياة، قاعة دام انجازها شهير ونيف، قاعة مذ دخولها تشعر بقدسيتها و جمالها تشعر بضحكات من انجزوا القاعة وتشاهد تعبهم في الرسوم، تشعر بجلالة ما قدموه طيلة شهر وهم منكبين على تزيين القاعة وجعلها مختلفة عن بقية القاعات وذات خصوصية تختلف عما انجزوه ضمن مشروع «نحن هنا».

رسومات من اعداد عمر الورتاني، رامي زيدي ، سيف الدين الجلاصي، ركن الفنون جد انيق عكس اناقة افكار الرسام بلال روايحي منسق المشروع الذي اصبحت تهابه الحيطان البيضاء فكلما كان الحائط قديما ومهملا إلا وجعل منه صورة جميلة تتغنى بالحياة.
ركن الفنون بكل رسوماته وكأنه دعوة للحلم دعوة للجمال وكان بقائل يقول للتلاميذ ابدعوا تنفسوا الفنون اعشقوا المسرح واحلموا مع الموسيقى وابحثوا عن التجديد في كل الفنون مادام هناك فضاء يجمعكم وأساتذة يساعدونكم لتبدعوا .

قنطرة...اين حق المثقف والمبدع والتلميذ اين حق المواطن.
بالفن تفتك الحقوق وبالفن تتم تعرية المسكوت عنه، بالمسرح توجه اصابع الاتهام الى المنظومات والنظم السياسية و السياسات الخاطئة للبعض تجاه العديد من المواضيع.

وأمام عبد الباسط بن حسن ورجاء بن سلامة ومندوبة التربية بولاية نابل وتلاميذ المعهد الثانوي زاوية المقايز قدمت مجموعة «فني رغما عني» عرض قنطرة، وهو عرض من تمثيل اميمة عرفاوي وعمر ورتاني و رامي زيدي و وفائي النباوي، انتاج فني رغما عني 2016 واخراج سيف الدين الجلاصي.

ثلاثة اشخاص يلبسون أكياسا يتوسطون الساحة، موسيقى صاخبة موجعة وكأنها الام الولادة، تتحرك الاجساد المقيدة تحت الاكياس لتتحرر وكأنها لحظة ولادة الانسان جميعهم سواسية، ثم تتغير الموسيقى وتختلف ا لحركات تماما كما الانسان جميعنا نولد نصرخ وجميعنا نشبه بعضنا لحظة الولادة ثم يكون الاختلاف.

قنطرة، طرحوا ثلاث مسائل اساسية هي التربية والثقافة والمواطنة، تحدث الممثلون عن الاعتداءات التي تعرض لها الفنانين ذات يوم، حديث وكأنه بين سجّان وسجين، أو محقق يحقق في تهمة “الفن”، حينها يتحدث المتهم عمن تعرضوا للاعتداء في شارع الحبيب بورقيبة، عن الذين تعرضوا لهجوم السلفيين في الكاف اثناء عرض “جهنة” وعمن حطمت آمالهم يوم هوجموا في شارع الحبيب بورقيبة يوم غزوة المنقالة، هنا يصبح الفن تهمة، تهمة يريد ممتهنوها اثباتها وكأنهم يقولون نعم نحن فنانون، نعم نريد ان ننشر الثقافة و نغني للحياة نعم نريد ان نصدّع رؤوسكم بالموسيقى و نقلق ظلامكم بألوان زاهية ولوحات الوانها جميلة.

من الثقافة الى التربية وحديث عن المشاكل الكثيرة التي يعاني منها قطاع التربية والمؤسسة التربوية، حديث عن ألم من يقطعون الكيلومترات للوصول الى المدرسة، عمن ينامون جياعا في المبيتات لان الطعام المقدم رديء والوضعية الصحية غير ملائمة، عمن يحلمون ولكن الطلبات الكثيرة قد تحطم أحلامهم حديث عن اطفال القيروان وتحديدا حالات الانتحار عند الاطفال، لماذا يقبل الصغير على انهاء حياته؟ الهذا الحد يكون الفقر قاسيا جدا؟.

الموضوع الثالث هو حقوق المرأة، ففي العمل المسرحي اشارات الى انتهاك حقوق المرأة والمشاكل الكثيرة التي تتعرض لها المر أة التونسية رغم وجود الكثير من القفوانين التي تحميها.

قنطرة عمل شد انتباه تلاميذ زاوية المقايز و اساتذتهم، ن قد موجع لمظاهر ونعايشها، انتقاد لآلام تسكن المجتمع ربما سهى عنها البعض ليذكّر بها ابناء «فني رغما عني» ومن اتخذوا مسرح الشارع وسيلة للنضال.

وأكد سيف الدين الجلاصي رئيس جمعية «فني رغما عني» ان “قنطرة” هو قافلة فنية عرض عمره ستة اشهر، عرض انطلق من الورشات التي كانت مساحة للحلم نحو فرصة إبداعية تحتضن شعارات تؤمن بالاختلاف مع الآخر والتسامح والتعايش السلمي و توّج المعسكر بقافلة فنية حقوقية.

“قنطرة” هو جسر بين الفنون والمواطنة وهو مختبر فني وحقوقي لتبادل المعارف والخبرات والمهارات بين حوالي 30 شابا وشابة من مختلف الولايات

“قنطرة” مشروع مسرح الشارع به تتحد الفنون والمواطنة فوحدها الفنون قادرة على إيصال الرسائل والشيفرات والمطالبة بالحقوق المنهوبة:
بالفنون أيضا يكوّن الشباب سياسيا ومعرفيا فيكونون أقرب إلى الحياة العامة.

“قنطرة” هي تاكيد على أهمية الفنون في اكتساح الفضاءات العامة وقدرتها على التأثير في الشباب ولانخراطهم في مشروع إصلاح وطني يقوده الشباب واحتفالا باليوم العالمي للمربي في الهوارية قدمت «قنطرة».

أبناء الارياف قالوا نعم نحن مبدعون
المعهد يقع خارج المدينة ان صح التعبير لان زاوية المقايز تقريبا منطقة ريفية يطغى فيها الريف على المدينة، هناك حيث لا يوجد لا دار ثقافة او شباب او نادي فنون عادة ما تكون المؤسسة التربوية هي الحاضن الاول لإبداع التلاميذ والملاحظ ان المعهد الثانوي زاوية المقايز يقدم لأبنائه ثمانية نواد منها العلمية والأدبية والفنية وكل النوادي يشرف عليها اساتذة ا قتنعوا بأهمية الثقافة في مصالحة التلميذ مع المؤسسة ا لتربوية وخاصة في المناطق الريفية التي تفتقر الى وسائل الترفيه والتثقيف.

مجموعة من الاساتذة اجمعوا على اهمية الثقافة عند التلميذ لانها تضمن توازنه النفسي والنوادي وسيلة من وسائل اشباع نفس التلميذ وعقله.

الجولة في مختلف النوادي ومشاهدة ما قدمه التلاميذ من اعمال مسرحية وغنائية وقراءات شعرية وطريقتهم المحترفة في تنظيم التظاهرة وتوزيع الادوار بينهم وانتقاء لجنة تشرف على الضيوف وغيرها اكد قدرة هؤلاء الاطفال على مجاراة نسق التظاهرات وقدرتهم على التميز والابداع، تلاميذ عشقوا الفنون وانخرطوا فيها ليقدموا لأساتذتهم باقة من الابداعات علها تزهر في ريف بعيد .
هنا في الهوارية لأبناء المعهد قاعة جد انيقة، قاعة لن تكون مجرد حيطان بل فضاء ستقدم فيه الجمعية مجموعة من الورشات والتظاهرات، ستقدم لأبناء المعهد جرعة من الموسيقى والمسرح وقدموا أعمالا تؤسس لفعل ثقافي تربوي حقيقي.

 

عبد الباسط بن حسن (رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان)


في حديث عن قاعة الفنون قال عبد الباسط بن حسن ان التظاهرة مبادرة هامة تضيف فضاء جميلا لمواجهة خطر الارهاب فكلما نفتح فضاء جديدا للثقافة والإبداع كلما نحرر طاقات وإبداعات يحتاجها المجتمع، كلما مررت من هذا الطريق ارى معهدا جميلا في منطقة جميلة، معهد يشع على كامل المنطقة واضاف انه درس في الوطن القبلي في زمن كان المعهد اهم فضاء للثقافة، المدرسة فضاء للتعليم والتثقيف و فضاء الدعم الاجتماعي والنفسي للتلاميذ» على حد تعبيره.
مشيرا ان المدرسة فضاء يبث الثقافة من خلال النوادي المدرسة و يلعب الدور الكبير وينشر الثقافة السياسية ثقافة المواطنة وحقوق الانسان واكد ان في مشروع الاصلاح التربوي يريدون ان تعود المدرسة الى المجتمع و ان يعود المعهد في جوهر المجتمع والقاطرة التي تسحب قاطرة كل الاصلاحات التي تشمل المجتمع التونسي.

 

محمد علي كمون (مدير المعهد الثانوي المقايز)


في تصريح لـ«المغرب» أشار محمد علي كمون مدير المعهد الثانوي المقايز ان انجاز القاعة كان بالشراكة مع جمعية «فني رغما عني»، مجموعة من الشباب المتطوع و القاعة كانت مهجورة اليوم اصبحت فضاء للنشاط الثقافي و للتدريس ايضا في عروض الفيديو والوثائقيات.
واضاف محدثنا انها ستكون تشجيعا لتلاميذنا خاصة في منطقة ريفية تفتقر الى كل مقوما ت النشاط الابداعي «فهنا لا وجود لدار ثقافة او شباب او نادي ثقافي» المعهد يكون هو فضاء يبدع فيه التلميذ ونعرف ان كل الفنانين خرجوا من النوادي الثقافية فالبذرة الاولى للابداع تغرس هنا في ا لمدرسة او المعهد.
وأكد محمد علي كمون ان انجاز قاعة للفنون او بعث نواد ثقافية لا يتطلب الكثير من المال بقدر ما يتطلب ارادة وإيمانا بما نقدم ، «تنجم تحت زيتونة تعمل ابداع» و صغارنا في حاجة الى هذا الفضاء ليبدعوا...
وختم بالقول ان النشاط انطلق من العام الفارط بوجود8 نوادي واليوم سنضيف ا لنوادي العلمية لمزيد تنمية قدرات التلاميذ وبالنوادي سيحلق تلاميذنا في سماء التميز والإبداع.

هوامش:
• للمرة الاولى في تظاهرات منجزة يكون التلاميذ هم منظموا التظاهرة والمشرفون على كل الجزئيات والأساتذة والمدير ضيوف على تلاميذهم.
• رجاء بن سلامة مديرة المكتبة الوطنية وعدت بتزويد المعهد بمجموعة من الكتب التي قد تساعد التلاميذ على تطوير ذواتهم
• مستشار و زير التربية اكد انهم سيدشنون نواة مكتبة بالمعهد الثانوي زاوية المقايز وستتولى وزارة التربية تقديم الكتب والمراجع.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115