افتتاح الدورة الحادية عشرة لموسيقات: «تحت قبة دار البارون ديرلانجي...تتجسّد قدسّية الموسيقى

الموسيقى لغة الشعوب قادرة على توحيد البشر و ان اختلفت أديانهم وعقائدهم ومسمياتهم وهويا تهم فالموسيقى بنغماتها الرقيقة و ألحالنها الساحرة لها القدرة على تفتيت كل الانتماءات وبناء دين واحد و هوية موحدة وانتماء اوحد هو الانسانية، وللإنسانية تشكلت فسيفساء موسيقية زينت قبة دار البارون ديرلانجي ورحلت بالجمهور الى الاندلس.

فسيفساء موسيقية هو عنوان العرض الذي افتتح تظاهرة موسيقات في دورتها الحادية عشرة ، فسيفساء من النغمات الاندلسية تجولت بالجمهور في اسبانيا والجزائر والمغرب وتونس مرورا بالبرتغال.

الموسيقى سيدة الازمنة والامكنة
تجملت كأجمل ما يكون، نغماتها كضحكة طفلة صغيرة تلاعب فراشات الربيع وتلاحق وريقات الاشجار المتطايرة، قيثارة الاسبانيAlfonso limares افتتحت الدورة الحادية عشرة لموسيقات مع موسيقى الفلامنكو، نغمات راقصة امتعت جمهور القصر الفريد، قصر النجمة الزهراء ، نغمات القيثارة الساحرة غازلتها رقة الناي بنغمات أشد رقة وأكثر شجنا، عزف هادئ يمتع الاذن ويشرح النفس، اما الكمنجة فصمتت لمدة عشرين دقيقة ثم تحدثت بأجمل النوتات لتصمت كل الالات وتستمع لعزفها ور قتها وكأنها صورة لتفتح ورود الربيع قبيل الفجر وصوت لهسهسات الموج غير البعيد عن المكان ، وللعود سيد المكان المالوف حضوره فهو الذي تغنى بالمالوف التونسي وافتك مكانته ايضا ليقدم اجمل النوتات و يبدع سفيان الزايدي في العزف على العود.

للإيقاع حضوره ايضا في فسيفساء موسيقية، عزف انيق و هادئ أحيانا وصاخب حينا آخر، نغمات وطريقة عزف جد مميزة صحبتها نشوة عازف مستمتع بنغماته ومتماهي مع موسيقاه، عازف الايقاع لطفي صوة الذي كان كنجمة تلألأت في سماء العرض، عازف تونسي اثبت انه من طينة الكبار، جل العروض التي عزف فيها كانت مميزة وفي كل عرض يثبت انه عازف انيق و له قدرته الخاصة على شد انتباه المتفرج، عازف تونسي يؤكد ان «تونس ولاّدة».

وتميز الحفل بمقاطع موسيقية آلية وغنائية من التراث المغاربي ذي الاصول الاندلسية مع تسلسل مدروس من اكتشاف هذا التراث وتنوعه ووحدته في الوقت نفسه، في قصر البارون ديرلانجي كان اللقاء مع الموسيقى المميزة وتطويع بعض الاغاني لتقديمها مع نغمات القيثارة والايقاعات الصاخبة أحيانا انطلقت الجولة مع القيثارة من بلاد الفلامنكو اسبانيا وتجول المتفرج مع النغمات في ربوع بلاد الاندلس استمتع بعمارة غرناطة مع النغمات اكتشف قصورها ومعمارها وموسيقاها وكأنه يستمع لزرياب يعزف في احدى القصور الملكية.
ثم الى طنجة وجولة في المغرب مع اغاني مالوف قدمتها عبير العابد ، فرحلة الى قسنطينة، المدينة الجسور المعلقة المدينة التي تخلب لبّ كل من يزورها و كل من زارها من ادباء تحدثوا و استفاضوا في وصفها ومن ثمة تونس الغنية بالموسيقى و التراث ، سهرة كانت جد قدسية، تغنت بالإنسانية، بالحياة بالجمال في فضاء جد جميل.

تراث واحد وان اختلفت اللغة واللهجة
في قصر البارون ديرلانجي كان الموعد مع عرض «فسيفساء موسيقية أندلسية»، وهي ثمرة عمل فني جمع موسيقيين من المغرب العربي، على غرار الفنان التونسي سفيان الزايدي المعروف بأدائه المقنع لاغاني المالوف مع حضور لعبد العزيز الشريف و عطيل مناعي و عبد القادر الحاج قاسم ولطفي صوّة، ومن ا لمغرب عبير العابد صاحبة الصوت السحري وحمزة عمراني ومن الجزائر أمين الخطاط الذي قدم المالوف القسنطيني ، ولمياء آية عمارة من الجزائر فنانة صوتها جد ممتع، في فسيفساء موسيقية قدموا عدة اغاني تونسية و مغربية وجزائرية وكان ا لاختتام مع ا غنية «تحت الياسمينة في الليل» اغنية تجاوب معها جمهور النجمة الزهراء وجمهور موسيقات.

عرض فسيفساء موسيقية قال عنه الفنان سفيان الزايدي أنه فرصة لاجتماع فنانين مختلفي الجنسيات ولكن توحدهم النغمات وتجمعهم الموسيقي والحس الفني للأندلس.

عرض فسيفساء موسيقية كشف عن تماهي غريب بين العازفين والفنانين الذين اجتمعوا في اقامة موسيقية ليقدموا للجمهور أجمل اغاني المالوف، عرض أكد أن اللهجة واللغة لا يمثلان عائقا امام تقارب الشعوب أو الجنسيات فالموسيقى تطمس كل الاختلافات وتجمع الكل في باحة الحياة.

وتتواصل عروض «موسيقات» الى غاية 22اكتوبر لتقدم خلالها عروض من مختلف دول العالم عروض تتغنى بالموسيقى التقليدية وتراث كل بلاد، عروض تؤكد ان موسيقات هو من المهرجانات القليلة في تونس التي لديها توجه فني خاص بها يتمثل في الاهتمام بالموسيقات التقليدية واستضافة فرق موسيقية من مختلف بلدان العالم، عروض تستحق ان تكون في فضاء اكبر وامام جمهور ا كثر عددا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115