للنشر وذلك في شهر فيفري 2016 «المغرب» اتصلت بالروائي سلمان زكري وتحاورت معه.
• هل لك أن تعرف القارئ بشخصيتك؟
سلمان زكري من مواليد صفاقس 21 ماي 1990 ,متحصل على اجازة تطبيقية في اعلامية التصرف من المعهد العالي لادارة الاعمال بصفاقس, خضت تجربة عمل في جزيرة جربة في شركة اشهارية سنة 2015 و هناك قمت بكتابة رواية «وصال».
• هل سبق أن أصدرت عملا أدبيا قبل رواية «وصال»؟
«وصال» هي الباكورة وهي العمل الاول.
• ما هو موضوع الرواية ؟
عموما يمكن القول أن «وصال» رواية اجتماعية عاطفية، فهي تحاكي واقع الشباب التونسي الحالم بالحرية والكرامة ككل شباب العالم، وتجري أحداث الرواية في شوارع العاصمة التونسية وضواحيها على خلفية ما شهدته جهات سيدي بوزيد والقصرين من أحداث عقب إقدام محمد البوعزيزي على حرق نفسه، وهي تجربة تتحرك بين الواقع الفعلي والواقع الافتراضي في الداخل والخارج تأثيرا وتأثرا بالأصداء المنبعثة من أقبية السجون وعذابات المنافي. وفي غمرة هذه الأحداث تطفو شبكة معقدة من العلاقات الاجتماعية والعاطفية بين شخصيات الرواية فتزيد القريب بعدا والبعيد قربا.
• ما هي الفكرة الرئيسية التي تعالجها؟
«وصال» الفكرة هي رواية تحكي قصة طفل ضاعت منه طفولته بين أرصفة الشوارع وأحداثها. طفل ساقته الأقدار إلى معايشة مسؤوليات الكهولة جراء الفقر والحرمان. أما «وصال» التاريخ فهي الطفولة النائمة في أعماق كل كهل ترغمها بشاعة الواقع وقسوته على اليقظة بين الفينة والأخرى لرتق الفتق بين الحلم والحدث الواقعي. «وصال» متعة اللقاء ولوعة الفراق في ظلمات الواقع القمعي وأنوار النفس البشرية الحالمة بغد أفضل. تلك هي بعض المفارقات التي حيكت منها فصول الرواية التي تقلبت فيها حياة الطفل وصال حتى تبلغ حدا يكتشف معه أن ألد أعدائه هو أحب الناس إلى قلبه. وبين هذه المفارقات تنكشف حقائق الواقع العميق الموجهة للأحداث التي تطفو عل سطح الحياة اليومية وتتناقلها وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي بكثير من التشويه والتزييف أحيانا. لذلك لا تقيم
رواية «وصال» تقابلا بين القوة والضعف بل تحمل قارئها على معاينة ضعف الأقوياء وقوة الضعفاء في كل ردهات الصراع بين دعاة التغيير ورعاة التبرير. «وصال» ماض لم يمض ومستقبل لم يقبل، إنها الحاضر الذي يأبى الحضور في ثنايا الواقع وطيات دروبه المقفرة. إنها الدمعة التي تداعب وجنة الطفل الحزين وتنتظر اليد الرحيمة التي تمسح الحزن وتشيع الفرح والابتسامة. إنها صحوة الضمير الإنساني الذي أصابه الوهن بفعل حسابات المصالح والرغبة في نيل الامتيازات. صحوة ضمير يروم وضع حد لتداعيات الرذيلة بالعقد المتأخر مع الفضيلة حتى يعود الحق المسلوب لأصحابه. هكذا يبدو وصال طفلا وشابا وكهلا وشيخا، يقظا تارة ونائما تارة أخرى. «وصال» صنعته الأحداث التي يريد إعادة صنعها من عجين آلامه وآماله في رواية تؤرخ للحظة فارقة في تاريخ شعب ذاق مرارة الاستبداد ولم يستسغ بعد طعم الحرية. وصال طفل يولد كل يوم ولادة قسرية لا يعرف معها لنفسه ميلادا يفاخر به أترابه. ولادة ترغمه على أن يكون حيث يريد أو لا يريد».
ما يمكن ملاحظته أن نسبة المغامرين في عالم الكتابة من اختصاصات و تكوين بعيد عن الأدب و في سنواتهم الأولى من الشباب تزداد رقعتها في الساحة الإبداعية ببلادنا و هو ما يبعث على ضرورة تشجيعهم و حثهم على مزيد البذل و العطاء دون أن نضخم أعمالهم ونشبعهم بالألقاب على اليمين وعلى اليسار .