أمس باليوم العالمي للمربّي، يوم عالمي يكرم ذاك الذي قيل عنه «كاد المعلم ان يكون رسولا» هو رسول الحب رسول الامل رسول ينشر تعاليم دين جديد اسمه الانسانية والمثابرة.
المربي هو من علم الطبيب ليكون طبيبا هو من علّم المهندس ليصبح مهندسا هو من علّم الجندي حب الوطن ليتطوع لافتداء الوطن بروحه ان تطلب الامر هو من ضاحك ذاك الذي اصبح موسيقارا يقدم اجمل الالحان والنغمات التي تتغنى بالسلم، ثقة المعلم هي من جعلتك
صحفيا محترما له أراؤه ومواقفه يهابك الساسة ويحترم المتفرج رأيك، جرأة المعلم دفعتك لتكون نقابيا شرسا تذود عن مطالب العمال، رقة المعلم وتشجيعه وجهتك لتصبح فنانا رقيق الاحاسيس ومبدعا هادئا له طابعه الخاص.
في وطني المربي هو السند الاول للطفل فمعه يقتسم عذاب الطريق ومتعة الذهاب الى المدرسة، معه يقتسم مشقة البعد ومتعة الدروس وتعب السهر لتقديم مادة دراسية وترفيهية لصغار حرمتهم سياسة الدولة من حقوقهم، الى المعلمين في كل ربوع هذا الوطن كنتم سند الطفل ولا تزالون كذلك، كنتم امل الصغير وستظلون رمز حلمه، فمن منا لم يتأثر بمعلميه في الصغر، من منكم لم يلعب لعبة المدرسة وغضب حين لم يتحصل على دور المعلم، من منا لم يحلم في سنوات دراسته الاولى ان يكون معلما ينير العقول و القلوب ويوزع الحلوى على الاطفال.
الى سيدي وآنستي داخل ربوع هذا الوطن الصغير الى من يقاسم الصغير ضحكته ودمعته، الى من يمشون وتلاميذهم الكيلومترات ليقدموا دروسهم وليقوموا بواجبهم المهني والإنساني الى من اختاروا ايام العطل والآحاد لممارسة أنشطة ثقافية وانكبوا على العمل في تزيين المدرسة ومحيطها لتكون اجمل ويقبل التلميذ على دروسه بطريقة أفضل الى من يزور «العطاّر» اسبوعيا لاقتناء الحلوى لتقديمها الى الصغار كهدية يومية، الى من ادخلوا على الاطفال ضحكة صادقة رغم قسوة الظروف الى المربين الصادقين نقول شكرا لانكم قنديل ينير عقول صغار هذا الوطن.
سيدي وانستي، المعلمون في هذا الوطن ومعلمي اجياله اليكم يا من خبرتم الفيافي صحبة تلاميذكم وتعلمتم التضحية من اجل ان ترسخوا مجرد حرف أو معرفة في ذهن الناشئة، دمتم بخير ودام اشعاعكم ومحبتكم لصغاركم، دمتم رسلا للجمال والحب ودام اهتمامكم بصغار لا يعرفون غيركم دليلا ليكونوا أفضل الى مربيي الوطن وخاصة من يعانون مشقة التنقل الى مدارسهم، الى الصادقين النزهاء علمتمونا التضحية والمثابرة وآن الأوان لنرد لكم الجميل فشكرا لكم لأنه لولاكم لما كنا.