وفي هذا الاطار تستعد مدينة ماجل بلعباس من ولاية القصرين لعرس ثقافي ينقسم الى جزءين الاول تظاهرة كبرى تتواصل لمدة اربعة ايام بخصوص مسرح الشارع والثاني افتتاح اول فضاء ثقافي خاص سيحمل اسم الهة الجمال فينوس ليتعهد الفضاء بابتسامة لكل مواطن، هناك في منطقة حدودية ستحرس فينوس الاطفال وتحثهم ليقبلوا على الحياة بابتسامة.
مهرجان ام اكتساح ثقافي
«ابتسامة لكل مواطن» هو الاسم الذي اختاره المسرحي بلال علوي للمهرجان الوليد في مدينة ماجل بلعباس من ولاية القصرين، ماجل بلعباس المدينة الرومانية التي كانت منطقة عبور بين قبصة «قفصة» و تبسة الجزائر، ففي ماجل بلعباس بقايا من الحضارة الرومانية تعود الى النصف الثاني من القرن الرابع ميلادي بالإضافة الى انها المدينة الوحيدة التي لا تزال بها بقايا لشجرة «البطومة» المزروعة منذ العهد الروماني فماجل بلعباس مدينة لها تاريخها الحضاري ولها ارثها الثقافي وهي مدينة الشاعر والمنالضل علي بن عمر بن عياد الدغباجي الذي شارك في ملحمة سيدي عيش.
في ماجل بلعباس مجموعة من التظاهرات الخاصة بالفروسية على غرار مهرجان سيدي بوضياف ومهرجان الفستق.
وتعيش المدينة على وقع التحضير لعرس ثقافي اخر او اكتساح ثقافي لمدينة صامتة ستتزين بكل انواع فنون الشارع ايام 20 و 21 و22 و23 اكتوبر مع الدورة الاولى لمهرجان مسرح الشارع، مهرجان حمل اسم ابتسامة لكل مواطن لأننا «نريد ان ننثر الابتسامة على الجميع، نريد للتظاهرة ان تكون (عرس ثقافي حقيقي)، وفرحة لأطفال المدينة وشبابها، نحن الفنانين نعمل لنرسم البسمة على وجوه ابناء مدينتنا» كما قال المسرحي بلال علوي مدير المهرجان في دورته الاولى.
وسيكون لمدينة ماجل بلعباس موعد مع افتتاح استثنائي فأكثر من 25 مجموعة شبابية عبّرت عن رغبتها في المشاركة في افتتاح المهرجان وحسب البرنامج الاولي سيكون اللقاء يوم 20 اكتوبر بداية من العاشرة صباحا في ساحة الشهداء مع الكلمات الافتتاحية لكل من مندوب الثقافة بالجهة ومعتمد ماجل بلعباس و سيف كريبي عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان (فرع القصرين)، ثم انطلاق رسمي للمهرجان مع زخم من العروض المسرحية والتنشيطية ستجوب شوارع المدينة لتحييها من صمتها ولقاء مع
جمعية بارادوس للمسرح بفريانة والمعهد الجهوي للموسيقى في عرض موسيقي و عرض تنشيطي لمجموعة happy kidsللاطفال فاستعراض لجمعية «النمور للتايكواندو» بقيادة المدرب الطاهر اللطيفي، وعرض تنشيطي يقدمه ابناء المركز الدولي للفنون المعاصرة، و عرض راقص مع مجموعة scary flight crew و عرض للسلام.
كما ستخرج الحيطان البيضاء من صمتها وتتجمل بأزهى الالوان والشعارات المنادية بالحق في الثقافة مع غرافيتي للفنان محمد رحموني، وللفنون التشكيلية حضورها في اليوم الافتتاحي مع معرض لجمعية فنون بلا حدود فعودة للموسيقى مع الة القيثا رة الرقيقة ولقاء مع La rosa band.
وتتواصل التخمة الفنية في اليوم الاول مع عرضين مسرحيين الاول “صعاليك” لجمعية الشهاب المسرحي ماجل بلعباس ، والثاني “تاجر االبندقية” لشركة فن الحياة القصرين.
وللأحياء حضورها في مهرجان مسرح الشارع و تقدم هيئة المهرجان ابتسامة لاطفال الاحياء ففي اليوم الثاني يكون الافتتاح مع عرض تنشيطي بحي الدشرة ماجل بلعباس لجمعية بارادوس للمسرح بفريانة العاب.دمى عملاقة.وموسيقى بلا حدود.
في اليوم الثالث تكون العروض تنشيطية بالحي الجديد مع مجموعة “هابي كيدس”.
وللفن السابع حضوره مع عرض لشريط سينمائي يقدمه حسام هلالي ثاني ايام المهرجان، وعرض مسرحي بعنوان “هزي حرامك” لمحمد حملاوي والاختتام يكون مع عرض موال لوليد الخضراوي.
اربعة ايام تعيش فيها المدينة عروضا متنوعة فأينما وليت وجهك “يجيك الفن”.
الورشات عنوان لفعل ثقافي متواصل
ويقدم المهرجان لرواده مجموعة من الورشات التي من شانها ان تنمي مهارات الطفل او المقبل على النشاط الثقافي عموما ويقدم مهرجان مسرح الشارع في دورته الاولى عدة ورشات ،لان ماتتركه الورشة في نفس المتعلم يكون تأثيره افضل من مجرد العروض ويكون الموعد مع: ورشة في رسكلة المواد البلاستيكية لصنع العرائس تحت عنوان» النظافة عقلية موش بلدية» للاستاذ احمد نصرلي و الاستاذ المسرحي رياض ميساوي، وورشة في الرقص العصري للفنانة اسامة زلفاني، ورشة في الكوريغرافيا لوليد الخضراوي، وررشة في «الكوميدي دي لارتي» لاشرف رابحي، وورشة في فن الممثل يقدمها الطيب الملايكي.
وأكد بلال علوي ان للورشات تأثيرها الايجابي على المتدربين لانها تحفزهم وتقدم لهم مهارات جديدة سيستغلونها حتما في اعمالهم وحياتهم بعد انتهاء التظاهرة.
هذه البرمجة الاولية لمهرجان مسرح الشارع في انتظار تاكيد حضور العروض المدعومة والقرارات النهائية للمسؤولين الذين كلما اشاروا الى القصرين الا واكدوا دعمهم للفعل الثقافي هناك.
فينوس الحلم سيتحقق
القصرين مدينة للفنون، ضمن هذا الشعار سيكون لماجل بلعباس فضاؤها الثقافي الخاص الأول فضاء سيعمل عليه صاحبه ليكون قبلة كل ابناء المدينة ووجهتهم، سيكون فضاؤهم لتقديم عروضهم ويكون لبنة لفعل ثقافي حقيقي يجسد اللامركزية ويحطّم كل القيود التي تمنع نساء مدينتنا من الفعل الثقافي كما قال المسرحي بلال علوي.
فضاء اختار له صاحبه اسم الهة الجمال لفينوس ليكون رمز لجمالية المدينة وفضاء يقدم صورة جميلة عن مدينة حضارية وتاريخية وثقافية مدينة تزخر بالعديد من الطاقات الشبابية المبدعة.
فينوس لن يكون مجرد جدران بل سيكون الوعاء الحامل لرسالة فنية انسانية ، رسالة مسرحيي المدينة وخاصة العمل على برنامج المدارس الحدودية اذ سيكون فينوس النقطة الجامعة لكل الافكار والمبادرات الثقافية التي انجز بعضها ولازال البعض الاخر بصدد التحضير لتظاهرات تتوجه الى اطفال الارياف الحدودية وتقدم لهم الفن وتشركهم في منظومة الفعل الثقافي الحقيقي.
فينوس الفضاء الحلم سيولد كبيرا فمنذ اليوم الاول سيكون افتتاحه بعرضين مسرحيين هما صعاليك وتاجر البندقية، فينوس وكأنه ترسيخ لقولة الشابي «وأعلن الكون انّ: الطموح لهيب الحياة وروح الظفّر، اذا طمحت للحياة النفوس، فلا بد ان يستجيب القدر».
فضاء فينوس للثقافة سيكون الفضاء الوحيد والاول في مدينة بلعباس، فضاء سيجمع شتات ابناء المدينة ويقدم لهم مكان للتحضيرات و التمارين وسيقدم لابناء مدينته فضاء مغاير لدار الثقافة، فضاء تفصلنا ايام عن ولادته، فهل سيتم دعمه لتكون ماجل بلعباس مدينة فنون ايضا وهل سينال الفضاء نصيبه من الدعم المعنوي والمادي ليضمن استمراريته حتى تكون مدن الفنون مدنا حقيقية وليست مجرد شعارات تكتب ثم تنسى او ساحات تدشن وتهمل او تظاهرات تنجز وتنتهي دون ترك الاثر، هل ستنفض فينوس لتقدم ابتسامة لكل مواطن في مدينة ماجل بلعباس.