محطات فضاء مسار: المنظومة التعليمية تعرف مشاكل تتطلّب إرادة سياسية لمعالجتها

احتضن فضاء مسار اخر محطات العام 2016 و عنوان محطة سبتمبر كان «لازم تنوض بكري» تظاهرة ثقافية بخصوص «المنظومة التربوية من اجل تعليم ديمقراطي « محطة قامت على الفن والفكر للحديث عن المنظومة التربوية ومشاكلها وبعض هناتها في الريف والمدينة

و الحديث عن مشاكل تمس المواطن التونسي وتشغل اهتمامه في اطار ثقافي مقاوم ينادي بالحقوق الاجتماعية والمدنية ويقر ان الثقافة وعاء يحمل هموم المواطن وشواغله.
في محطات مسار كان الموعد مع الموسيقى و المسرح والسينما والفكر جميعها فنون اتحدت وتماهت لتقدم الأفضل لصغار اتخذوا الفن مطيتهم للتعبير فمسار هو فضاؤهم ومنزلهم وهناك يتعلمون ابجديات الحياة والنقاش، انتهت المحطات للعام 2016 محطات توجهت الى كل مايشغل المواطن في انفتاح الثقافة على محيطها.

بالفنون تفتك الحقوق
تتواصل محطات فضاء مسار المقاومة للموجود وتتواصل رغبة القائمين عليه في خلق ثقافة بديلة والاقتراب اكثر من الجمهور وخاصة الاطفال من متساكني الاحياء الشعبية القريبة من الفضاء.
في مسار اصبح الفضاء وجهة الاطفال وقبلتهم واصبحوا جزءا من برمجته ونشاطاته فهم الفصل والحكم، لهم يقدم الفضاء مجموعة من الورشات منها السينما والمسرح والكتابة والموسيقى والهدف الاساسي تعليم الاطفال ابجديات المواطنة وتعريفهم على حقوقهم وتعليمهم ان يكونوا مواطنين منذ الطفولة، مسار في حومة بالدوف أصبح اداة عقاب احيانا فالامهات يعاقبن صغارهن بحرمانهم من زيارة الفضاء ان قصّروا في الدروس.

في مسار يتعلم الصغار ان الفن اداة نضال وبالفن تصرخ النفوس لتقول لا للضيم ولا للتميز، وفي محطات شهر سبتمبر صرخ الصغار باجسادهم واصواتهم ونقدوا وضع اترابهم في الدراسة في الارياف والمدن وكان لقاء الجمهور مع مجموعة من المشاهد المسرحية التي قدمها ابناء مسار وابناء المركز المندمج بدوار هيشر بخصوص المنظومة التربوية.

مشهد اول تحدثوا فيه عن المدرسة في الريف، صوت الذئاب في الوهاد، رعد وبرق وصغار يضعون الاكياس البلاستيكية على رؤوسهم لحماية انفسهم من البلل، فصوت هطول المطر وعودة الصغار الى ديارهم لان «الواد حمل» مشكلة بعد المدارس الريفية عن المساكن مشكلة يعاني منها الاطفال في الارياف واخر الحوادث المؤلمة جدت منذ يومين حين غرق احد التلاميذ في سيدي بوزيد في الوادي اثناء عودته من المدرسة حوادث كثيرة يعانيها صغار الارياف اولئك الذين كلما «حمل الواد» اما غرقوا او بقوا اسرى الحيطان او تسلقوا الاشجار لحماية انفسهم، مشاهد تتكرر كل عام وكلما تهاطلت الأمطار وتساءلوا لماذا إلا وخرج المسؤولون ليعدوا وينثروا شمس وعودهم التي لم تشرق أبدا.

من الريف الى المدينة فصغار المدن هم الآخرون يعانون ولكن معاناتهم مخالفة لان مصدرها كثر المواد التي تدرس وكثرة عدد الكتب و الكراريس التي يتفنن المعلمين في طلبها متناسين ضعف القدرة الشرائية للأولياء كذلك نقد الصغار في مشهدياتهم المسرحية قسوة بعض المعلمين واخطائهم في كيفية التدريس وهو مشكل أصبح يطرح بكثرة خاصة بعد إغلاق مدرسة المعلمين وكثرت في السنوات الأخيرة تشكيات الأولياء من المعلمين «النواب» خاصة.

في النقد الرابع الذي توجه به الصغار إلى أترابهم في طريقة معاملتهم لبعضهم البعض نقد سخرية البعض من زملائهم الذين لا يلبسون ملابس جديدة مثلهم، سخرية ربما تجبر الاخر على ترك مقاعد الدراسة.

اربع مشهديات قدمها الصغار، جسّدوا من خلالها وضعيات ربما يعيشون بعضها وبعضها الاخر يشاهدونه في التلفاز، والاجمل ان الصغار لم يكتفوا بالتمثيل بل شاركوا في النقاش وقدموا بعض الحلول لمشاكل طرحوها في مشهدياتهم المسرحية، نقاش الصغار كشف عن ذكاء من يمارسون الفن وخاصة المسرح وسرعة بديهتهم وهو رهان كسبه فضاء مسار.

مشهديات اعجبت الحضور وقال عنها السيد زهير حراث الاستاذ و المختص في التوجيه التربوي «أذهلت وأعجبت بقدرة الصغار وإبداعهم سنحرص ان تكون المشهديات في الومضات التحسيسية لوزارة التربية» فهل يكون حقا لأبناء مسار فخر الحديث عن معاناة اترابهم؟

المنظومة التربوية تستحق مراجعة وارادة سياسية
محطات «لازم تنوض بكري» حول المنظومة التعليمية من اجل تعليم ديمقراطي» محطة طرحت فيها بعض اشكاليات المنظومة التربوية في تونس ومنها مشكلة «نظام الفرق» مشكلة لازال يعاني منها الكثيرون من ابناء تونس وخاصة في المناطق الداخلية، وفي احدى تصريحات وزير التربية أكد انه وانطلاقا من هذا العام لن يتواصل العمل بنظام الفرق و ارادوا تجميع التلاميذ من مدارس متباعدة في مدرسة وحيدة مع ضمان النقل ولكن اين الطرقات التي ستسير فيها الحافلات، وهذا من مشاكل المنظومة التربوية التي قال عنها السيد علي الحامدي المستشار في الاعلام والتوجيه التربوي «هناك الكثير من الاشكاليات في المنظومة التربوية والوزارة تحاول الاصلاح، ما شاهدته تحدث عن البداية المحتشمة للعودة المدرسية ولكن تبحث الوزارة عن الحلول»، وفي كلمته تحدث علي الحامدي ايضا عن العديد من الاشكاليات التي يمكن ان تشخص مرض المنظومة التعليمية، إشكاليات تتطلب ارادة قوية للتغيير.

من خلال محطات مسار تحدث الأولياء عن العلاقة المتوترة أحيانا بين المربي والتلميذ وبين المربي والمسؤول والمسؤول والتلميذ ومن تجربة شخصية تحدث المعلم والفنان عمار القاسمي عن ست سنوات تعليم قضاها في ارياف تونس تحدث فيها عن معاناة الاطفال هناك وعن الضيم والجوع والارق هناك وتحدث أيضا عن تجربته في مدارس جد مرفّهة ليقول ان معاناة التلميذ ربما تختلف حيثياتها وتفاصيلها ولكنها قائمة فـ «شكون المدير الي يخاف على تلامذته ويحبهم؟»، وأكد ان المشكل الاساسي هو غياب التواصل و«المرافقة التربوية».
وبخصوص المرافقة التربوية أشار علي الحامدي المستشار في الإعلام والتوجيه المدرسي ن الوزارة انتدبت العام الفارط 26 مختصا في علم النفس في مندوبيات الترية وفي كل مندوبية هناك ما يقل عن 70 مدرسة ابتدائية و40 معهد ثانوي فكيف لأخصائي وحيد بالانتباه ومرافقة كل هؤلاء الأطفال، واكد ان المختصين عادة ما يقومون بالتدخل لفائدة الحالات الأكثر إحراجا وخطورة.

مشاكل المنظومة التربوية، الحق في التعليم حق ضمنه الدستور ولكن أكثر من 120 الف تلميذ انقطعوا العام الفارط عن الدراسة كما جاء في إحصائية لوزارة التربية ، احصائيات وعودة مدرسية محتشمة في بعض المؤسسات التعليمية التربوية تكشف عن هنات وتجاوزات ومشاكل تعيشها المنظومة التربوية وجبت معالجتها لحماية الاطفال لانهم عماد تونس هذا ما قاله الاولياء الحاضرون في النقاش.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115