والتي تحظى بمساهمة جادة من المندوبية الجهوية للسياحة والمجلس الجهوي لولاية توزر وبلديتها، بمحور: «توزر صوت الواحة والصحراء» والتي اعد في شانه المنظمون ورقة علمية جاء فيها « يظلّ الفضاء الشّعريّ من المصطلحات الشّائكة التي اختلف حولها الفلاسفة والنقّاد .ويقابله في الأصل اللّغويّ اللاّتينــــــــيّ لفظ يعني الامتداد واللاّمحدود. (spatium) وهو بذلك يشمل العالم الذي تنتظم فيه الكائنات والأشياء والأفعال.وعليه فإنّ أيّ عمل إبداعي نثريّ أو شعريّ أو غيرهما يندرج في إطار فضاء ما . ولئن خلط بعض الدّارسين والنقّاد بين مفهوم الفضاء ومفهوم المكان فإنّ جلّ الفلاسفة والنقّــــــــاد ميّزوا بين المصطلحين على أساس أنّ المكان هو حيّز محدّد ومحسوس، وجزء من الفضاء العام الذي يتميّـــــــــز بالامتداد والانفتاح .
وترتبط محدّدات الفضاء الشّعريّ بمساحة المعجم اللّسانيّ الموظّف داخل النصّ وبوظائف اللّغة ووحدات الشّفرة الشّعريّة على حدّ تعبير «رومان جاكبسون» والتي يحصرها في الضّمائر وأزمنة الأفعال التي يرتكز دورها على تحديد الوقائــــــع السّابقة واللاّحقة للعمليّة القوليّة الذّاتيّة الخالقة للرّسالة الشّعريّة.
ويرتبط مفهوم الفضاء الشّعريّ في قصيدة النّثر بتداخل وتعالق الأجناس الأدبيّة ، وانفتاحها على بعضها البعض . إذ يرســم الشّاعر فضاءه في نصوص عن طريق أدوات الزّمان والمكان والضّمائر والثّنائيات وحيّز الشّاعر والحركــــــات والإشارات .
إنّ الفضاء الشّعريّ هو الحيّز الذي يتحقّق فيه النصّ الشّعريّ هندسيّا ومعجميّا ودلاليّا، وايقاعيّا .
ولئن اختارت الدّورة ال36 للمهرجان الدّولي للشّعر بتوزر محور الفضاء الشّعريّ: توزر فضاء الواحة والصّحراء، فلأهميّة هذه الأفضية ووظيفتها الجماليّة وامتدادها في المنجز الشّعريّ العربي والعالمي.
وبناء عليه فإنّه بإمكان النقّاد والباحثين تناول مصطلح الفضاء الشّعريّ نظريّا وتطبيقيّا وفق المحاور الفرعيّة التّالية :
- مفــــهوم الفضــــاء في النصّ الشّعريّ . والفضاء الجغرافيّ والفضاء الموضوعيّ. ومكوّنات الفضاء في النصّ الشّعريّ. والفضاء المحتمل للنصّ الشعريّ التّونسيّ المعاصر: الواحة والصّحراء نموذجا.»
وستشهد الدورة الجديدة مشاركة 13 دولة عربية وأجنبية، في إطار انفتاح المهرجان على عديد التجارب والمدارس الشعرية، لا سيما بأوروبا الشمالية....