إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بسوسة بفضاء دار المسرحي بباردو على الساعة الخامسة مساء. في حين تحتضن قاعة الفن الرابع بالعاصمة عرض " قطيع" لحمادي المزي، إنتاج دار سندباد على الساعة السابعة ونصف مساء.
وفي تنافس على جوائز "المهرجان الوطني للمسرح التونسي - مواسم الإبداع" في فروعها الستّة والتي تبلغ قيمتها الجملية 80 ألف دينار، تواصلت أمس الخميس 9 نوفمبر 2023 العروض المسرحية لليوم الثالث على التوالي.
في دار المسرحي بباردو، كان الموعد مع عرض " عشاء الكلاب" للمخرج يوسف مارس في بطولة للثنائي نور الدين الهمامي ومنى الشنوفي. تستعير المسرحية عنوانها من كتاب "عشاء الكلاب: شهادات واعترافات" الذي أثار ضجة كبرى في فرنسا بعد انتحار صاحبه في يوم نشره. على الركح تتوّضح بشكل تدريجي ونسق تشويقي علاقة الصحفية الاستقصائية (نورة) والطبّاخ (سعيد) بهذا الكتاب. بكثير من الإقناع في الأداء، أجادت الشخصيتان الانتقال بين أكثر من شخصية وأكثر من عاطفة وأكثر من حالة درامية على إيقاع نص ثائر في معناه ومجددا في مبناه.
وفي قاعة الفن الرابع بالعاصمة، صافح عرض "14/11" للمخرج معز القديري جمهور المسرح في اقتراح لفرجة طريفة في الشكل وفي المضمون. لم يكن عنوان العرض سوى رقم لملف طبي خاص بأحد المرضى النفسيين. إنها معاناة مع اكتئاب حاد أدخلت صاحبها في متاهة من الصراعات بين الطمأنية والعدوانية، المعنى والعبث، الموت والحياة. ولقد تقمص باقتدار الممثلان هيثم المومني ومروان ميساوي هذه الأبعاد النفسية المعقدة عبر رحلة التوغل في أعماق العقل الباطني وتأرجحه بين شوق للسلام الروحي ورغبته في الانتحار !