وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين في قابس: تدشين لساحة الفنون وشحذ للهمم من أجل واقع وفعل ثقافي مغاير

شكلت زيارة وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين الى ولاية قابس السبت المنقضي حدثا مهما في الحياة الثقافية بها وحظيت بمتابعة واهتمام كبيرين لنشطاء المجتمع المدني الثقافي والمهتمين والفاعلين الثقافيين بمختلف معتمديات الجهة باعتبارها ستعطي إشارة انطلاق البرنامج الوطني للثقافة

« تونس: مدن الثقافة 2016 - 2017 « في محطته الثانية بعد ولاية القصرين السبت 17 سبتمبر وإعلان «القصرين مدينة للثقافة».
تقاطرت منذ الصباح على ساحة الفنون المبرمجة والواقعة بالحي الجامعي بحي الامل العديد من الفرق الفنية خاصة الشبابية من جل مجالات الابداع بالإضافة للشعراء والحرفيين والموسيقيين كذلك عدد من الفاعليين الجمعويين المهتمين بالمجال الثقافي فضلا عن محبي الاستمتاع بالفن والحياة في الهواء الطلق خاصة من التلاميذ والطلبة ..انتصبت الخيام جامعة لمعارض عدة وورشات متنوعة لتنطلق الانشطة مع عروض متنوعة في الرقص والمسرح والشعر والموسيقى و... لتكون لاحقا محل اهتمام وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين والوفد المرافق له حيث جال على مختلف أركان المعارض و الورشات ودشن ساحة الفنون امام المعهد النموذجي ، كما انصت الوزير بانتباه كبير لمختلف اراء وملاحظات والاهم الصعوبات والموانع التي تعترض نشاطاتهم وابداعاتهم كما تابع الوزير عديد العروض الفنية في الرقص والمسرح والشعر والموسيقى اثثتها نخبة من الشباب التلمذي والطالبي خاصة الذي اكد وعيا واهتماما لا فقط بالمسالة الثقافية بل بباقي المجالات وقد اصر بعض تلاميذ المعهد النموذجي عند تحول الوزير للقاء مفتوح بالفاعلين الثقافيين على ان يستمع الى قصيدة كان نظمها تلميذ بالمعهد الواثق بالله شاكير حول قابس :

شكرا قابس .. /شكرا على خيرك الحابس/ و خبزك اليابس /و كبريانك الكابس /شكرا .. لخير ناسك/ و مر كاسك /
و صحة راسك /و طول نعاسك ../شكرا ../على فرحة الزيارة /و دربي المنزل و جارة/ و خرافة العزوزة المصرارة /
و بنة الملح و البخارة ../حسرة ..على خيلك /و خيرك و خميرك /على حشمة صغيرك /و عز كبيرك ../حسرة .. على عومة الدراقة/و حكايات الصيادة الفلاقة/و حلمة ولادك الحراقة /و هدة الباقا ../في ليلك شايخ/ تحت سورك الخايخ/

اللقام الدايخ/و العساس البايخ ../حسرة .. على الواحة /وريحة الحنة الفواحة .. /و لبن المعزة الصياحة /و موجة بحرك النزاحة ..

الحوار المفتوح لوزير الشؤون الثقافية مع نشطاء الحقل الثقافي بقابس تطرق الى الأسئلة الثقافية الحارقة محليا ووطنيا في مقدمتها غياب المشروع الوطني للثقافة ومأسسة الفعل الثقافي رغم تعاقب الحكومات والوزراء بعد «الثورة» كذلك المتدخلين والهيكلة والفساد والشركاء خاصة فيما يتعلق بالاتفاق الاطاري الممضى هذه السنة بين وزارات الثقافة و التربية والشباب والذي لم يفعل حقيقة على ارض الواقع ، كما تم التطرق الى موضوع اللامركزية ومدى تقاطع او تعارض مشروع مدينة الثقافة معها هذا بالإضافة لعرض جملة من النقائص في مستوى الفضاءات الثقافية ونقص المؤطرين بها ...

الجهات هي مراكز ثقافية والفصل بين المركز والجهة حكاية فارغة
الوزير وفي معرض رده على هذه المداخلات التي اتسمت جلها بالعمق ، اكد انه وجب اليوم النظر بجدية في السياسة الثقافية وقول الحقيقة كما هي ولنصارح بعضنا البعض ونحترم ذكاء بعضنا فكل شيء قد يزول الا الثقافة لذلك يجب أن نعمل مع بعضنا البعض لتحسين موقع الثقافة والمثقفين في تونس وان اعلان مدينة قابس مدينة ثقافية المندرج في مشروع وطني يهدف الى دعم المبادرات في كل مكان من خلال هيئة استشارية ستشكل جهويا تتولى جمع مختلف المبادرات والتنسيق مع مختلف الهياكل لتحال هذه المشاريع الى هيئة استشارية وطنية..تفعيل برامج الجهات مرتبط اساسا بمبادراتكم فالكرة عندكم و «يزي من النوم» فالجهات هي مراكز ثقافية وهذا الفصل بين المركز والجهة حكاية فارغة .. ردود الوزير وان اقنعت الحضور الى حد كبير وشحذت العزائم لخلق بديل ثقافي حقيقي ومتنوع الا ان التساؤل الذي بقي عالقا وستجيب عنه الايام القادمة هو : الى اي حد سيجد مشروع تونس مدن الثقافة التمويل الضروري خاصة اذا علمنا ان ميزانية وزارة الشؤون الثقافية شهدت تراجعا ومن الممكن ان تشهد تراجعا اكبر مستقبلا؟ كذلك التسرع في بعث هذا المشروع ..
تواصلت زيارة الوزير الى عدد من المؤسسات الثقافية بمدينة قابس على غرار المتحف واطلع على عدد المشاريع في مجال التراث المزمع انجازها وزيارة الكنيسة اما بحوش خريف فقد افتتح معرض الفنان التشكيلي التونسي السويسري عبد الرزاق حمودة وهو تحية للشاعر الراحل محمد الصغير اولاد احمد .. معرض شمل عشرات اللوحات التشكيلية التي حملت اجمل قصائد المبدع الراحل كذلك زار الوزير المركب الثقافي والمعهد الجهوي للموسيقي كما التقى عديد المهتمين بالشأن الثقافي بمدينة الحامة وجمعية المهرجان بها حيث تم الحديث حول المشاريع المستقبلية الملحة من متحف الحركة الوطنية بالمدينة و مركز ثقافي ومسرح للهواء الطلق ، اما بمدينتي مطماطة القديمة والجديدة فقد تعرف وزير الشؤون الثقافية الى العمق التاريخي والحضاري خاصة المتعلق بالثقافة الامازيغية وكذلك جملة من النقائص بدار الثقافة بالجهة..
لزهر الحشاني

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115