الاتصال و.. صندوق التنوع البيولوجي .. تركزت ورشة تدريبية تتواصل اليوم في طبرقة ينظمها الصندوق العالمي للطبيعة حول تأهيل الاتصاليين لمعالجة قضايا التنوع البيولوجي.

وتعتبر البادرة وجيهة وطموحة حيث تمثل امتدادا لخطة المنظمة في تقوية قدرات الفاعلين الرئيسيين من مؤسسات وجمعيات واتصاليين

في إدراك خصائص الثروات والمنظومات البيئية وسبل صونها والحفاظ عليها.
حماية التنوع البيولوجي هي إحدى الطرق التي يمكننا جميعًا التخطيط لها للمستقبل، وهذا موضوع يلعب دورًا أساسيًا في مدى جودة عيشنا في الماضي، فعلى سبيل المثال النظم البيئية والموائل بما في ذلك النباتات والحيوانات تتأثر سلبا بالممارسات السيئة، كما يرتبط إنتاج الأدوية المنقذة للحياة والمياه النظيفة وخيارات الغذاء الصحي بالتنوع البيولوجي، ومع نمو سكان العالم يزداد الضغط على البيئة، وأن الأمر متروك لنا لإيجاد طرق لاستهلاك أقل وإنتاج منتجات خضراء.
يصف التنوع البيولوجي تنوع الحياة على الأرض، بما في ذلك 8 ملايين نوع من النباتات والحيوانات الموجودة على كوكب الأرض، والنظم الإيكولوجية التي تؤويهم، والتنوع الجيني فيما بينها.
التنوع البيولوجي هو شبكة معقدة ومترابطة، يلعب فيها كل عضو دوراً مهماً، ويساهم بطرق قد لا تكون مرئية للعين. تأتي الأغذية الوفيرة التي نتناولها والهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه والطقس الذي يجعل كوكبنا صالحا للسكن كلها جميعها من الطبيعة.
لمَ يعد التنوع البيولوجي مهماً ؟
التنوع البيولوجي هو الأساس الذي يدعم جميع أشكال الحياة على الأرض وتحت سطح الماء. فهو يؤثر على كل جانب من جوانب صحة الإنسان، ويوفر الهواء النقي والمياه، والأغذية المغذية، والفهم العلمي ومصادر الأدوية، ومقاومة الأمراض الطبيعية، والتخفيف من وطأة تغير المناخ. يؤثر تغيير أو إزالة عنصر واحد من هذه الشبكة على نظام الحياة بأكمله ويمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية. فبدون الطبيعة، لن تكون الحياة على الأرض ممكنة.
آثار النشاط البشري
غيّرت الأنشطة البشرية بشكل كبير ثلاثة أرباع سطح الأرض وثلثي مساحة المحيط. فبين عامي 2010 و2015 وحده، اختفى 32 مليون هكتار من الغابات؛ وفي الـ 150 سنة الماضية، تم تخفيض غطاء الشعاب المرجانية الحية بمقدار النصف. ويذوب الثلج الجليدي بمعدلات مدهشة بينما يزداد تحمض المحيطات، مما يهدد إنتاجية المحيط. وتختفي أنواع الحياة البرية الآن عشرات إلى مئات المرات أسرع مما كانت عليه في الـ 10 ملايين سنة الماضية. وخلال السنوات العشر القادمة، ربما سيتمحى واحد من كل أربعة أنواع معروفة من على كوكب الأرض.
نحن على وشك الانقراض الجماعي. وإذا ما واصلنا السير على هذا المسار، فسيكون لفقدان التنوع البيولوجي آثار خطيرة على البشرية، بما في ذلك انهيار أنظمة الغذاء والصحة.
فقدان التنوع البيولوجي وجائحة كوفيد 19
لقد أوضح ظهور جائحة كوفيد 19 أنه عندما ندمر التنوع البيولوجي، فإننا ندمر النظام الذي يدعم حياة الإنسان. فمن خلال الإخلال بالتوازن الدقيق للطبيعة - التعدي على الحياة البرية، والحد من التنوع الجيني داخل مجموعات الحيوانات، التسبب في تغير المناخ والظواهر الجوية الشديدة – فإننا قد أنشأنا ظروفاً مثالية لانتشار الفيروسات بين الحيوانات والبشر. إن الطبيعة ترسل لنا رسالة.
إن وقف فقدان التنوع البيولوجي هو الطريقة الوحيدة لاستعادة واستدامة كوكب سليم. ولن يكون هذا ممكناً إلا عندما نفهم شبكة الحياة التي نعيش فيها ونقدر أنها تعمل كنظام كامل. لقد حان الوقت لإعادة تصور علاقتنا مع الطبيعة ووضع الطبيعة في صميم عملية صنع قرارنا.
تعترف اتفاقية التنوع البيولوجي بأهمية التنوع البيولوجي لكوكب سليم. وتحقيقا لهذه الغاية، يساعد برنامج الأمم المتحدة للبيئة وشركاؤه البلدان على تطوير خطط العمل الاستراتيجية الوطنية الخاصة بالتنوع البيولوجي. كما يدعم برنامج الأمم المتحدة للبيئة منصات المعرفة المهمة بشأن النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي مثل الرصد العالمي للغابات، ومبادرة أراضي الخث العالمية، ومبادرة الغابات المطيرة بين الأديان.
لمزيد توضيح أهمية العمل على حماية التنوع البيولوجي، نشير إلى أن الأمن الغذائي يعتمد على الموارد الطبيعية التي قد تشكل أساس إنتاج الغذاء، حيث يحمي حفظ التنوع البيولوجي الموارد النباتية والحيوانية والميكروبية والوراثية لإنتاج الغذاء والزراعة ووظائف النظام الإيكولوجي مثل تسميد التربة وإعادة تدوير المغذيات وتنظيم الآفات والأمراض والسيطرة على التعرية وتلقيح المحاصيل والأشجار. يعد الحفاظ على التنوع البيولوجي أمرًا حيويًا للنمو الاقتصادي والحد من الفقر، حيث يعيش غالبية فقراء العالم في المناطق الريفية، وهم يعتمدون بشكل أساسي على الغابات والمياه والحقول والمراعي في معيشتهم، كما يعتمد حوالي 1.6 مليار شخص في العالم على الغابات والمنتجات غير الخشبية للحصول على الدخل والمعيشة. يمكن أن يساعد حفظ التنوع البيولوجي في معالجة آثار تغير المناخ، حيث يمكن أن يؤدي الحفاظ على الموائل إلى تقليل كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي، كما يمكن أن يؤدي الحفاظ على أشجار المانغروف والنظم البيئية الساحلية الأخرى إلى تقليل الآثار الكارثية لتغير المناخ مثل الفيضانات وعرام العواصف. غالبًا ما تكون الموارد الطبيعية الشحيحة أو المتنازع عليها أصل الصراع، حيث يمكن أن يؤدي مثلاً سوء إدارة الموارد الطبيعية والإضرار بالتنوع البيولوجي إلى زيادة الفقر وعدم الاستقرار، وإن مساعدة المجتمعات والأفراد على تأمين حقوق استخدام الموارد الطبيعية وإشراك المجتمعات المحلية في إدارتها بمسؤولية يمكن أن يمنع أو يقلل الصراع ويوفر فرصًا للنمو الاقتصادي.
لبيان أهمية الاتصال البيئي أكد اسماعيل العاصمي إن ما تعرضت له البيئة ومازالت تتعرض له في كل مكان من أنحاء المعمورة الزرقاء من إهدار بيئي متعمد، يجعل من الواجب على كل صاحب ضمير حي من شعوب وحكومات العمل من أجل الحد من تفاقم الإهدار والتعدي ومحاولة إعادة الاعتبار في ذهنية الإنسان من أجل البيئة.
صحيح أنه من الضروري استخدام التقنيات الحديثة في شتى مجالات الحياة، لكن ينبغي العمل أيضا بضرورة التوسع في المسطحات الخضراء والغابات الشجرية ومتابعة رعايتها وإيقاف أي تدهور قد صيبها وردع كافة عمليات التعدي العشوائي على تلك المساحات، ولعل التوسع في إقامة المحميات الطبيعية له من الآثار الإيجابية على صحة الناس وبيئتهم وحماية محتوياتها على اختلافها. كما ينبغي دعوة كافة الجهات المعنية لدراسة إمكانية التخلص الأمثل للتراب الأسمنتي واستغلاله الاستغلال الأمثل في بعض الصناعات كمواد أولية كصناعة الخزف والسيراميك وغيرها من المواد وتوسيع الرقعة الزراعية في الغابات بتحسين نوعا لتربة الصحراوية بإضافة النواتج غير المستغلة للتربة. وكذلك الاهتمام بالإدارة العلمية السليمة والصحية للمخلفات وإعادة تدويرها منعاً لتفاقم المشكلة، كما ينبغي على الجهات المعنية بالجانب الاقتصادي تبني دراسة نتائج الأبحاث ذات العلاقة بالمجالات الصناعية وعمل دراسات جدوى اقتصادية لتحديد أولويات النتائج التي يمكن وضعها موضع التنفيذ بما لا يتعارض مع الموارد المالية والعائد الاقتصادي بما لا يتعارض مع التقييم المستمر للأثر البيئي لتلك المشروعات.
ولعل من أهم الدعائم التي ينبغي أن تكون موجودة من أجل إيصال رسالة البيئة إلى الجميع تتمثل قي وجود الاتصال البيئي، وهو العملية التي تكون بين مرسل ومستقبل في تداول الرسالة الإعلامية البيئية ورجع الصدى لها.يعتبر الاهتمام بالجانب الاتصالي والإعلامي في قضايا البيئة أحد أهم المصادر التي يستقي من خلالها الجمهور المعلومات البيئية، وبالتالي يجب أن تأخذ وسائل الإعلام بعين الاعتبار الرسائل الإعلامية البيئية على كافة المستويات المقروءة والمسموعة والمرئية لتتناسب مع الجمهور المستهدف الذي تتوجه إليه تلك الرسالة، مع مراعاة كافة المداخل النفسية والاجتماعية من أجل تلبية الرسالة البيئية احتياجات جمهور وسائل الإعلام.
من جهة أخرى فإن الاتصال البيئي خارج إطار وسائل الإعلام المذكورة يتمثل في العديد من قنوات الاتصال الإيجابية الأخرى، مثل فتح قنوات اتصال فيما بين الجامعات والمراكز البحثية وكافة الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة بنتائج الدراسات والبحوث البيئية. ولعل الاهتمام بالتربية البيئية غير النظامية عن طريق إنشاء الأندية البيئية على كافة المستويات الفعلية ولكافة المراحل العمرية وإعداد الأنشطة المناسبة لكل مرحلة والتي تتضمن كافة الجوانب التربوية واحد من أهم فنون الاتصال البيئي التي سيكون لها أثرها البارز، كما أنه ينبغي التأكيد على أهمية الدور الاجتماعي للمرأة في تنمية الوعي لدى الأطفال وهو الأمر الذي ينتهي باتخاذ القرار البيئي السليم.
ومن خلال أهمية الاتصال والإعلام البيئي في خدمة البيئة ومساهمته في التربية البيئية، لابد من الإشارة إلى أنه من الأهمية بمكان إتقان مهارات الاتصال الرئيسية مثل الاستماع والكلام والقراءة والكتابة واستخدام الأدوات الميكانيكية والكهربائية والالكترونية للنجاح في مهمة نشر الوعي البيئي وتحقيق أفضل مردود من عملية الاتصال، مع التأكيد على ضرورة تجنب المبالغة في قضايا البيئة واستخدام لغة بسيطة مفهومة وأكثر عدد ممكن من الوثائق والإيضاحات التي تتصل في القضايا البيئية موضوع عملية الاتصال.
ويبقى في الأخير التكامل بين كافة الجهات المعنية بشئون البيئة ضرورة من ضروريات الحياة، ليكون الاتصال والإعلام البيئي واحدا من أهم دعامات هذا التكامل من أجل إيصال الرسالة العميقة في بعدها إلى مفهوم كل مستقبل لها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115