واعدادا لمسودّة المشاريع المقترحة للاعلان عنها ضمن مجلس وزاري مخصّص للجهة وباشراف رئيس الحكومة فتح والي جندوبة علي المرموري الغرف التنموية السوداء بالجهة حيث تركن المشاريع التنموية المعطّلة في الخفاء لينبش فيها ليتم اكتشاف وجود أمر حكومي عدد 1220 صدر بالرائد الرسمي للبلاد التونسية في 2 ماي 2006 حول احداث وحدة تصرّف حسب الاهداف توكل إليها مهمّة اعداد ترتيبات تركيز قطب تكنولوجي بجندوبة وبما يضبط تنظيمه وطرق تسييره.
وللغرض عقد والي جندوبة بداية هذا الاسبوع جلسة عمل حول هذا المشروع المعطّل بهدف تحيينه واعادة الحياة إليه وبهدف ضمان النجاعة والجدوى والاسراع في الانجاز ووجّه الوالي الدعوة لمهدي الكلاعي مدير المركب الصناعي والتكنولوجي بالكاف للاستئناس بهذه التجربة في اعداد مشروع القطب التكنولوجي والصناعي بجندوبة
وبعد استعراض فحوى ما جاء في الأمر الحكومي سالف الذكر من بنود تنظيم بعث هذا القطب استعرض المتدخلون وممثّلو المنظمات الوطنية للشغل والفلاحة والصناعة والتجارة بالجهة بعض الملامح التاريخية والخطوات الاولى البطيئة التي تم اجراؤها منذ صدور القرار سالف الذكر حيث تبيّن ان المنظمة النقابية على المستوى الجهوي أعدّت منذ الثورة برنامجا جهويا للاستثمار ولكنه بقي تحت رفوف الادارات المعنية كما تم التذكير انه سبق تحويل وجهة القطب من صبغته التكنولوجية الى قطب خاص بالصناعات الغذائية وهو ما جعل المشروع يبقى طيّ النسيان
وبعد حوارات ثريّة وبنّاءة تقرر تحيين المشروع بتوجيه هذا القطب نحو تثمين الموارد الغابية والمائية والانشائية وفق خصوصيات الجهة وثراء مخزونها بما من شأنه استغلال هذه المواد ضمن البحث العلمي والاستثمار الصناعي والتحويلي لها وبما من شأنه أن يساهم في تحسين البنية الاساسية الصناعية والتكنولوجية للجهة وجلب الاستثمار لها والمساهمة في تنشيط الحياة الاقتصادية وحرصا على تنظيم عملية بعث هذا المشروع شدّد الوالي على ضرورة اعداد جذاذة واضحة ودقيقة لمتطلباته لعرضها على وزارة الصناعة في جلسة رسمية تفضي الى تحيين الأمر الحكومي سالف الذكر وتحويل صبغة أكثر من 50 هكتارا من الاراضي الدولية من فلاحية الى صناعية بمنطقة الارتياج بجندوبة الشمالية لفائدة بعث وتركيز هذا القطب وضمن شراكة بين القطاعين العام والخاص وبما يحقق الجدوى والمردودية الاقتصادية والتشغيلية خصوصا ان هذا القطب سيكون له دور هام في تنمية قطاع الغابات بصفته منشّطا ومحرّكا لمجالات البحث والتكوين والخدمات وسيكون فضاء لدعم روح المبادرة والتجديد والمحيط الملائم لدفع الاستثمار حيث من الممكن الاستفادة من تجارب أقطاب تكنولوجية مماثلة في العالم وعبر علاقات شراكة كما من شأن هذا المنجز ان يساهم في اعداد دراسة شاملة ومعمّمة عن تأهيل قطاع الغابات وتدعيم التنسيق بين كافة الهياكل المؤسساتية ذات العلاقة لمزيد تطوير وتثمين المنتوجات الغابية واعداد استراتيجية لتشبيب وتجديد غابة الفلّين بالتعاون مع الهياكل المعنية مع وضع خطة لتطوير منتوجات الخشب المحلي وتثمينها ودعم القدرات البشرية وتكوين شبكات تعاون بين المهنيين والحرفيين ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي والهياكل المشرفة على قطاع الغابات وايجاد قاعدة بيانات ومعلومات لتوظيفها وحسن استغلالها من طرف المستثمرين وتهيئة فضاء محضنة المؤسسات الخاص بالباعثين الجدد مع توفير مناطق للراغبين في الاستثمار في المجال الغابي وتمكينهم من الاستفادة من مخابر التحليل التي سيوفرها القطب وبما يدعم الانتاج البيولوجي داخل المناطق الغابية التي تمسح 120 ألف هكتار وبنسبة 25 % من مساحة الغابات الجملية بجهات الشمال الغربي كما تبلغ نسبة الغطاء النباتي بالجهة 39 % وتتميّز كذلك بموارد مائية سطحية تبلغ 600 مليون متر مكعب الى جانب انتاجها للخفاف ضمن مساحة غابية للفلّين تصل الى 60 ألف هكتار وبانتاج يفوق الـ60 ألف قنطار بمنطقة غابية يبلغ عدد سكّانها 220 ألف ساكن يحتاجون الى ضرورة تنقيح بعض الفصول من مجلة الغابات بما يدعم العمل الجمعياتي ذي الصلة ويشجّع على الاستثمار في القطاع الغابي وتثيمنه وحسن استغلال موارده وفقا لخصوصيات الجهة.