مساحات شاسعة من الاراضي الفلاحية بالمنطقة الحدودية «الزقب» و«مشرع الربيع» بقلعة الاندلس من ولاية اريانة المتاخمة لولاية بنزرت، وهو ما يهدد بوضع بيئي وصحي يصفه الخبراء في المجال الفلاحي بـ«الخطير» اذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لسد المنافذ أمام تسرب المياه المعالجة للمستغلات الفلاحية بالجهة.
وقد تحول وفد عن بلدية قلعة الاندلس والمندوبية الجهوية للفلاحة باريانة وفريق الشرطة البيئية، لمعاينة الاضرار الناجمة عن تسرب المياه المعالجة التي تضخها مباشرة محطة الضخ بعوسجة من ولاية بنزرت عبر قنوات الصرف الى نحو 20 هكتارا من غراسات التفاح والرمان والزيتون واليقطين الاخضر والخضراوات، حيث تأكد ارتداد المياه المستعملة المعالجة في اتجاه المستغلات الفلاحية الواقعة على الحدود بين الولايتين وخاصة تلك الواقعة بولاية اريانة.
وقد استغل بعض الفلاحين في كلا الولايتين (اريانة وبنزرت) ارتفاع منسوب المائدة المائية بسبب الامطار الاخيرة واختلاطها بالمياه المستعملة المعالجة، وسارعوا في غفلة من الاجهزة الرقابية الى استغلالها في ري الغراسات والخضراوات، الامر الذي تعتبره وزارتا الفلاحة والصحة خرقا للقانون نظرا لتأثيراتها السلبية على صحة المواطن.
وأكد رئيس بلدية قلعة الاندلس فتحي بلحاج حمودة «ان البلدية اتخذت قرارا بتفعيل جهاز الشرطة البيئية لمراقبة التجاوزات الحاصلة من قبل بعض الفلاحين، بشأن استغلالهم للمياه المعالجة في ري الاشجار المثمرة والقرعيات في حين انها موجهة فقط لري الاعلاف»، مشيرا «الى تكوين لجنة محلية متكونة من المصالح البيئية والفلاحية والصحية والبلدية والامنية للنظر في مسألة ارتداد المياه المعالجة نحو الاراضي الفلاحية وتحديد المسؤوليات».
من جهته، اعتبر رئيس دائرة الموارد المائية المكلف بتسيير قسم المياه والتجهيز الريفي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية باريانة قويدر النهدي، ان «الاشكال قائم على مستوى محطة ضخ المياه المستعملة التابعة للديوان الوطني للتطهير بعوسجة، ويتعلق بانسداد القنوات واختلال منظومة توزيع المياه بشكل طبيعي في مساراته المعتادة في اتجاه البحر، مضيفا ان تقريرا سيرفع الى المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية باريانة للتنسيق مع الجانب الفلاحي بولاية بنزرت، قصد المسارعة بعمليات الجهر لفض الاشكاليات البيئية.
وقال النهدي في جانب آخر، ان المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية باريانة تقوم حاليا بالدراسات الاولية لتحويل منطقة «مشرع الربيع» بقلعة الاندلس الممتدة على مساحة 200 هكتار الى منطقة سقوية بالمياه المستعملة المعالجة، وهو ما سيسمح بتثمين المياه المعالجة في بعض الزراعات مثل الاعلاف والزياتين في ظل شح مياه الري، لكن الامر يتطلب فض الاشكاليات العقارية بالمنطقة وايجاد ممولين للمشروع من جهات دولية»، وفق تعبيره.