معركة البلاستيك..وحرب التلوث

هل ننجح في معركة التخلص من التلوث الناجم عن البلاستيك

مايزال الجواب غامضا والسؤال عالقا..

لا شك أن المسألة مرتبطة بالعقلية والقناعة وحتى المصالح..
سيكون للردع وإنفاذ القانون دون شك أثر مهم في مصير هذه المحاولة الجديدة التي أعلنتها الدولة مع المجموعة الدولية بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للبيئة..
حول العالم، لو طفنا بنظرنا، تجارب ناجحة تؤكد إمكان القضاء على جزء من شبح التلوث والمتمثل في نفايات البلاستيك..ومنها تجربتا كينيا ورواندا..
ففي كينيا يتعذر رؤية كيس بلاستيكي في الطريق العام..
وفي رواندا يحمل الرئيس والمسؤولون أمانة المشاركة الدورية في أعمال التنظيف,.حتى باتت رواندا رائدة النظافة والسلامة والتوازن البيئي والمحافظة على الثروات الطبيعية وبينها غوريلا الجبال..
ما يزال العالمية للحد من التلوث بالمواد البلاستيكية: ملايين الأشخاص يبحثون عن حلول لإنهاء التلوث في اليوم العالمي للبيئة
UNEP/Ahmed NayimYussuf
شارك أكثر من 150 دولة في احتفالات اليوم العالمي للبيئة لهذا العام الذي يحتفل به في 5 جوان، بينما من المرجح أن يشارك الملايين من خلال الأنشطة الشخصية وعبر الإنترنت.
وركز موضوع هذا العام، الذي اشتضافته كوت ديفوار وبدعم من هولندا، على إيجاد حلول للتلوث بالمواد البلاستيكية.
لا يمكن أن تكون المخاطر أكبر، حيث تنتج البشرية أكثر من 430 مليون طن من المواد البلاستيكية سنويًا، ثلثيها عبارة عن منتجات قصيرة العمر تتحول إلى نفايات في وقت قصير. بينما تتراوح التكاليف الاجتماعية والاقتصادية للتلوث بالمواد البلاستيكية بين 300 إلى 600 بليون دولار أمريكي سنويًا.
كما يوضح تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الأخير، وقف مصادر التلوث: كيف يستطيع العالم إنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية وتحقيق عملية اقتصاد دائرية، أن إعادة تصميم إنتاج المواد البلاستيكية واستخدامها واستعادتها وطرق والتخلص منها يمكن أن يوفر 4.5 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2040.
وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في رسالة فيديو: ’’يجب أن نرفض المواد البلاستيكية غير الضرورية التي تستخدم مرة واحدة‘‘. ’’يجب علينا إعادة تصميم وتغليف المنتجات لاستخدام كميات أقل من المواد البلاستيكية. يجب علينا إعادة استخدام أنظمتنا وإعادة تدويرها وإعادة توجيهها وتنويعها. هذه هي الطريقة التي نبقي بها المواد البلاستيكية بعيدة عن النظم البيئية والاقتصاد. يجب على كل فرد القيام بدوره‘‘.

STORY

STORY

STORY
ويتضح هذا الزخم للعمل العالمي في خريطة اليوم العالمي للبيئة، والتي تعرض حلولًا مبتكرة يحركها المجتمع للحد من التلوث بالمواد البلاستيكية. تم تسجيل مئات الأنشطة. والتي تتنوع ما بين عمليات تنظيف الشواطئ في مومباي، وأنشطة ورش خياطة الأكياس القماشية في غانا وتنظيم الحفلات الموسيقية الحية الخالية من النفايات البلاستيكية في أتلانتا.
وفي نيويورك، سيتم إطلاق مشروع فني مصنوع بالكامل من النفايات البلاستيكية في مركز التجارة العالمي. وفي الهند، اجتمع نجوم الشاشة والموسيقيون المشهورون معًا لإنشاء فيديو موسيقي ومشاركة الرسائل لتشجيع المزيد من الأشخاص على اتخاذ إجراءات ضد التلوث البلاستيكي. في كازاخستان ، أصدرت مجموعة الموسيقى المحلية Great Steppe مقطع فيديو موسيقيًا للاحتفال باليوم وتسليط الضوء على الأضرار البيئية التي يعاني منها بحر آرال.
وتوضح هذه الأحداث، التي تجري في المراكز المجتمعية والمدارس والشركات والمنازل، أهمية دور الأفراد والمجتمعات كمحركات هامة من أجل العمل البيئي.
ويأمل الخبراء أن يحفز الزخم الناتج عن هذه الأحداث الحكومات والمدن والمؤسسات المالية والصناعات على استغلال قوتها للاستثمار في حلول واسعة النطاق للتغلب على أزمة التلوث بالمواد البلاستيكية وعكس مسارها.
لمزيد من المعلومات حول كيفية المساعدة في معالجة أزمة التلوث بالمواد البلاستيكية، اقرأ وشارك الدليل العملي للتغلب على التلوث بالمواد البلاستيكية.
ربما يمكننا النجاح هذه المرة ، مع إقرار مجلة البيئة، وإنفاذ القوانين، ووزيرة البيئة الدكتورة ليلى الشيخاوي جامعية خبيرة و مختصة في المجال،وهي تبدي جدية والتزاما صارما بتنفيذ خطط واقعية، بعيدا عن الاستعراض والشعارتية، يمكن التركيز مع وزارة التربية، منذ هذه الصائفة على إدراج برامج نظامية ولا نظامية، بحيث تتجسد التربة والتنشئة البيئية في كل لارماحل وليس فقط عبر درس في حصة تربية مدنية مثلا.
كما يتوجب عبر وسائط الاتصال وخاصة الاجتماعية ، إبراز أضرار البلاستيك على الإنسان حيث تسبب المواد البلاستيكية العديد من الأضرار على صحة البشر، والاقتصاد بشكل عام، وفيما يأتي توضيح لأهمّ هذه الأضرار: الأضرار الصحية تتعدى آثار وأضرار التلوّث الناتج عن المُخلفات البلاستيكية لتصل إلى صحة الإنسان، وتمّ اكتشاف العواقب السلبية للعديد من المُنتجات البلاستيكية التي تُهدّد صحة البشر والمُستخدَمة في صناعة أوعية الأطعمة، فعند تسخينها في الميكرويف يُمكن أن تتسرّب هذه المواد الكيميائية إلى الطعام وتنتقل إلى الإنسان، وأظهرت العديد من الدراسات وجود ارتباط بين مستوى بعض المواد الكيميائية المُستخدَمة في صناعة البلاستيك وارتفاع خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية
ومن هذه المواد مادة بيسفنيولالكيميائية الموجودة في العبوات والمنتجات البلاستيكية برموز إعادة التدوير 3 و 7، كما أوضحت الدراسات التي أجرَتها مجموعة مايو كلينك) الطبية والبحثية أنّ هذه المواد لها تأثيرات سلبية على الدماغ وتسبب ارتفاعاً في ضغط الدم، لذا لا يُنصح بتسخين الطعام في العبوات البلاستيكية التي تمتلك رموز إعادة تدوير ورسكلة.
أمّا بالنسبة للمواد الأخرى الموجودة في البلاستيك، ومنها الفثالاتالتي يُشار إليها باسم اللدائن فتُستخدَم لزيادة مرونة البلاستيك، وفي تغليف المنتجات، مثل: الألعاب، والأغطية، وعلب تخرين عينات الدم، وغيرها.
وحسب بعض الدراسات لا يوجد لمادة الفثالات آثار مثبتة على جسم الإنسان، إلى جانب ذلك أشارت دراسات أخرى إلى أنّ هناك ارتباطاً واضحاً بين الفثالات وارتفاع ضغط الدم، والسمنة في مرحلة الطفولة، لذا يجب استبدال العديد من المنتجات غير الضارة بالمُنتجات البلاستيكية التي تُسبب آثار صحية مخفية للبشر.
الأضرار الاقتصادية تؤدي المُخلفات البلاستيكية وخاصة في المسطحات المائية إلى حدوث آثار بالغة وكبيرة على النشاط الاقتصادي، مما يؤدي إلى خسارة الكثير من الأموال والعائدات من مختلف القطاعات الاقتصادية، ومن أضرار التلوّث الناتج عن المخلفات البلاستيكية على الأنشطة الاقتصادية ما يأتيالسياحة: تُعدّ المخلفات والقمامة البلاستيكة أمراً غير مرغوب به وغير مُرحب به بالنسبة إلى الأشخاص الذين يرتادون الشواطئ، مما يَنتج عنه خسارة الإيرادات الناتجة من السياحة، حيث يصل الأمر في بعض الحالات إلى إغلاقها؛ بسبب كثرة المخلفات المُلقاة عليها، كما تتطلب عملية إزالة هذه المُخلفات من الشواطىء والتخلّص منها وقتاً طويلاً، بالإضافة إلى تكلفتها العالية. الصيد: يُعاني قطاع صيد الأسماك من تأثيرات اقتصادية كبيرة ناتجة عن المُخلفات البلاستيكية البحرية، حيث تتأثر مصائد الأسماك عندما تعلق الأسماك والمحار في شبكات الصيد المفقودة أو غيرها من المعدات، الأمر الذي ينجم عنه خسارة واضحة وفورية في المخزون الدائم من المأكولات البحرية المُتاحة بسبب قلة وقوعها في المصائد، بالإضافة إلى انخفاض استدامة المخزون على المدى البعيد؛ بسبب الآثار السلبية على قدرة الأسماك على التكاثر، كما من المُمكن أن يلحق الضرر بنشاط الصيد عندما تعلق المواد البلاستيكية في معدات الصيد من الشبكات والسفن، وبالتالي يؤدي ذلك إلى التوقف عن العمل لفترة زمنية قد تكون طويلة، إضافة إلى التكلفة العالية لإعادة إصلاح معدات الصيد. الملاحة: تُمثّل المخلفات البلاستيكية خطراً على الملاحة البحرية؛ إذ تتشابك المُخلفات وتدخل إلى مراوح القوارب، مما يُغلِق صمّام سحب المياه، وبالتالي التسبب بخسائر مالية كبيرة نسبياً؛ لأنّ إعادة إصلاح القوارب التي تضررت يحتاج وقتاً طويلاً وتكلفته مرتفعة. وللتعرف إلى مزيد من المعلومات حول كيفية المحافظة على البيئة، يمكنك قراءة مقال وسائل المحافظة على البيئة ومقال بحث حول المحافظة على البيئة لماذا حظيت آثار البلاستيك باهتمام واسع؟ يُعدّ البلاستيك مادة مُتعددة الاستخدامات، ويمتاز بأنّه قوي ومتين
وينتج عن كل ذلك نوع من التلوث يُطلق عليه اسم التلوث البلاستيكي، ويُقصد به تراكم المواد البلاستيكية في البيئة بدرجة كبيرة، مما يؤذي حياة الكائنات الحية ومواطنها والبشر، فمنذ اختراع مادة الباكيليتعام 1907م حدثت ثورة في إدخال الرانتجات المصنوعة من في حركة التجارة العالمية.
ومع نهاية القرن العشرين تمّ التصريح بأنّ البلاستيك هو ملوِّث مُستمر ودائم في جميع الأنظمة البيئية بدءاً من قمم الجبال وحتى المسطحات المائية، لذلك حظيت آثار وأضرار البلاستيك باهتمام واسع ومُتزايد باعتباره ملوِّثاً واسع النطاق.
المعركة جزء من حرب لا يبدو أننا نكسبها لحد الآن، ولكن النصر ممكن ولكن بشروط ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115