وسجلت الاستثمارات الأجنبية تراجعاً بنسبة23.4 % خلال السداسية الأولى من السنة الحالية، لتبلغ قيمته 915.4 م د، مقابل 1195.1 م د قبل سنة. وتتوزع هذه الاستثمارات، بين 882.9 م د استثمارات أجنبية مباشرة، مقابل 953.1 م د في الفترة نفسها من العام الماضي. وارتفعت نوايا الاستثمار في الصناعات المعملية بـ 19.5 % وارتفعت الاستثمارات ذات المساهمة الأجنبية في القطاع الصناعي المختلط بـ43.6 %، وتراجع الاستثمارات المصرح بها في الخدمات بـ 2.8 % وتراجع الاستثمارات ذات المساهمة الاجنبية في هذا القطاع 66.4 %. وياتي تراجع الاستثمارات في الوقت الذي تشهد فيه نسبة البطالة ارتفاعا بلغ 15.6 % في الثلاثي الثاني من العام الحالي بالاضافة الى تاثير ضعف الاستثمار في نسب النمو هذا بالاضافة الى توفر عوامل اخرى.
ولئن تعد الشركات البترولية من الشركات الكبرى الا انها لاتساهم في توفير مواطن شغل كثيفة بالمقابل شهدت تونس خروج مصانع كبرى للاحذية والجلود على غرار الشركة الايطالية «جال» واحيل الاف العملة على البطالة ويعد قطاع النسيج والملابس والجلود والاحذية من القطاعات المشغلة في تونس حيث يساهم في توفير 30 الف موطن شغل وفق الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للنسيج والملابس والاحذية الذي اضاف ان عدد الشركات الاجنبية العاملة في القطاع التي اغلقت 300 مؤسسة اغلبها اجنبية وذكر المتحدث ان المستثمرين الاجانب ينقسمون الى فئات مستقرة واخرى غير مستقرة ويمكن ان تقرر المغادرة في أي وقت والمتضرر دائما هو العامل ذو الكفاءة المتواضعة. وبين انه بالامكان تلافي اشكال هروب مستثمرين بوضع شرط الشراكة مع مستثمر تونسي لحماية العملة من تبعات خروجهم.
من جهته اكد خليل الغرياني رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد التونسي للصناعة والتجارة في تصريح للمغرب ان المناخ الاجتماعي له مسؤولية كبرى في مغادرة المؤسسات الأجنبية لتونس مضيفا ان تونس تعاني ايضا من ازمة في الانتاجية. داعيا الى تطبيق القانون كما هو باعتبار ان القانون يقر بحرية العمل مطالبا الحكومة بادراج حرية العمل في اولوياتها ضمن سياستها الجزائية. واضاف الغرياني ان ما يحصل في جزيرة قرقنة بخصوص شركة بتروفاك ليس حالة معزولة بل هي حلقة من سلسلة اسباب تستوجب معاقبة المسؤول.
فالحكومة الحالية بين مسؤوليتين الاولى الرفع من نسبة النمو لمواجهة الازمة الاقتصادية التي تمر بها وتقليص نسبة البطالة بتقليص الاحتجاجات والاعتصامات ويبدو ان هذه الاهداف يصبح بلوغها بمرور الوقت عسيرا مالم يكن الحل جذريا.