البيئة منذ ما يزيد عن ستين يوما تسببت في خسائر فاقت الـ 24 مليون دينار وجزء كبير منها للدولة وقد تم في نهاية الاسبوع الفارط عقد اجتماع مع وزير الطاقة والمناجم وبعض المسؤولين بالجهة لم يفض إلى أية نتائج ملموسة.
يذكر انه تم بعد الثورة تكوين شركة للبيئة بجهة قرقنة على أن تتكفل الشركة بأجور العاملين فيها لمدة معينة في اطار دعم التنمية بالجهة لكن الشركة اكتشفت تلاعبا في صرف المنح المسندة اضطرها الى ايقافها مما دفع بالمنتفعين بهذه الجرايات إلى الاعتصام داخل الشركة وايقاف نشاطها مطالبين بمواصلة تمكينهم من هذه المداخيل الشهرية مما اضطر السلط للتدخل من جديد والتفاوض مع الاطراف المعنية وعادت شركة بتروفاك لتمنح الاجور المتفق عليها لمدة معينة ومع انتهائها عادت الاعتصامات من جديد ودخلت الشركة مرغمة في مأزق جديد تواجهه بمفردها وسط صمت رهيب.
حقل الشرقي والتوقف الوجوبي
كتب مدير عام شركة بتروفاك ما يلي «احلم ان حقل الشرقي بقرقنة الذي تديره الشركة التي انا مديرها العام والمتوقف على العمل منذ 60 يوما ان يرجع الى الانتاج، لكي أقدر على السفر آخر الأسبوع إلى الولايات المتحدة وسيكون هذا الأسبوع آخر أسبوع اكتب فيه مدوناتي وسيتم تجميع هذه المدونات في كتاب يضم 150 تدوينة باللغتين العربية والفرنسية مع توقيع شخصية عالمية اتركها مفاجاة وهو سبب سفري الى أمريكا .ارجو ان بصدر هذا الكتاب في شهر جوان ان شاء الله وانا مصر على إصداره لان التاريخ لا يرحم وانا قلت في 150 تدوينة ما يجب فعله لإنقاذ البلاد لكن لا من مجيب.
سأتوقف على الكتابة لانه نفض ما في جرابي وشحت أحلامي وتغير كلامي حتى اصبح يقلق وعوض الاتعاظ بكلامي صرت عرضة للتهديد والتنكيل والمساومات. لذلك سأكتب 5 تدوينات أخيرة وأبقيكم على خير. سأتوجه للشباب والأطفال والنساء وسأنسى الباقي الذي سيخرج من التاريخ كما خرج بن علي. سأقول في بنقردان ما لم يقال. فمن كان يعتبر أهالي بن قردان حاضنة للارهاب إنما هو على خطإ كبير لأنه ارتكز على نتائج الانتخابات الاخيرة. وعلى أن أهالي الجنوب كانوا يعيشون بالتجارة مع الشقيقة ليبيا طول الدهر وبمجيء الثورة سقط النظام ثم أخذ الباجي بزمام الأمور كوزير اول، ثم قال سي الباجي انه ساعد على سقوط القذافي . سقوط القذافي ألقى بتجارة الجنوب الى الحضيض فأصبحت هناك كراهية لمن اسقط القذافي وقع استغلالها من أنصار المرزوقي لذلك ظهروا وكانهم مفرطون في السلام وهذا عين الخطإ. إن ما فعله رئيس الحكومة أمس في بن قردان هو عين الصواب المشاريع بل الشغل هو العدو الوحيد للارهاب».
ما كتبه مدير عام شركة بتروفاك الايطالية للتنقيب عن الغاز يترجم الحالة التي اصبحت عليها الشركة وادارتها وعمالها واعوانها من القلق والتوتر واليأس بسبب هذا التوقف الوجوبي الذي ينهي كل مبادرات الاستثمار والتشجيع على الانتصاب في تونس وبعث المشاريع فماذا يعني ان تيأس ادارة شركة من وجود حل جذري وماذا يعني ان تفشل حكومة في مواجهة مجموعة من المعتصمين وايجاد حل لهم ماذا يعني ان تواجه هذا الغضب بالصمت واللامبالاة أن تيأس إدارة من وجود حلول وتبدا تدريجيا في جمع حقائبها ومغادرة البلاد هي خسارة لا ليوم بل لمستقبل اقتصادي بأكمله ستكون رسالة سيئة جدا وصورة ضبابية تأخذها معها هذه الشركة عند مغادرتها لتونس خاصة وانها ستجد دولا أخرى أكثر أمنا وسلما واستقرارا تفتح الابواب على مصراعيها في وقت تكون تونس غارقة في أزمة ديون خانقة وسوء تصرف ومشاكل امنية بالجملة ..
ماذا يعني ان تفشل حكومة في ايجاد حلول لفض نزاع دام أكثر من 60 يوما وتدفع المستثمر إلى المغادرة ومقابل ذلك تلتجىء إلى توريد قرابة 90 % من حاجياتها من الغاز ؟؟ والبلاد على قاب قوسين أو أدنى من أزمة طاقية حادة ماذا يعني ان تبقى رخص الاستكشاف والتمديد فيها معلقة منذ ما يزيد عن أربع سنوات دون التوصل الى حلول ممكنة ماذا يعني ان تغلق الحكومة ملف الطاقة برمته دون النظر الى امكانيات فتحه جملة وتفصيلا ودون ان يخرج صوت الحق ويقول«أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ».
اعتصام شركة ليني
منذ ايم قليلة حدث اعتصام في عمار شركة ليني بحقل المعمورة بتازركة وبسبب تراكم بعض المشاكل قاموا بإيقاف العمل ليوم واحد فتدخل فورا والي نابل ووضع حدا للخلاف وعاد الانتاج إلى سالف نشاطه وهم عمال الشركة الأصليين في حين يتوقف الانتاج بحقل الشرقي بسبب اعتصام من خارج عمال الشركة منذ ما يزيد عن شهرين لتراكم الخسائر يوما بعد يوم دون التوصل الى حلول ممكنة وسط صمت رهيب من السلط المحلية والجهوية ووسط قبول بشبه الفشل في التفاوض مع المعتصمين الذين يطالبون بحقوق لن تحلها الا الحكومة .
وزير الطاقة والمناجم خلال اجتماع جمعه في نهاية الاسبوع اقترح ان يطرح على جميع وزارات الحكومة ان تحاول كل وزارة التكفل بتشغيل مجموعة من المعتصمين مقابل فض الاعتصام فورا غير أن أطرافا أخرى اقترحت مواصلة صرف المنح التي قطعتها شركة بتروفاك وهو مازاد المسألة تعقيدا ويتواصل الاعتصام الى اليوم مقابل تخوفات شديدة من عمال الشركة بايقاف العمل نهائيا ومغادرة الشركة التي تشغل نحو حوالي 1200 شخص منهم 200 عامل و120 حارسا بصفة مباشرة والبقية يعملون فيها بصفة غير مباشرة على غرار الفنادق والمطاعم والمقاهي التي تشتغل لفائدة عمال الشركة .