ضياع شركة «ستيب» بين الخوصصة وإعادة التأهيل: ديون بـ180 مليون دينار ونشاط متوقف منذ شهور

الوضع المتأزم في شركة صنع الإطارات المطاطية لا يبدو في طريق الحل بعد تمسك كل طرف بموقفه حيال الأزمة الخانقة التي تمر بها الشركة التي غرقت في مصاعب مالية نتيجة عوامل ذاتية وكذلك نتيجة تواصل التوتر الاجتماعي بها والذي ازداد حدة منذ يوم 14 جويلية

الماضي بعد توقف العمل في المؤسسة وإعلان الإضراب المفتوح فيها من طرف ما يزيد عن ألف من عمال وإطارات مصنع الشركة الواقعة بمساكن.
ورغم عدم رشح أي معلومات عن الحلول الجاري عليها العمل على أكثر من صعيد فان إمكانية خوصصة الشركة بات المحور الذي تدور حوله اليوم الحلول الخاصة بالمؤسسة التي توقف الإنتاج بها نهائيا منذ أكثر من أربعة أشهر كما تؤكد ذلك النقابة الأساسية للشركة بعد

العسر الواضح اليوم في توفير الموارد المالية للشركة التي ما عادت قادرة على اقتناء المواد الأولية والأساسية في صناعة عجلات السيارات باعتبارها الوحيدة في الميدان في عموم شمال إفريقيا.
والجدير بالملاحظة أن الشركة التونسية لصناعة الإطارات المطاطية stip أنشئت سنة 1981 بين الحكومة التونسية والشريك الايطالي التقني والفني Pirelli ثم تم دمجها لاحقا مع الشركة العمومية الثانية المنتصبة بمنزل بورقيبة لبعث شركة وحيدة قادرة على تلبية حاجيات السوق المحلية والجهوية لكن لم تستطع الشركة أن تثبت في موقعها حيث زادت ديونها التي بلغت نحو 180 م /د بعد أن شرعت الشركة في التوسعة وإدخال تكنولوجيات جديدة في الانتاج باستثمارات ناهزت 100مليون دينار . كما تعاظمت خسائرها بفعل التوريد العشوائي والتهريب حيث باتت السوق التونسية في 70 % منها تحت رحمة المنتوج المهرب كما أكد ذلك رئيس جامعة موردي الإطارات المطاطية.

وأمام تدهور حالة هذه المؤسسة العمومية فإنها باتت تتطلب تدخلا مباشرا من الدولة لإنقاذها مما تردت فيه خاصة على المستوى المالي باعتبار ذلك أهم نقاط المعالجة للموضوع لكن هذا لا يمكن أن يحجب ايضا أهمية مراجعة عديد العوامل المصاحبة والتي أدت في النهاية بالشركة إلى الوضع المتدهور حيث لا بد من إعادة سياسة الشركة الصناعية والإنتاجية بما يسمح لها من دخول معترك المنافسة لا فقط مع الماركات العالمية المروجة في تونس ولكن مع السوق الموازية التي يغلب عليها الإنتاج المورد من الصين والذي يبدو أن منافسته في الوقت الحالي تبدو صعبة .

كما أنه على الشركة القيام بدراسة واسعة حول السوق المغاربية وكذلك الإفريقية قصد البحث عن الصيغ الضرورية لدخولها إلى جانب السوق العربية مع الأخذ في الاعتبار أهميةالموارد البشرية في الشركة والعمل على تحسين أوضاعها بما يسمح لها عدم الانقطاع عن العمل مستقبلا وتهديد مصير الشركة وعمالها.

أن تخصيص الشركة والذي يلوح كأبرز الحلول لا يجب أن يغفل في جانب منه موقع الشركة في الاقتصاد الوطني وأهمية دعم السوق المحلية من خلال حماية إنتاج الشركة لحين صلابة عودها في وجه المنتوج المورد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115