و لا شك أن تونس خلال السنوات الأخيرة قد فقدت الكثير من السياح الأوروبيين، خاصة من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا الذين كانوا يمثلون طوال أكثر من خمسين سنة أصلا تجاريا مهما للقطاع خاصة في الصيف حيث تكتظ شواطئ تونس بالاوروبين الذين يختارون الوجهة لقضاء عطلهم مما جعل السياحة ثاني أهم ممول للخزينة من العملة الصعبة بعد النسيج في مرحلة أولى ثم الصناعات المعملية في مرحلة ثانية لكن هذا الأمر انكسر وتهدم بعد جانفي 2011 وازداد سوءا بعد 2015 إثر الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت متحف باردو ونزلا في سوسة.
لكن تبعات الفوضى التي عمت البلاد خاصة بيئيا واجتماعيا ليست وحدها المسؤولة عن تهالك القطاع على أهم الأسواق الأوروبية بل أن عوامل خارجية مرتبطة بالجرائم الإرهابية في الدول الأوروبية نفسها – فرنسا وبلجيكا وألمانيا - فاقمت الوضع وبات المواطن العادي يخشى زيارة الدول العربية والإسلامية . ولم تستطع تونس في ظل هذه الأوضاع المتشابكة والمتباينة إيجاد منفذ يعيد للوجهة ما كانت تعرف به في أوروبا كوجهة قريبة تلائم بين السعر والجودة.
وتصريح سفير ألمانيا قبل أيام عن الوجهة التونسية وعزوف السائح الالماني عن زيارتها نتيجة تردي أوضاع النظافة فيها وانحسار العناية بالبيئة والمحيط دليل على ما تعانيه الوجهة من مثبطات زادت من حالة التردي للوجهة السياحية التي هجرها السائح الأوروبي مقارنة مع مؤشرات ما قبل 2010.
ومع ذلك فالموسم السياحي لصائفة 2016 استطاع أن يكسب بعض النقاط بفعل الإقبال الكبير للسائح الروسي الذي هجر تركيا بعد حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية من قبل الجيش التركي وكذلك تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء بمصر من قبل الإرهابيين مكنت الوجهة التونسية عبر حملة إعلامية مركزة في روسيا من استقطاب إلى العشرية الأولى من شهر آوت الجاري نحو 342 ألف سائح روسي طبعا إلى جانب عدد....