الاقتصاد الياباني يسجّل نمواً أكبر من التوقعات بفضل الاستهلاك

حقّق الاقتصاد الياباني نمواً أعلى بقليل من المتوقع في الربع الأول، وفقاً لأرقام أولية نشرتها الحكومة اليابانية الأربعاء،

ويرجع الفضل في ذلك بشكل خاص إلى استهلاك أكثر دياميكية من المتوقع، على الرغم من التضخّم وفقا لوكالة فرانس براس.

وارتفع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 0,4 في المئة مقارنة بالربع الرابع من 2022، وفقاً للبيانات الفعلية والمعدّلة موسمياً، بينما توقّع الاقتصاديون في وكالة بلومبرغ زيادة قدرها 0,2 في المئة فقط، بعد النمو الصفري في الربع الأخير من العام 2022.

وارتفع الاستهلاك المنزلي بنسبة 0,6 في المئة في الربع الأول، مقابل زيادة بنسبة 0,2 فقط في المئة في نهاية العام الماضي.

كذلك، انتعشت الاستثمارات التجارية غير السكنية (+0,9 في المئة) بعد انخفاضها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي.

ووفق مذكّرة لبنك "اي ان جي" الهولندي نُشرت الأربعاء "يبدو أنّ تخفيف القيود المفروضة على مكافحة كوفيد، خصوصاً إعادة فتح الحدود، عزّز الاستهلاك والاستثمار".

وقال البنك "يبدو أنّ الاقتصاد الياباني في طريقه إلى انتعاش تدريجي على الرغم من ضعف الطلب العالمي".

ودخلت الإجراءات الحكومية للدفاع عن القوة الشرائية في مواجهة التضخّم حيّز التنفيذ في بداية العام. وبدأ السياح الأجانب في العودة بأعداد كبيرة إلى الأرخبيل، الذي أعيد فتحه بالكامل للزوار الأجانب منذ أكتوبر الماضي، الأمر الذي عزّز النشاط في قطاع الخدمات.

تراجعت الصادرات اليابانية بالتأكيد في الربع الأول (-4,2 في المئة)، على خلفية تباطؤ في النشاط الاقتصادي العالمي وارتفاع طفيف في الين، لكنّ هذا التأثير قابله جزئياً انخفاض في الواردات أيضاً.

ورغم أنّ "الرياح المعاكسة المرتبطة بتباطؤ الاقتصاد العالمي" بدأت بالظهور، إلّا أنّ عوامل إيجابية يجب أن تدعم النمو في اليابان هذه السنة، مثل إعادة فتح الأرخبيل بعد كوفيد-19، الأمر الذي جاء متأخّراً عن الاقتصادات المتقدّمة الأخرى، أو أيضاً "الإمكانات القوية" للسياحة انطلاقاً من الصين، حسبما أكد خبير اقتصادي في "يو بي اس ماساميتشي اداشي" في مذكّرة حديثة.

ويقول الاقتصاديون في "اي ان جي" إنّ الأداء الأفضل للناتج المحلّي الإجمالي الياباني "مريح لجهة أنّ بنك اليابان سيتخذ قريباً خطوة نحو تطبيع" سياسته النقدية التي لا تزال سهلة التأقلم حالياً.

وفي نهاية أفريل، خفّض بنك اليابان توقّعاته للنمو للسنة المالية 2023/2024 التي بدأت في الأول من أفريل، إلى 1,4 في المئة مقابل 1,7 في المئة سابقاً. لكنّه رفع توقّعاته لسنة 2024/2025 إلى 1,2 في المئة من 1,1 في المئة سابقاً.

وأكد الحاكم الجديد للمؤسسة، الاقتصادي كازوو أويدا، عدّة مرّات أنّ المسار النقدي مناسب في الوقت الحالي.

وكان التضخّم في البلاد، فوق هدف بنك اليابان البالغ 2 في المئة لأكثر من عام الآن، قد تحفّز بشكل أساسي بارتفاع أسعار الطاقة العام الماضي بسبب الحرب في أوكرانيا. ومن المتوقع أن يضعف هذا العام، في ظلّ نقص النمو الاقتصادي والزيادات الكافية في الأجور، وفقاً لبنك اليابان.

وبلغ التضخّم في اليابان ذروته بوصوله إلى نسبة 4,2 في المئة خلال عام واحد في جانفي (باستثناء المنتجات الطازجة)، وهو أمر غير مسبوق منذ العام 1981 في البلاد، قبل أن يتباطأ إلى 3,1 في المئة في فيفري ومارس.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115