الجفاف تأكد ومخاطر صحية وغذائية محتملة: لماذا لا يتم اعلان حالة الطوارئ المناخية؟

مع اقتراب نهاية الفترة الممطرة عادة في تونس يصبح إعلان حالة طوارئ مناخية عاجلا فالسدود

قاربت على الجفاف وهي مرحلة يصعب معها الاستجابة للطلب على الماء بمختلف استعمالاته. 

لا يمكن لإرسالية قصيرة عبر الهواتف الجوالة أن تقوم بمهمة تحسيسية في ظرف صعب. على الرغم من إثارة انتباه البعض إلى أن تونس تمر بفترة صعبة مائيا. في مثل هذه الظروف تكون الحملات الصادمة أكثر وقعا فمهما كان الحديث عن أهمية الماء من مختلف الزوايا لا يمكن التحسيس بمخاطر الجفاف الذي يؤدي إلى اخطار صحية و غير مسبوقة سوى الاقتراب من المستهدف اي المستهلك واقناعه بان الخطر قد أصبح واقعا وان الجفاف يطرق الأبواب ويمكن أخذ أمثلة من بلدان عديدة على غرار الصومال التي لم تنزل فيها الأمطار الا بعد 5 سنوات ليتم اعلان حالة طوارئ وطلب المساعدة من المجتمع الدولي لمن تأثروا بالجفاف من نقص مياه واغذية.
هذا السيناريو يعد بعيدا عن الحالة التونسية نظرا إلى أن بعض المناطق سجلت نزول أمطار وتحسنت حالة بعض المساحات لكن أغلب المناطق مازالت لم تخضر بعد وربما لن تخضر هذا الموسم بعد أن مر الخريف والشتاء دون نزول الامطار. لكن وباعتبار أن تونس في مهب التغيرات المناخية وفق عديد الدراسات فإن سيناريو كارثي يترصدها. لا يمكن الاستمرار باستهلاك عادي للمياه خاصة في المرافق التي تشهد استهلاكا مكثفا للماء على غرار الحمامات الشعبية ومحطات غسل السيارات.
الحديث عن نقص المياه ليس بالأمر البعيد فالعديد من المناطق بدأت تشهد انقطاعات في الماء الصالح للشراب. وستكون الانقطاعات أكثر تواترا في فصل الصيف. اذا لم تنزل الأمطار فإن الوضع يسير نحو الأسوإ ولا يمكن التنبؤ بدرجة السوء التي قد يبلغها. وإعطاء الأولوية لمياه الشرب يؤدي إلى عزوف كبير من الفلاحين على الزراعة مما يعني نقصا متوقعاً في عديد الخضروات والغلال والتي ستتضاعف اسعارها اذا وجدت وستكبد المالية العمومية أعباء إضافية اذا تم التوجه إلى التوريد.
إلى حد الآن كانت الإجراءات محتشمة تمثلت في جلسات جهوية تم خلالها اعطاء تعليمات بترشيد استهلاك المياه وقطع حصص مياه الري. فيما يتطلب الوضع صرامة وحزما أكثر باعتبار حساسية الوضع و أي تأخير في معالجته عبر ترشيد الاستهلاك أساسا باعتبار الأمر مرتهن بسخاء السماء مما سيكلف كل المجموعة ثمنا باهظا.
فلا أحد يمكنه التنبؤ بأن الموسم القادم سيكون أفضل والاستعداد للأسوإ يجنب المجموعة أكثر مايمكن من تبعات الجفاف

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115