وفي اغلب الاحيان من مالك.. اما ان يخونك طبيب تسلم له روحك على طاولة الموت والمشرط في يده وحياتك في الميزان فهذا اقسى وأصعب انواع الخيانة والغدر الموجع.
هذه ليست فرضية بل حقيقة ضربت ومست بعمق العديد من الضحايا الذي سقطوا ضحية اطباء لم يراعو حرمة الله في حقهم ودخلوا غرفة عمليات قسطرة للقلب استعملت فيها معدات» stents» منتهيّة الصلوحيّة تضررت منها عشرات المرضى ولم يفتضح أمر هذه الممارسات إلا عندما كشفهم الصندوق الوطني للتامين على المرض.
فرق التحقيق التي توفدها يوميا وزارة الصحة تعودت على الشكاوى والقضايا المتعلقة بأخطاء طبية قد تحدث ويتقبلها العقل البشري لأنه في نهاية المطاف جل الذي لا يخطى، لم تستوعب ان يخون طبيب الرحمة وملائكته مريضه ولم يراع ضميره ولا شرف مهنته، ولئن اغلقت الوزارة في خطوة اولى بعض أقسام طب القلب والشرايين ببعض المصحات الخاصة، ولئن استدعت عمادة الأطباء أحد الأطباء المتورطين مبدئيا للمسائلة فان الجرم اكبر من ذلك بكثير.
بعضهم ولتخفيف حدة الهلع الذي اصاب مرضى القلب من جراء استعمال هذه المعدات اكد بان تاريخ انتهاء الصلوحية ليس بعيدا بما قد يؤكد عدم حصول مضاعفات للمريض في حين ان اغلب اطباء القلب ممن تابعوا هذه القضية يؤكدون فظاعتها و امكانية حدوث مضاعفات للمريض وهذه المعدات التالفة لن تكون بإمكانها ان تؤدي وظيفتها على اكمل وجه مما قد يوفر امكانية انسداد الشرايين مرة اخرى وربما موت مفاجئ ...
لئن تعمقت ظاهرة الفساد وتلوثت اغلب الايادي واختلطت فيها المصالح بالرشاوى والمحاباة وكل ما من شانه ان يكون سببا في تراجع اداء البلاد واقتصادها وكل ما من شانه ان يضر بالمواطن في ماله ومستقبله فان المسالة اصبحت اعمق من ذلك بكثير فحينما يضرب الفساد وبقوة القطاع الصحي وخاصة اصحاب الميدعة البيضاء اطباء امضوا العمر في تحصيل العلم وإنقاذ حياة البشر فهذا هو الخطر بعينه..