بتروفاك التي تشغل حقول الشرقي 3و5و6و8 بجزيرة قرقنة وانفجار آلة الضغط التي تستعملها شركة «بريتش غاز» في إنتاج الغاز بحقلي صدر بعل ومسكار منذ أسبوع بالإضافة الى العديد من الاشكاليات الاخرى التي يواجهها ملف الطاقة في تونس والذي فشلت الى اليوم السلط المعنية في غلقه نهائيا.
تونس التي كانت تنتج منذ سنوات عديدة حوالي 55 % من احتياجاتها من الغاز وتستورد في المقابل حوالي 45 % من هذه المادة أساسا من الجزائر. بفضل تطوير شركة « بريتش غاز « لحقلي صدر بعل ومسكار بجهة صفاقس وتطوير حقول الشرقي 3 و5 و6 و8 بجزيرة قرقنة من قبل شركة «بتروفاك» ستصبح تابعة لجيرانها من الدول المنتجة للغاز واساسا الجزائر
اصيب قطاع الطاقة منذ سنوات ما بعد الثورة بشلل تقريبا تام لعبت فيه العديد من العوامل دورا رئيسيا وكانت سببا في تباطؤ انتاج اغلب الشركات المنتجة ولعل اهمها تعقيد القوانين التي قال عنها مختصون في مجال الطاقة انها قوانين معقدة جدا لا تتماشى وواقع البلاد الذي يتطلب جهدا كبيرا واستثمارات كبيرة من قبل المؤسسات لاستخراج الانتاج كما ان هذه القوانين لا تشجع اصلا على الاستثمار في هذا المجال في تونس فهي تتماشى والقوانين الموجودة في اكبر الدول المنتجة للطاقة على غرار دول الخليج وامريكا وهي معادلة قال عنها كثيرون انها معادلة مغلوطة وصعبة التحقيق وان المطلوب لتكون تونس قادرة على الاستثمار في هذه المسالة ان تغير من قوانينها وتكون اكثر لينا هذا من جهة ومن جهة اخرى فقد عرفت تونس احتجاجات متواترة انطلقت بقطاع الفسفاط طيلة سنوات ما بعد الثورة لتصل الى قطاع الغاز خاصة مع تعطيل انتاج شركة بتروفاك بقرقنة والتي تتواصل منذ اكثر من خمسين يوما امام صمت السلط المعنية وفشلها في التفاوض مع اعوان شركة البيئة الذي يعطلون انتاج الغاز ويتسببون في خسارة باهظة للدولة التي ستلجأ الى استيراد اكثر من 90 % من حاجياتها في الغاز .
حينما نتحدث عن انتاج الطاقة في تونس فاننا حتما سنذكر «بريتش غاز» التي توفّر الجزء الأكبر من إنتاجنا الوطني للغاز بنحو 70 % من الإنتاج وكذلك شركة « بتروفاك» التي توفر بين 12.5 و 15 %من جملة الإنتاج وللأسف الشديد تراجع إنتاج هاتين الشركتين منذ مدّة وأصيب بشلل شبه تام جرّاء الاحتجاجات وتعطيل العمل والإنتاج التي قام بها منذ 50 يوما محتجّو شركة البيئة الذين غزوا مصنع شركة «بتروفاك» بقرقنة وعطلّوا نشاطها تماما في حين أن إنتاج شركة «بريتش غاز» بحقلي صدر بعل ومسكار معطّل أيضا منذ أسبوع بسبب انفجار آلة الضغط التي تستعملها الشركة في إنتاج الغاز.
شركة بريتش غاز بدورها تشهد توقفا اضطراريا بعد ان تعطل انتاجها على اعتبار أن عملية إصلاح الانبوب الذي انفجر تتطلب شهرا على الأقل من الصيانة زد على ذلك التوقف الوجوبي للإنتاج في شركة «بتروفاك» جعل تونس مضطرّة لأول مرة في تاريخها لاستيراد حوالي 90 % من احتياجات الغاز الطبيعي من الجزائر. ولعلّ الأغرب في الأمر أن هذا الوضع لا يبدو أنه أزعج المحتجين الذين عطّلوا إنتاج الشركة البريطانية في قرقنة ولا النقابيين الذين يساندونهم ويدافعون عنهم ولا أيضا مسؤولي الدولة الذين لم يعيروا المسألة أي اهتمام والغريب في الأمر أيضا أن السلط المعنية تقف حائرة امام هذا الخطر الذي ستواجهه البلاد والذي بسببه أصبحت غير قادرة على تامين حاجياتها من الغاز الطبيعي.