فقد أظهرت المعطيات اليومية للمرصد الوطني للفلاحة تراجعا في نسبة إمتلاء السدود إلى 29 % وهي تقريبا المستويات ذاتها المسجلة خلال الفترة ذاتها من العام المنقضي التي بدورها تمثل إمتدادا لمواسم سابقة كانت تتميز بظروف مناخية صعبة ووضعية مائية حرجة.
وقد هبط المخزون العام بالسدود إلى 680 مليون متر مكعب وهو مايعني تراجع بأكثر من 300 مليون متر مكعب عن معدل الفترة للثلاث السنوات المنقضية ،حيث كان المعدل يتجاوز مليار متر مكعب على الرغم من أن الوضع المائي كان خلال المواسم المنقضية على درجة من الخطورة .
ويرجع التراجع المسجل في المخزون بنقص الإيرادات خلال المواسم المنقضية مما أدى إلى تآكل المخزون،حيث تم تسجيل نقص 1 مليار متر مكعب لكل من موسم 2019 و2020 و2021 وفي ما يتعلق بالموسم الحالي الذي انطلق 1 سبتمبر 2022 ويتواصل إلى غاية 31 أوت 2023 ،فإن الإيرادات المسجلة إلى غاية تاريخ 2 ديسمبر الجاري قد بلغت 83 مليون متر مكعب وهو مايعادل 25 % من معدل الفترة .
تؤكد معطيات وزارة الفلاحة إن الوضعية المائية لم تطرأ عليها تغييرات إيجابية وهو مايستوجب التفكير الجدي والاستعداد لموسم فلاحي صعب من جهة وصائفة قد تكون أكثر صعوبة ،فعلى الرغم أن أهم فترة من التساقطات المطرية تكون خلال الأشهر الأربعة المقبلة خاصة فيفري ومارس،فإن ذلك لاينف الوقوف عند أهمية الوضعية بشكل مسبق ،حيث أن الثابت الوضعية المائية حرجة وهو مايستدعي التعجيل بإتخاذ الإجراءات اللازمة تجنبا لتسجيل ضغوطات في حال إستمر الوضع على ماهو عليه.
وتظهر المعطيات الرسمية صعوبة الوضعية لأهم السدود ،ففي مايتعلق بمجموع سدود الشمال فقد بلغ مستوى 33.8 % وتعرف أهم سدود المنطقة انخفاضا ملحوظا في مخزوناتها،حيث سجلت نسبة امتلاء سد سيدي سالم وسد بوهرتمة تراجعا إلى ما دون 20 % وتظهر الإيرادات في هذا الباب إنخفاضا مهما مقارنة بمعدل الفترة للسنوات الثلاثة المنقضة التي يصل فيها مستوى الإيرادات الى 251 مليون متر مكعب في حين ان مستوى الإيرادات خلال الفترة الحالية قد تدحرج إلى 70 مليون متر مكعب و يعد التراجع الأكبر المسجل على مستوى الايرادات سد سيدي سالم اكبر خزان للمياه في البلاد.
وفي مايتعلق بسدود الوسط فإن الوضعية أكثر دقة ذلك نسبة الامتلاء قد تراجعت إلى 13.5 % وقد بلغت نسبة امتلاء سد نبهانة 15 % الذي يعنى بتزويد جهة الساحل وصفاقس بمياه الشرب وبعض مناطق مياه الري وذلك امام هبوط ملحوظ ايضا على مستوى الإيرادات .وعلى الخطى ذاتها كان واقع سدود الوطن القبلي ،حيث تراجع مخزون مجموع بسدود الوطن القبلي بنسبة 15.2 %
وينتظر أن تؤثر الوضعية المائية الحرجة أساسا على القطاع الفلاحي ،حيث تؤكد وزارة الفلاحة انه بالنظر لمحدودية الموارد المائية وتأثرها بالتغيرات المناخية فإن إعطاء الأولوية سيكون لتوفير الماء الصالح للشرب، حيث بلغت كميات المياه المتأتية من السدود والمخصصة من قبل الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه للماء الصالح للشراب 431.2 مليون م3 خلال سنة 2019 مقابل 420 مليون م3 خلال سنة 2018 ،أما عن القطاع الفلاحي فقد تم اعتماد طريقة الري بالحصص حسب كميات المياه المتوفرة مع الاقتصار على ري الأشجار المثمرة والأعلاف في حالات الجفاف القصوى.