بسبب نمو معدل سعره بأكثر من 60 % في السوق العالمية: واردات الزيوت النباتية عند مستوى غير مسبوق يناهز المليار دينار في تسعة أشهر

لئن إحتكرت مادة الحبوب نصيب الأسد على مستوى الواردات الغذائية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن واردات الزيوت النباتية

قد أخذت -بدورها- في الصعود لا سيما من حيث القيمة، فقد تطورت قيمتها بين 2010 و2021 بنسبة 70 % فيما كانت الكميات متفاوتة من سنة إلى أخرى إلا أنه في حالة المقارنة خلال الفترة ذاتها فإن الكميات قد هبطت من 286 ألف طن في 2010 إلى 204 ألف طن في 2021.
تمثل الأسعار عاملا أساسيا في واردات الزيوت النباتية وذلك بالنظر إلى أن هامش التحرك بالنسبة للكميات يبق عند حدود 300 ألف طن بإستثناء سنة 2011 التي تم توريد فيها 360 ألف طن ،حيث تقود الأسعار في السوق العالمية المنحى التصاعدي لقيمة واردات الزيوت النباتية لتبلغ رقما قياسيا جديدا عند 986.7 مليون دينار وهو مايمثل حوالي 15 % من إجمالي الواردات وقد سجلت بذلك تطورا بنسبة 125 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنقضي مع نمو في الكميات بنسبة 40 % بحسب معطيات المرصد الوطني للفلاحي مع العلم أن أعلى قيمة وارداتها شهدها القطاع كانت في 2011 بقيمة 670 مليون دينار.
ويأتي الرقم القياسي المسجل مع نهاية سبتمبر المنقضي بدعم من ارتفاع سعر الكلغ من الزيت الذي ارتفع بنسبة 60 % مقارنة بالعام المنقضي، فقد وصل سعر الكلغ 4.58 دينار وقد أخذت الأسعار بدورها تنمو منذ 2010 أي كان معدل سعر الكلغ 0.87 دينار وقد فاقم النمو المسجل في قيمة واردات الزيوت النباتية في عجز الميزان التجاري الغذائي الذي ناهز 2.5 مليار دينار .
وتحيل النتائج المسجلة إلى غاية شهر سبتمبر المنقضي إلى تسجيل معدلات جديدة لا سيما من حيث القيمة تأثرا بإرتفاع الأسعار في السوق العالمية ، كما يتغذى الارتفاع المسجل في جزء منه من غلاء كلفة الشحن علاوة على تقلص العرض وضعف الإمدادات كما سيكون لانزلاق سعر صرف الدينار دورا أيضا في قيمة الواردات وسيضغط هذا النمو في أسعار هذه المواد الغذائية المدعمة على ميزانية الدعم و تباعا على توازنات المالية العمومية ،حيث تؤكد تقديرات رسمية إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية كان لها تداعيات بآلاف ملايين الدينارات خاصة في مستوى المحروقات والحبوب.
وكان مؤشر الفاو لأسعار الزيوت النباتية قد انخفض بنسبة 6.6 في المائة خلال شهر سبتمبر ليسجّل أدنى مستوى له منذ فيفري 2021. والأسعار الدولية لزيوت النخيل والصويا ودوّار الشمس وبذور اللفت كانت جميعها أدنى. كما أن استمرار قوائم الجرد الكبرى التي صادفت ارتفاع الإنتاج الموسمي في جنوب شرق آسيا خفّضت أسعار زيت النخيل. وأدى توافر كميات أكبر من زيت الصويا المتاح للتصدير في الأرجنتين إلى رفع إمدادات زيت دوّار الشمس القادمة من منطقة البحر الأسود، في حين ساهم أيضًا تدني أسعار النفط الخام في تراجع هذا المؤشر الفرعي.
على الصعيد المحلي زادت أسعار الزيوت الغذائية بنحو 22 % بحساب الانزلاق السنوي و2.5 في المائة بحساب التغيير الشهري وفقا لنشرية نسبة التضخم الاخيرة الصادرة عن المعهد الوطني للاحصاء.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115