شديد الضراوة H5N1 ليعمق من معاناة المربين ،فبعد تفشي فيروس إنفلونزا الطيور في عدد من الدول الأوربية ،أعلنت الجارة الجزائر مؤخرا عن تسجيل بؤرة للفيروس الأمر الذي دفع الإدارة العامة للمصالح البيطرية إلى رفع درجة اليقظة والحذر من دخول هذا المرض والتأكيد على جاهزية مختلف المندوبيات لمجابهة هذا المرض حال دخوله.
تعيش أوروبا منذ أسابيع على وقع تفشي غير لفيروس إنفلونزا الطيور شديد الضراوة، حيث أعدمت ملايين الطيور، وسرعان ما انتقل الفيروس إلى الجزائر لتتصاعد معه مخاوف المربين على الصعيد الوطني لا سيما أن القطاع يعيش ضمن دوامة من الصعوبات تتغذى أساسا على ارتفاع تكلفة الأعلاف والتي عرفت منذ أيام قليلة زيادة جديدة مع العلم انه على الرغم من الزيادات فإن ذلك لا ينف وجود صعوبات في التزود ،حيث يشتكي المربون من ندرة توفر المواد العلفية ،الأمر الذي قد يجعل قطاع الدواجن يعيش في وضع مشابه مع الواقع المصري الذي إستفاق على عملية موجعة تمثلت في إعدام الفراخ نظرا لعدم توفر الأعلاف .
وتزامنا مع أزمة الاعلاف ،تعود إشكالية مرض إنفلوانزا الطيور شديد الضراوة إلى الساحة لتجلب معها ضغوطات إضافية قد تأخذ القطاع إلى نتائج كارثية خاصة وان الوباء قد أظهر نفسه في القطر لدى الجارة الجزائرية .
وقد قالت الإدارة العامة للمصالح البيطرية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي على الفايسبوك مؤخرا أنه في إطار المتابعة المستمرة للوضع الصحي لقطاع الدواجن وتبعا للمستجدات التي يشهدها هذا القطاع على المستوى العالمي في ظل تواصل انتشار مرض أنفلونزا الطيور شديد الضراوة H5N1 لدى الطيور المهاجرة والطيور الداجنة بأوروبا وعلى المستوى الإقليمي اثر تسجيل بؤرة من هذا المرض بالقطر الجزائري، نظمت الإدارة العامة للمصالح البيطرية جلسة عمل مؤخرا بمشاركة رؤساء دوائر الإنتاج الحيواني والبياطرة المكلفين بقطاع الدواجن بمختلف المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية بهدف تعزيز المراقبة الصحية ورفع درجة اليقظة والحذر من دخول هذا المرض والتأكيد على جاهزية مختلف المندوبيات لمجابهة هذا المرض حال دخوله.
وكانت وزارة الفلاحة قد إتخذت حزمة من الإجراءات بالنظر إلى تطورات الوضع الوبائي وخطر تسرب المرض لبلادنا، فقد دعت الوزارة إلى تكثيف المراقبة الوبائية للطيور المهاجرة في نطاق شبكة مراقبة المناطق الرطبة وذلك بالتنسيق مع المصالح المعنية للغابات.
كما أوصت الوزارة ضمن منشورا الصادر بتاريخ 11 أكتوبر الجاري بتكثيف المراقبة الصحية لحماية منشآت الدواجن والتوقي مرض أنفلونزا الطيور، وضمان حسن الاستعداد لمجابهة المرض من خلال أشغال اللجنة الجهوية للتوقي من الانفلوانزا تحت إشراف الوالي في نطاق خطة التدخل العاجل للتوقي من مرض انفلوانزا .
كما بات من الضروري التثبت عند المعاينة من مصدر الدواجن مع التأكيد على ضرورة التزود بفراخ يوم وواحد من المسالك الخاضعة للمراقبة الصحية الرسمية وتسخير كل الإمكانيات المتوفرة بالمندوبيات لتدعيم اليقظة الصحية بالنسبة لمنشآت الدواجن الصناعية مع التأكيد على تكثيف المراقبة الصحية للمداجن وأخذ العينات اللازمة وذلك اعتمادا على الإجراءات والتدابير المعمول بها في الغرض مع تشديد على المربين لتلافي النقائص المسجلة والحزم في تطبيق قواعد حفظ الصحة والأمن الحيوي .
تجدر الاشارة الى أن تقرير مشترك الصادر عن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) والمختبر المرجعي للاتحاد الأوروبي لأنفلونزا الطيور قد ذكر أن الانتشار الأخير لأنفلونزا الطيور هو أخطر وباء مسجل في أوروبا.ووفق التقرير ذاته، فقد تم تسجيل ما يقرب من 2500 حالة تفشي لإنفلونزا الطيور في مزارع الدواجن العام الماضي، بينما تم العثور على أكثر من 3500 حالة في الطيور البرية، بالإضافة إل تسجيل 190 حالة أخرى في الحيوانات المحفوظة في أماكن أخرى، مثل حدائق الحيوانات.