وتناولت المناقشات عديد المواضيع التي تم التعرض لها . وشدد رئيس الجامعة المركزية صلاح بن تركية على أهمية حضور الجامعة في بيئثها التونسية والمتوسطية مما جعلها فاعلا يشارك في تحويل الاقتصاد التونسي بالتركيز على الشراكة قوية مع مختلف هياكل ومخـابر البحث الجامعي التونسية والخبراء الاقتصاديين في هياكل دولية لتعزيز الحوار والعلاقات التي تربط ضفتي المتوسّط.
وأكد أن الملتقى يهدف إلى توحيد الرؤى والمبادرات والتجارب التي ستكون دعائم وأمثلة أو خطوط توجيهية لبنـاء نموذج اقتصـادي تونسي مستقبلــي.
ولم يخف الحضور أيضا أهمية التفكير في إطار أكاديمي حيث يتميز بحرية الكلمـة الإيجابية و البنّاءة حول المواضيع الاقتصادية و الماليّـة. مما يسمح للأفكار والنقاشات المتبادلة بين مختلف المشاركين بصياغة مشاريع توصيات موجّهة للسياسيين لوضع تونس على طريق النمو الفاعل والناجز .
ومثّلت التحوّلات الهيكلية التي سيتم تنفيذها الخيط الرابط للملتقى حيث أعطيت قضايا جوهرية في الشأن العام للبلاد جانبا مهما من التدخلات والنقاشات على غرار الإصلاحات البنكية المرتبطة بحاجيات التحولات الهيكلية التي تم تجسيدها بمقاربة تحليلية مقارنة مع الأنموذج المغربي للانتقال من وجهـة نظر اقتصادية ومـاليّة وبينت المقاربات أن القرارات السياسة المالية تفرض اليوم إصلاح المديونية المرتفعة. وبين الحبيب الكاراولي المدير العام لبنك الأعمال التونسي أن عدم قدرة البنوك العمومية على تمويل الاستثمار للتونسيين في الخارج يمثل ضعفا هيكليا لها وهو ما يجب تلافيه والعمل عليه.
العلاقات التونسية مع الاتحاد الأوروبي وتحليلها في إطـار اتفاقية التبادل الحر الشامل والعميق بين الاتحـاد الأوروبي وتـونس واستقراء تجربة تحرير المبادلات التجارية في المغرب وتقييمها شكلت أيضا جانبا من الحوار والمناقشة واجمع الحاضرون على أهمية التجربة والتعمق في بيان مردوديتها خاصة على المستوى المتوسط والبعيد.
كذلك الإصلاحات الجبائية التي يجب تنفيذها عند الأزمـة و ضرورة العودة إلى البحث والتخطيط الاستراتيجي في مجال التغيرات الهيكليــة شدت اهتمام النقاش وأعطت في المجال أمثلــة المشــاريع المهيكلـة التي تم تنفيذها بالخــارج (البلقــان و أمريكـا اللاتينية والبرتغــال)فسحة من النقاش والحوار وإمكانية استفادة بلادنا من هذه التجارب الناجحة في فترات التحول.
وقدم الطيب الشتيــوي، أستاذ الاقتصـاد والمـاليّـة الدولية خلال مداخلته حول المديونية أن تونس مرغمـة على اقتراح تخفيض الدفع المزدوج للفوائض بدفع بسيط مبرزا أن التمويل بالمنتجات الداخلية وفوائضها أفضل في المرحلة الحالية التي تعرف فيها المالية العامة للبلاد تدهورا في السيولة.
الوزيران حكيـم بن حمّـودة وعبد الرزاق الزواري اللذين تحّدثا عن تجربتهما الإصلاحية التي تمكّنـا من تنفيذها بصعوبة في إطار مهامهما أو التي لم يتمكّنـا من تحقيقها مع تفسير الأسبـاب. و واختتم الأستـاذ محمّد الهــادي الأحـول رئيس إدارة التعاون الدولي بحكــومــة دبـي والخبير الاقتصـادي الحوار بعرض وجهـة نظره حول الإصلاحات الضرورية للاقتصـاد التونسي داعيا إلى اليقظـة التامة خلال هذه المرحلة الدقيقة والعمل من أجل تجاوز مصاعب المرحلة الانتقالية وتبعاتها .