ويبدو أن الارتفاع المسجل في الأسعار ناجم بالأساس عن ارتفاع نسق التصدير خاصة تجاه السوق الليبية.
يستمر تحسن نسق الصادرات الغلال للعام الثاني على التوالي من حيث القيمة والكمية ،حيث كشف المجمع المهني المشترك للغلال عن إرتفاع قيمة الصادرات خلال العام المنقضي إلى 48.5 ألف طن بقيمـة تجاوزت 134مليـون دينـار مقابـل مسجلة بذلك زيادة بنحو 65 % من حيث الكمية و78.5 % من حيث القيمة مقارنة بسنة 2020.
وتشير المعطيات الحديثة إلى تسجيل مزيد من التحسن في عائدات الغلال، حيث تم تصدير حوالي 48 ألف طن من الغلال بقيمة 120.5 مليون دينار وذلك منذ بداية السنة وإلى غاية 5 سبتمبر الجاري أي بتحسن يتجاوز 40 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنقضي مع العلم أن التوقعات تشير إلى تصدير 50 ألـف طـن مـن الغلال بقيمـة تفـوق 150 مليـون دينار.
وقد ساهم ارتفاع الكميات المصدرة من الغلال في تراجع التزويد بالسوق المحلية مما أدى إلى نسق تصاعدي في أسعار الغلال ،حيث تبرز معطيات السوق الوطنية ببئر القصعة صعودا في سعر الكلغ من الخوخ بـ33 % ،الأجاص بـ100 % والتين بـ100 % ،كذلك التفاح بسعر 25 % ويعتبر الارتفاع المسجل أساسا بدعم من السوق الليبية التي تعد الوجهة الأولى والتي تسـتقطب قرابـة نصيب الاسد مـن صـادرات الغلال ،كما شهدت الوجهة الليبية لوحدها زيادة في حجم وارداتها من الغلال بنحو 50 % مقارنة بالموسم المنقضي ،حيث تم تصدير38 ألف طن إلى الجارة ليبيا وهو مايمثل 79 % من إجمالي الكميات المصدرة.
وقد حافظـت السـوق الليبيـة علـى صـدارة البلـدان المسـتوردة لغلال التونسـية بقيمـة 78 مليـون دينـار تليهـا إيطاليـا بـ13.8 مليـون دينـار، أمـا المرتبـة الثالثـة فكانـت مـن نصيـب دولـة الإمارات العربيـة المتحـدة بقيمـة 79.3 مليـون دينـار لتأتـي فرنسا فـي المرتبـة الرابعـة.
وتتـوزع هـذه الكميـات علـى أكثـر مـن 20 وجهـة أهمهـا السـوق الليبيـة التـي تليهـا السـوق الأوروبية ثـم بلـدان الخليـج واللافت ان النتائج المسجلة منذ بداية العام الى حدود 5 سبتمبر الجاري تظهر عدم تصدير الغلال التونسية إلى عدد من الدول التي كانت تستورد كميات متواضعة من الغلال التونسية على غرار وروسيا وتركيا وبلجيكيا .
جدير بالذكر الى أن العـرض التونسـي مـن الغلال يشمل على مدار السنة علـى قرابـة ثمانيـة عشـرة صنفـا أهمهـا الرمـان والـدلاع والخـوخ والمشـمش التـي تمثـل 80 % مـن جملـة الصـادرات مـن حيـث الكميـات و العائـدات.